قائمة الموقع

قناديل البحر وحش يطارد المصطافين في بحر غزة

2019-07-20T10:17:00+03:00
قناديل البحر وحش يطارد المصطافين في بحر غزة
غزة-محمد شاهين

بأعداد هائلة تغزو قناديل البحر ذات اللونين الأبيض والأزرق، شاطئ بحر قطاع غزة، لتفسد أجواء الاستجمام أمام الغزيين الذين يتخذون من السباحة الترفيهية ملاذهم الأبرز خلال فصل الصيف.

ويعد شهر تموز موسمًا لقناديل البحر التي تأتي بأسراب كبيرة إلى الشاطئ، لتحل ضيفًا ثقيلاً على الغزيين، الذين يحاولون الهرب منها كأنها وحش، إذ تتسبب لسعاتها بحرقان شديد على الجلد وأحيانًا تؤدي الى حروق وتشوهات مؤقتة.

وتعرف موسوعة ويكبيديا قناديل البحر، على أنها "حيوان بحري من الرخويات يصنف في شعبة اللاسعات، شكله عبارة عن قرص شفاف، قوامه هلامي وله أطراف طويلة وهو بسيط غير معقد بحيث لا يحتوي على رأس أو نظام هضمي طبيعي أو أعضاء تركيبية، يتبع اللافقاريات، يشكل الماء نسبة عالية من جسمه لما يصل إلى حوالي 95% من وزنه.

***لسعات قوية

لا يدخر محمد العبد (منقذ بحري)، جهدًا في اخراج القناديل من الشاطئ أثناء تواجده بالمنطقة التي يعمل بها، إذ يسعى إلى تخفيفها قدر الإمكان ليجنب المواطنين لسعاتها القوية، ويقول "شهر يوليو يعتبر الأصعب في السباحة بسبب تكاثر القناديل".

ويوضح العبد في حديث مع "الرسالة"، أن القناديل يقل وجودها في فترات الصباح الأولى، وتتكاثر بتأثيرها مع أشعة الشمس وتبلغ الذروة بعد الظهيرة، ويبقى أثرها الثقيل حتى نهاية النهار، وأضاف "أنها تبدأ بالتكاثر مع بداية شهر تموز وتنتهي مع نهايته".

وقدم المنقذ البحري نصيحة للمواطنين بعدم السباحة في البحر خلال هذا الشهر، ومن يريد السباحة فعليه أن ينتبه جيداً، ومن تصطدم القناديل بجسده، ينتقل تأثيرها في هذه الحالة من اللدغ إلى الحرق المؤذي.

***سباحة قليلة

وأثناء تواجد مراسل "الرسالة" على شاطئ البحر، كان معظم الذين سبحوا في البحر قد نالوا نصيبهم من لدغات القناديل، وخرجوا للبر بعد التجربة التي وصفوها بالقاسية.

يقول الشاب يوسف الخطيب "إنها المرة الأولى التي يسبح بها في البحر منذ عامين، وستكون الأخيرة خلال هذا العام، بعد أن لدغه قنديل في رقبته، ترك عليها تشوهات حمراء مؤقتة، وجعلته يتألم بشدة بسببها".

ويضيف أنه "لا يمكن لأي أحد السباحة في البحر لأكثر من نصف ساعة، إذ أن سائل القناديل المنتشر في المياه يتسبب في اللدغات المتكررة، وحتى إن ابتعد كل من يريد الاستحمام عن القناديل المنتشرة فإن سائلها يتكفل بإخراجه من المياه.

ويطمئن د. زياد أبو دقة الاستشاري بالأمراض الجلدية المواطنين، بأن قناديل البحر الأبيض المتوسط رغم تعدد أنواعها، إلا أنها غير سامة، ولكنها تسبب حساسية جلدية وتترك أعراضاً كالحرقان، والاحمرار، والتورم، وحكه شديدة على الجلد المصاب"، وتظهر على جسم الإنسان بعد لدغه بفترة بسيطة.

وتشتد أعراض اللدغ لمن لديهم إصابة من حساسية جلدية، ومن الممكن ان تسبب القناديل حروقا من الدرجة الأولى أو الثانية، ويجمع مختصون على ضرورة عدم استخدام الرمال في إزالة أثر القنديل كونها تعمل على زيادة بقعة المادة الكيميائية، وأن استخدام مياه البحر أفضل من أي شيء آخر لإزالة أثر الإصابة شرط الابتعاد عن المكان الذي توجد فيه القناديل.

وتنتشر القناديل على شاطئ بحر غزة كل عام منذ مطلع شهر يوليو وتبدأ بالتقلص مع دخول شهر أغسطس.

ويجمع صيادون وخبراء في البحر التقتهم "الرسالة"، أن العام الجاري يعتبر الأكثر انتشاراً لها، بحيث ظهرت أنواع جديدة ذات أحجام أكبر تسبب لدغاتها حروقاً من الدرجة الثانية، لذلك يفضل المواطنون انتظار انتهاء انتشارها ثم العودة إلى السباحة.

اخبار ذات صلة