يناضل الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل المتاحة, لأجل نيل حقوقه المشروعة من الاحتلال (الإسرائيلي), الذي يسعى على الدوام لحرف البوصلة الفلسطينية عن طريقها الحقيقي.
ورغم الأساليب المختلفة التي ينتهجها الاحتلال لتفريق الشعب الفلسطيني, إلا أنه عجز عن ذلك, بعدما أسهمت الرياضة بشكل رئيسي في التئام شطري الوطن "غزة والضفة" مؤخرا, بعدما حضر فريق مركز بلاطة للمحافظات الجنوبية قبل حوالي 10 أيام, وخاض فيها ذهاب كأس فلسطين ضد خدمات رفح.
تاريخ وأبطال
وتعدّ نسخة 2019 هي الثامنة التي جرت في هذه المسابقة, إذ كان خدمات رفح أول المتوجين باللقب عان 1998 على حساب مؤسسة البيرة, ثم ذهب اللقب لحساب اتحاد الشجاعية على حساب ثقافي طولكرم في 1999, قبل أن يحصد شباب خانيونس النسخة الثالثة عام 2000 بالانتصار على ترجي واد النيص.
بعد ذلك انتظرنا 15 عاما كاملا لعودة المسابقة من جديد, بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى والحصار, وهذه المرة حققها أهلي الخليل على حساب الشجاعية في 2015, ثم اقتنص اللقب للمرة الثانية تواليا في 2016 على حساب شباب خانيونس.
وفي النسخة السادسة عام 2017 نجح شباب رفح بتحقيق اللقب على حساب أهلي الخليل, قبل أن يتوّج هلال القدس بلقب النسخة السابعة في 2018.
الحضور الجماهيري
ولطالما شهدت مباريات كأس فلسطين منذ عودتها عام 2015 حضورا جماهيريا ضخما, خاصة في قطاع غزة, أبرزها المواجهة القوية بين اتحاد الشجاعية وأهلي الخليل في ذلك العام, على غرار مواجهتي شباب خانيونس وأهلي الخليل في 2016, وشباب رفح وأهلي الخليل في 2017, وجميعها جرت على ملعب اليرموك.
أما في نسخة العام الماضي 2018, فكانت الأمور مغايرة تماما, خاصة أن اللقاء جرى بين شباب خانيونس وهلال القدس في موعد مباريات المونديال, ما أثّر سلبا على الحضور الجماهيري, إذ كان هناك أجزاء من المدرجات الشرقية لملعب فلسطين "مستضيف اللقاء" خالية تقريبا من الحضور.
وفي نسخة العام الحالي, امتلأت مدرجات ملعب رفح البلدي بالمتفرجين, في مواجهة خدمات رفح ومركز بلاطة, بانتظار معرفة مصير الإياب على ملعب نابلس البلدي.
مشكلة خدمات رفح
ورغم قدوم مركز بلاطة إلى قطاع غزة لخوض الذهاب, إلا أن موعد الإياب لا يزال مجهولا وغير واضح, نظرا لتعمد الاحتلال عدم منح بعثة خدمات رفح تصاريح دخول المحافظات الشمالية.
وتضامن المئات من أبناء المنظومة الرياضية, مع نادي خدمات رفح, بعدما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق "ادعم الخدمات", بهدف تسليط الضوء على معاناة الفريق قبل خوضه إياب كأس فلسطين.
وكان من المفترض أن يلعب خدمات رفح مع مركز بلاطة في موقعة الإياب الأربعاء الماضي على ملعب نابلس البلدي, إلا أن الاحتلال أعاق وصول الفريق الغزي للضفة المحتلة.
وبشكل عام فإنه رغم المضايقات التي يعانيها الشعب الفلسطيني بشكل عام منذ سنوات طويلة, إلا أن الرياضة ساهمت بشكل كبير في توحيد شطري الوطن "غزة والضفة", وهو ما يعدّ ضربة قوية للاحتلال (الإسرائيلي).