قال أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي، إن التحدي الأساسي الذي يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إن قرر الذهاب إلى شنّ عدوان واسع هو التعامل مع السكان الفلسطينيين هناك، وفي حين أن لواء "كافير" سيكلف بمهمة خوض هذه "المواجهة العسكرية الضارية، فإن الدراسات الميدانية تكشف عن الفجوات الواسعة بين جاهزية هذا اللواء وباقي الألوية" التي قد تنضم للعدوان على القطاع المحاصر.
وأضاف بوخبوط في تقريره المطول بموقع "واللا" الإخباري، أن "العمليات اليومية التي تقوم بها القوات التابعة للواء "كافير" ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، وحالة الاحتكاك المستمرة بصورة دورية جعلت هذا اللواء أكثر قدرة على التعامل معهم من باقي الألوية والكتائب.
وأكد أن الضفة الغربية المحتلّة تشهد حربا صامتة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، في كل لحظة هناك عملية متابعة وملاحقة، زاعمًا أنّه "في اللحظة التي لا يتبع فيها الجندي في هذا اللواء الإجراءات التي تدرب عليها فسوف يستطيع أي فلسطيني أو فلسطينية الالتفاف من الحاجز العسكري، وتنفيذ عملية طعن فورا".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يجري عبر هذا اللواء اعتقالات يومية في مناطق سكنية مكتظة وقرى شعبية، ويقيم حواجز عسكرية، وجولات ميدانية في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية المحتلّة، والشوارع المزدحمة بالفلسطينيين، بما فيها الصعود إلى مبان عالية متعددة الطوابق، وإخلاء بعضها بغرض هدم إحدى الشقق السكنية الخاصة بمنفذي الهجمات المسلحة.
وأوضح أن هذه العمليات جعلت هذا اللواء مهيأ أكثر من سواه للعمل في غزة، حيث لا زال جنود الاحتلال يتذكرون عملية تهجير الفلسطينيين من حي الشجاعية شرق مدينة غزة خلال الحرب الأخيرة في 2014 عند تنفيذ العدوان البري الذي بادر إليه جيش الاحتلال.
وكشف أن جيش الاحتلال يصطحب معه في كل عملياته داخل المناطق الفلسطينية "واحدًا من عملائه، أو ناطقا باللغة العربية، كي يساعدهم في الحديث مع السكان الفلسطينيين، أو يرشدهم عن بعض "المعلومات الميدانية".
وأضاف أنه "هذا الأسبوع أنهى قائد لواء كافير الجنرال تسيون رتسون مهامه، ونقلها إلى خلفه الجنرال عيران أوليئيل، وأمضى العامين الأخيرين في تدريبات مكثفة ومناورات يومية، وتركزت معظمها في التعامل مع السكان الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات التمشيط، والعمل داخل المناطق السكنية المزدحمة بالفلسطينيين، حيث زاد الاهتمام بالثقافة الفلسطينية واللغة العربية بلهجاتها، خلال التدريبات التي كانت تحصل في غور الأردن.
وزعم أن كل جندي إسرائيلي في لواء كافير يخوض امتحانا أسبوعيا لاختبار قدراته اللغوية العربية، وكل ذلك يؤكد أن التعامل مع الفلسطينيين يعتبر أحد التحديات الأساسية في أي عدوان يقرر جيش الاحتلال شنّه ضدهم في المرحلة القادمة.