على مقاعد الدراسة تزاحمت الأم نهلة أبو دقة مع ابنتها زهور في الثانوية العامة بعد أكثر من ثلاثين عاما على تركها طريق التعليم في سن 16.
لم تتأثر الأم نهله بعمرها البالغ 46عاما، ولا بالسنوات الطويلة التي فرقتها عن الكتاب المدرسي بل حرصت على الحضور اليومي للمدرسة خلال العام الدراسي 2019م في الفرع الشرعي للحصول على شهادة الثانوية العامة واستكمال طريقها إلى الجامعة.
كانت المفاجأة حين تقاسمت الأم وابنتها فرحة النجاح واكتملت اللوحة بتفوق كلاهما وحصول الأم على معدل 95% لتتفوق على ابنتها التي حصلت على معدل 91.7 في الفرع الأدبي.
انتصرت الأم هذا العام بعد عدة محاولات سابقة لم يكتب لها النجاح في الحصول على شهادة الثانوية، مستعينة بمساعدة من حولها وتقاسم أعباء المنزل معهم.
الكثير من المحفزات ساعدت الأم والداعية نهلة، أولها رغبتها في الاستزادة من العلم الشرعي عن طريق التخصص الجامعي، وكذلك مشاركة أبنتها أعباء الدراسة والمنافسة.
تقول الأم التي تسكن بلدة عبسان الجديدة شرق خانيونس: لم يكن طريقي صعبا فأنا حصلت على الدرجات النهائية في الكثير من المواد الشرعية والتي كنت أبحث فيها لإلقاء الدروس الوعظية على النساء، كما أن خبرتي في تعليم ابنائي ساعدتي في تكون فكرة كافية عن المنهاج.
وتنوي أبو دقة الأم لثمانية أبناء دراسة تخصص الفقه للاستفادة منه في طريق الدعوة إلى الله وتقوية معلوماتها في المجال.
فرحة نهلة لم تقل عن فرحة زوجها الذي يعيش فخر تفوق زوجته وابنته آخر العنقود خاصة بعدما قطفوا ثمار تعبهم وجهدهم كما يقول.
ويؤكد الزوج أن الظروف سابقا لم تكن تسمح لنهلة باستكمال دراستها إلا أنها الآن وبمساعدة بناتجها وزوجات أبنائها احفادها استطاعت تحقيق حلمها من خلال تقاسم الأعباء معهم.
أما الأبنة زهو أبو سمحان شريكة الأم في الدراسة والتفوق فتعتبر أن أكبر فرحة عاشتها هي خلال عامها الدراسي حينما رافقت أمها في طريق المدرسة، وفي الغرفة للدراسة، قائلة: أصبحنا صديقتين حميمتين اختلفت علاقتنا كليا هي أجمل سنة في عمري.
وتتابع: مشاركة أمي لي في العام الدراسي كانت دافعاً للنجاح، بالتعاون في شؤون المنزل والدراسة حققنا النجاح.
وتضيف: شعرت بالفخر لتفوق والدتي علي، خاصة بعدما تشاركنا الدراسة في خمس مقررات كانت مشتركة ما بين الفرعين الشرعي والأدبي خلال العام كنا نتسابق في مراجعتها واتقان حفظها.
وتطمح زهور لدراسة تخصص مرتبط بالفنون التي تهواها منذ الصغر، معتبرة أن مشاركة أمها سنوات الجامعة هي محطة سعيدة أخرى ستضيف لها الكثير.