قائمة الموقع

 (إسرائيل) تستنفر قوتها لمواجهة الـ BDS

2019-07-02T18:18:00+03:00
حركة المقاطعة
غزة- محمود فودة    

استنفرت (إسرائيل) كامل قوتها لمواجهة حركة المقاطعة العالمية "BDS" بعد تعاظم نشاطها، وتأثيرها الحقيقي على الاحتلال ونشاطاته التجارية والاقتصادية في العالم، إلى ان اتجهت للاستعانة بجهاز الموساد لتنفيذ الحملة الجديدة ضد الحركة.

وفي التفاصيل، أطلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي حملة إعلامية دعائية موسعة ضد حركة مقاطعة (إسرائيل) العالمية "بي دي أس"، التي تنشط في الكثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ودول أمريكا الجنوبية، وخاصة في الجامعات.

وتدعو حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" إلى مقاطعة (إسرائيل) وسحب الاستثمارات منها، إلى حين إنهاء احتلالها وإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967 ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي.

وكشفت صحيفة (إسرائيل اليوم) أن "وزارة الشؤون الاستراتيجية شرعت في حملة إعلامية دعائية ضد حركة المقاطعة العالمية بي دي أس، من خلال تجنيد النجم التلفزيوني الصحفي أفري غلعاد، من أجل تحشيد المزيد من الجمهور الإسرائيلي في جهود توعوية ضد حركات المقاطعة، وأعلنت الحملة برعاية الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وجاءت الحملة تحت شعار: نحارب مزاعم الـBDS.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية والأمن الداخلي غلعاد أردان الذي افتتح الحملة أنه يطالب الجمهور الإسرائيلي بالدفاع عن (إسرائيل) مما تروجه البي دي أس من مزاعم وتحريض ضدها، وكل إسرائيلي يستطيع القيام بدوره في هذه المعركة من خلال تفنيد ادعاءات البي دي أس ونشطائها".

وأضاف أن "الوزارة نشرت تقريرا بعنوان "مسلحون بربطات العنق" كشفت فيه العلاقات الوثيقة بين البي دي أس والمنظمات الفلسطينية مثل حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث تقوم هذه المنظمات بعمليات غسيل دماغ للمواطنين الغربيين من خلال توظيف مؤسسات المجتمع المدني، ومن يجمعون تبرعات وأموالا لمواصلة حملات نزع الشرعية عن (إسرائيل) ومقاطعتها، ويتنكرون على أنهم نشطاء مؤسسات حقوق الإنسان".

ودعا الوزير "الإسرائيليين إلى توظيف شبكات التواصل الاجتماعي للقيام بهذا الدور" مؤكدا أن "الحملة الإعلامية تستهدف جميع الإسرائيليين للمشاركة في محاربة البي دي أس، وسيتم تكليف جميع المواقف الإخبارية وشبكات التواصل والإعلام الجديد".

من جهتها، نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الحرب المستمرة للموساد الإسرائيلي ضد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، قائلةً إن محاربة الموساد الإسرائيلي لحركات مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ليست أمرا جديدا، ولكن هذه الحقيقة كُشفت فعلا في وثيقة شخصية لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي.

وتؤكد هذه الوثيقة أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تقاتل بطريقة خفية ضد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد قادتها، وتؤكد أن الأجهزة السرية للموساد تتعاون مع هذه الوزارة لتحييد الأنشطة التي تنفذها الحركة.

ويتعاون مسؤولو وزارة الشؤون الاستراتيجية مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية المختلفة، لكن هذه الجهود لم تكن ملحوظة مطلقا نظرا لأن المسؤولين يزعمون أنه إذا تم الكشف عنهم فسيؤدي ذلك إلى تقويض العمل السري الذي يتم تنفيذه ضد الحركة الدولية للمقاطعة.

وبالتزامن مع الهجوم الحكومي، قام حوالي 240 أكاديميا إسرائيليا ويهوديا بنشر رسالة مفتوحة موجهة إلى الحكومة الألمانية انتقدوا فيها القانون الجديد الذي تم إقراره في برلين الذي يصف حركة المقاطعة بأنها "معادية للسامية"، وكذلك الأفراد والمنظمات التي تدعمها.

وبالإضافة إلى ما سبق، نجحت (إسرائيل) في إغلاق العديد من الحسابات الإلكترونية لعدد من قادة ونشطاء حركة المقاطعة، لا سيما على موقعي شبكة فيسبوك وتويتر.

من جهته، قال حسام شاكر الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية إن هناك تصاعد مستمر في محاصرة الاحتلال الاسرائيلي لحركة المقاطعة، كان آخر فصولها الاستعانة بهيئات نيابية وبرلمانية وحكومة لاستصدار قرارات تشوه الحركة، وتعمل على حظرها.

وأوضح شاكر في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الهدف الذي يعمد إليه الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي يتمثل في فرض قيود على نشاطات الحركة، وترهيب الجمهور من التفاعل مع نشاطاتها، او الالتحاق معها.

وبيّن أن نشاط الاحتلال يتركز في الوقت الحالي في بعض الولايات الأمريكية، وكذلك ألمانيا التي لم تشهد نموا للحركة من الأصل، مشيرا إلى أن ما نشهده الآن في مواجهة الحركة يمثل نتاج لحملات التحريض والتعبئة تقودها حكومة الاحتلال بشكل معلن.

وأِشار إلى أن الاحتلال استطاع إصدار تقارير متخصصة في تشويه الحركة، والدخول في محاولة واضحة للتحريض من خلال ربطها بشكل ساذج في معاداة اليهود، مؤكدا أن الحركة تواجه تحديا جادا في هذا الاتجاه فيما تحرز تقدما ملموسا في بيئات أخرى ومجالات متنوعة.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي بات لا يقلق من الخسائر المادية لنشاط حركة المقاطعة، إنما الاستنفار الإسرائيلي لمواجهتها يشير إلى الشعور بالقلق الوجودي نتيجة النشاطات، وأن (إسرائيل) ستصبح اسما منبوذا في العالم، خصوصا أوروبا.

اخبار ذات صلة