قائد الطوفان قائد الطوفان

يهود البشرة السمراء مضطهدون في (إسرائيل).. ماهي قصتهم؟

يهود البشرة السمراء مضطهدون في (إسرائيل).. ماهي قصتهم؟
يهود البشرة السمراء مضطهدون في (إسرائيل).. ماهي قصتهم؟

غزة/الرسالة

يعاني يهود الفلاشا ذوو الأصول الأثيوبية من الاضطهاد مجددا داخل (إسرائيل) وهو ما أدى لمقتل أثيوبي برصاص رجل شرطة هو الثاني منذ بداية العام الحالي.

وأثار قتل الشاب الإثيوبي الأصل ضجة واسعة وحالة غضب، حيث أغلق مئات من يهود الفلاشا شوارع مركزية وأشعلوا حرائق في مفارق مركزية طيلة ساعات مما تسبب باختناقات مرورية كبيرة.

وتستمر وتتسع احتجاجات الفلاشا منذ منتصف الأسبوع الماضي، وسط اتهامات للشرطة والسلطات الإسرائيلية بالعنصرية والتحريض عليهم، بعد قتل الشاب سلمون تاكا (19 عاما) برصاصة شرطي بذريعة أنه ألقى نحوه حجرا هدد حياته خلال شجار في إحدى الحدائق العامة.

ويوجه قادة الفلاشا الاتهامات للشرطة الإسرائيلية بالضغط السريع على زناد السلاح عندما يكون الهدف من غير اليهود الغربيين خاصة من المهاجرين الجدد من إفريقيا بسبب لون بشرتهم.

وزاد غضب يهود الفلاشا بعدما أطلقت محكمة إسرائيلية سراح الشرطي القاتل وإرساله لحبس منزلي داخل فندق.

حادثة قتل الشاب الإثيوبي حلقة في مسلسل جرائم قتل ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية في الماضي من بينها اعتداءات حتى على شباب فلاشا يرتدون الزي العسكري ويخدمون في جيش الاحتلال.

ويعد يهود الفلاشا من طائفة (بيتنا إسرائيل)، وهي طائفة يهودية تعيش في إثيوبيا منذ القرن الرابع الميلادي، وفي أواسط القرن الـ19 بدأ بعضهم بالتنصر بعد نشاطات تبشيرية، أي أن أصولهم يهودية لكنهم ليسوا يهودًا.

وعلى الرغم من دخولهم الديانة المسيحية فإنهم لا يعتبرون جزءًا من الكنيسة الإثيوبية، وإنما الكنيسة الأنجليكانية، التي تنصّروا عن طريقها.

ووفقًا لما ذكره موقع «المصدر» الإسرائيلي، فعلى مدى سنوات طويلة عانى أبناء الطائفة من مضايقات المسيحيين في الكنيسة الإثيوبية، ولم يحسبوا كأفراد الطائفة اليهودية، لذلك عاشوا كطائفة منبوذة ومستقلة.

وبدأ استقدام الفلاشا إلى (إسرائيل) أوائل التسعينيات، إلى جانب استقدام الطائفة اليهودية من إثيوبيا. وبحسب الموقع الإسرائيلي، في البداية هاجروا بناء على قرار الحكومة، التي قررت الموافقة على هجرتهم شريطة اعتناقهم اليهودية من جديد، ولاحقا هاجر آخرون من أبناء الفلاشا بناء على الصلة الأسرية لمن هاجر إلى (إسرائيل) بالفعل.

ومع هجرة الطائفة اليهودية في إثيوبيا إلى (إسرائيل)، نُقل أبناء الفلاشا للعيش في معسكرات مركّزة في مدن جوندار وأديس أبابا انتظارا لهجرتهم.

وفي عام 2003، اتُخذ قرار في الحكومة (الإسرائيلية) وفي أعقابه وصل ممثلون عن معسكرات الفلاشا ونفّذوا تسجيلا لمن يحق لهم الهجرة إلى (إسرائيل) بناء على جذورهم اليهودية.

ويعاني يهود الفلاشا الآن من تمييز في المجتمع الإسرائيلي ولذلك يخرجون في تظاهرات احتجاجا على معاملة الحكومة الإسرائيلية كمواطنين من درجة ثالثة.

وقد وضعت حكومة نتانياهو في عام 2015 قائمة إسمية تضم تسعة آلاف إثيوبي يسمح لهم بالهجرة إلى (إسرائيل) في غضون خمس سنوات باسم لم شمل الأسر.

وقد وصل منذ صدور القرار، (1300) من الفلاشا إلى (إسرائيل).

ووصل عدد اليهود الإثيوبيين خلال العام الحالي 2018 إلى 140 ألفاً، يمثلون اثنين في المئة من مجموع اليهود في (إسرائيل)، ومن ضمن يهود الفلاشا أكثر من خمسين ألفا من مواليد (إسرائيل). وينحدر معظمهم من مجتمعات ظلت معزولة عن العالم اليهودي طوال قرون، واعترفت بهم السلطات الدينية الإسرائيلية في وقت متأخر.

وكان نحو 80 ألف يهودي إثيوبي هاجروا إلى (إسرائيل) عبر جسرين جويين تم تنظيمهما عامي 1984 و1991.

وانطلقت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التظاهرات ضد العنصرية والتمييز الذي يواجهه يهود الفلاشا، والمطالبة بانضمام أفراد من عائلات بقيت في إثيوبيا إليهم، بغية دمج الإثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي.

ويرى قادة أحزاب إسرائيلية، بأن ما يتعرض له الفلاشا يؤكد تفشي العنصرية في (إسرائيل) التي سعت إلى استقدامهم وأهملت استيعابهم، وإنهم يتفهمون احتجاجهم في (تل أبيب) والقدس مراراً، واتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضدهم.

في مقابل ذلك يرى زعماء اليهود الفلاشا أن تظاهراتهم الدورية ضرورية بغية تغيير أحوالهم المعيشية، فـ(إسرائيل) لا تفهم إلا لغة القوة في كثير من الأحيان.

ويمكن الجزم بأن عنصرية (إسرائيل) تلاحق الفلاشا في ميادين العمل والتأمين الصحي والتعليم، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث طرحت في (إسرائيل) قبل أكثر من عقدين قضية رفض تبرع اليهود الفلاشا بالدم، الأمر الذي يؤكد عنصرية (إسرائيل) المتفاقمة ضد اليهود الشرقيين، وخاصة يهود الفلاشا الذين تعتبرهم دراسات كثيرة من غير اليهود أصلاً.

ويتركز يهود الفلاشا في (إسرائيل) في أحياء فقيرة ومهملة ومدن من الصفيح على أطراف المدن القائمة، كما هي الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، حيث تتزايد نسبة المعتقلين منهم بتهم جنائية لتصل إلى 40 %، خصوصاً بين الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة والأمية.

واللافت أن يهود الفلاشا يجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي لأن المجتمع والأحزاب الإسرائيلية تلفظهم في الأساس.

ونتيجة التمييز العنصري الإسرائيلي تجاه اليهود الفلاشا، تنخفض مؤشرات التنمية البشرية بينهم، مقارنة باليهود الأشكناز

البث المباشر