ليست المرة الأولى التي تنجح فيها حركة حماس في الحصول على معلومات سرية عن جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، فقد حصلت مؤخرا على وثيقة جديدة، سمحت كتائب القسام بنشر جزء منها تتضمن محتويات برامج تدريب المظليين للقتال في غزة ومعلومات توصل إليها التحقيق في عملية التسلل التي نفذتها وحدة كوماندوز تابعة للقسام على شاطئ "زيكيم" إبان عدوان 2014.
وتمكنت حركة "حماس"، من الحصول على معلومات استخباراتية سرية عن تحركات جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في قطاع غزة باستدراجها جنودا صهاينة عبر استخدام أرقام هواتف (إسرائيلية) في تطبيق الهواتف الذكية "واتساب"، ما يضع الجيش (الإسرائيلي) الذي أقر بذلك، أمام معادلة جديدة للمقاومة الفلسطينية التي تتحدى المحتل بزيادة قدراتها في ساحات المواجهة يوما بعد يوم.
يقول يوءاب زيتون مراسل واي نت العسكري إن ضباط مخابرات من حماس خاطبوا جنود جيش الاحتلال عبر واتساب، حيث تواصل حماس محاولة الحصول على معلومات استخبارية من جنود يخدمون في غلاف غزة.
وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة قدمت عدة طلبات للجنود من مصدر ناطق باللغة العبرية عرف نفسه كجندي من كتيبة أخرى تابعة للجيش وفي إحدى الحالات تبين أن حماس قد وضعت يدها على مواد حساسة.
وبحسب المراسل العسكري فقد حاول "القسام" الحصول على معلومات عسكرية حساسة من الجنود الذين يخدمون في قطاع غزة، من خلال الاتصال عبر المواقع الوهمية للتعارف والرياضة أو عبر محادثات فيسبوك بناءً على الموقع الجغرافي للجندي ورقم هاتفه من المجموعات التي يكون فيها عضوًا عامًا في الشبكات الاجتماعية.
****** المواجهة المقبلة
بدوره يعقب رامي أبو زبيدة الخبير الأمني: "استراتيجية المقاومة تعتبر شاملة كونها تشمل الجانب العسكري والاستخباراتي، لاسيما بعدما أثبتت عقول المقاومة الشابة قدرتها على مواجهة الاحتلال بإمكانياتها البسيطة والتصدي لمحاولة العدو عبر مواجهته في استخدام الاستخبارات التكنولوجية والفنية بهدف مواجهة العدو سواء بالمواجهة الهجومية أو الدفاعية أو الوقائية.
وذكر أبو زبيدة "للرسالة"، أن المواجهة الهجومية تكمن في اختراق أجهزة العدو والسيطرة على معلومات تفيد المقاومة في التحضير أو الاستعداد لأي مواجهة قادمة، موضحا أن الاستخبارات الدفاعية والوقائية تقوم على التصدي لمحاولة العدو اختراق جبهة المقاومة كما حدث في عملية خانيونس.
وعن مدى تأثير توالي الاختراق في المعلومات الاستخباراتية للعدو أشار إلى أن أفضل معلومات تفيد القوات العسكرية في المواجهة هي تلك التي تحصل عليها عن طريق الاستخبارات قبل المواجهة عبر اختراق خطط العدو، خاصة أن كل المعلومات تفيد في التجهيز والتحضير ويكون لها وقع تأثير ملموس وميداني.
وأكد أبو زبيدة أن العدو يخشى من اكتشاف خططه وأهدافه، وعملية الاختراق لجنوده، حيث أن السيطرة على بعض الخطط يعتبر كنزا كبيرا تستفيد منه المقاومة استعدادا لأي مواجهة جديدة، مبينا أن المقاومة ستفاجئ العدو الإسرائيلي في المواجهة المقبلة كما حدث في عدوان 2014.
وإمعانا في تداعيات وخطورة "حرب السايبر" بين الجيش (الإسرائيلي) وكتائب القسام من وجهة النظر الإسرائيلية، استذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" وقوع عدد كبير من الهجمات والحوادث المهمة في الماضي.
في الواقع، دخول الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، مجال "حرب السايبر" في السنوات الأخيرة يعد أسلوبا جديدا لمهاجمة الاحتلال وإلحاق أكبر ضرر ممكن بأنظمته الرقمية أو بث رسائل دعائية للمجتمع الإسرائيلي أو الحصول على معلومات سرية حساسة تستطيع أن تستغلها لتهديد أمن الاحتلال.
وكشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في يناير/كانون الثاني 2017 بحسب الإذاعة (الإسرائيلية) العامة، عن اختراق مجموعة تابعة لحماس المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية لجنود بالجيش الإسرائيلي والتنصت على مكالماتهم ورسائلهم وقرصنة معلومات سرية.
وبعد أيام على الهجوم، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن قيادة الجيش (الإسرائيلي) رصدت في الآونة الأخيرة محاولات من حركة حماس للحصول على معلومات سرية من جنود الجيش عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية وفق "هآرتس" إنه جرى ضبط عشرات الأسماء المستعارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفتيات هن بالأصل عناصر تتبع لحماس استطعن التحدث مع العشرات من الجنود النظاميين والاحتياط وحصلن على معلومات سرية وتمكن من اختراق هواتفهم الخلوية بفيروسات وبرمجيات خطيرة.
وكشفت القناة الثانية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2017 عن نجاح عناصر فلسطينية في اختراق ترددات إشارة اللاسلكي التابع للجيش والتجسس على حديث من المفترض أن يكون سريا بين أفراد قوة عسكرية كانت ترابط على الحدود مع غزة.
كما نجحت كتائب القسام خلال الحرب باختراق قنوات تلفزيونية إسرائيلية من بينها القناتان العاشرة والثانية وبثت عبرها رسائل تحذيرية للمجتمع الإسرائيلي.