في الآونة الأخيرة، تصاعد حديث قادة الاحتلال الإسرائيلي عن عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة، هدفها إلحاق الضرر الأكبر بفصائل المقاومة الفلسطينية التي توفت أي فرصة في الرد على جرائمه المرتكبة بحق المدنيين في القطاع.
بدءاً من نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، الذي أعلن خلال الفترة القصيرة الماضية عدة مرات عن أنه بات مستعداً لخيار الحرب على غزة، وأنه يفضل استمرار الهدوء إلا أن شن عملية عسكرية على القطاع بات خياراً قريبًا بعد وضعه الخطة اللازمة لهذه العملية مع قادة حكومة وجيشه المحتل.
أمس الأربعاء، انتقلت (تصريحات الحرب)، من لسان نتنياهو إلى المتحدث باسم جيش الاحتلال، الذي كشف عن انتهاء الجيش الإسرائيلي من المناورة الأضخم منذ عام 2014، إذ تحاكي هذه المناورة عدواناً جديداً على قطاع غزة تحت مسمى (الفصول الأربعة).
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، بعد انتهاء المناورة إن الخطة تحمل اسم "الفصول الأربعة"، موضحًا أنها تهدف إلى تعزيز الجاهزية لمعركة محتملة في القطاع، ووصلت ذروتها في تمرين "فرقة غزة" الذي انتهى هذا الصباح.
وأضاف أن "الحديث عن خطة تهدف لتحقيق إنجازات عسكرية هامة بوقت قصير، وتعزيز إجراءات حماية الجبهة الداخلية".
وفي السياق ذاته، قال رئيس أركان جيش الاحتلال" نحن على جهوزية عالية لأي معركة مع قطاع غزة ولن نسمح للهدوء أن يضللنا أو يبلبلنا".
وأضاف، "عملية الاستعداد متواصلة من منطلق أن المواجهة في قطاع غزة قد تندلع كل يوم".
المقاومة مستمرة
وفي المقابل، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قد حذرت الاحتلال من استمرار جرائمه بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة، مؤكدة أنها سترد بكل حزمٍ على هذه الجرائم.
وقالت الفصائل في تصريح صحفي وصل "الرسالة نت " أمس الأربعاء، إن "مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة وستزداد اشتعالاً وتوهجاً حتى تحقق أهدافها كاملة، موجهة رسالة إلى الوسيط المصري، مطالبة إياه بالضغط على الاحتلال لوقف الجرائم بحق المتظاهرين وستريع إجراءات كسر الحصار.
حصد الأصوات
وفي ذات السياق، أكد حسام الدجني المحلل السياسي، أن تصريحات الاحتلال المتكررة بشن عدوان جديد على قطاع غزة، تأتي في سياق حملة نتنياهو الانتخابية التي يسعى من خلالها لحصد أصوات اليمين المتطرف لصالحه.
وقال الدجني في حديث خاص "بالرسالة نت " إن مناورات جيش الاحتلال المتكررة تأتي في سياق 3 اتجاهات، الأولى هي رفع جهوزية الجيش ليتدرب على محاكاة حرب وعدوان جديد، والثانية رفع الروح المعنوية لجنود وضباط جيش الاحتلال، الذي مني بهزائم متكررة على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".
أما الثالثة فقد أوضح الدجني، أنها تأتي في إطار الدعاية الانتخابية لنتنياهو، وردع المقاومة الفلسطينية وتخويفها من تنفيذ أي هجمات ردا على جرائمه الجيش الإسرائيلي بحق المتظاهرين السلميين".
وأشار المحلل السياسي، إلى أن نتنياهو يسوق لنفسه في الانتخابات الإسرائيلية الجديدة، من خلال حرب قطاع غزة، إذ يسعى إلى جذب الأصوات اليمين المتطرف من خلال إظهار بأن في يده الحلول التي من شأنها أن تردع قطاع غزة ومقاومته.
وبين، أن الوقت القصير المتبقي للانتخابات الإسرائيلية لا يعطي أي ارهاصات بأن الجيش الإسرائيلي يستطيع تنفيذ أي عدوان جديد على غزة، ومع ذلك طالب قادة المقاومة الفلسطينية بالتيقظ وأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، كون الاحتلال عرف بغدره منذ بدء احتلال الأراضي الفلسطينية.
وطمأن الدجني في نهاية حديثه، بأن المقاومة لن تذخر جهداً في صد أي عدوان على قطاع غزة وقال "إنها تعمل على تجهيز نفسها منذ انتهاء عدوان 2014، ولا تؤلوا جهداً في الدفاع عن الفلسطينيين بغزة.