قائمة الموقع

الأسير أنس عواد.. عزل انفرادي وتهمة ملفقة

2019-08-06T09:12:00+03:00
غزة- رشا فرحات 

في الخامس والعشرين من مارس الماضي ادعى الاحتلال الإسرائيلي قيام أسير فلسطيني بمحاولة طعن أحد الجنود في سجن النقب الصحراوي، ولم ينشر تفاصيل أخرى.

لاحقا تبين أن الأسير هو أنس عواد، معلم التربية الأساسية في إحدى مدارس نابلس، اعتقل بعد أشهر قليلة من زواجه، ادعت أجهزة الاحتلال أن قضية اعتقاله هي "ملف سري" ويشكل خطرا على مواطني دولة (إسرائيل). التهمة التي توجهها المحكمة الإسرائيلية لا تفسر المعنى الحقيقي للخطر المزعوم الذي يشكله أنس على الاحتلال، ومنذ الثامن والعشرين من مارس 2019 ويجدد الاحتلال الاعتقال الإداري بحقه.

عواد لم يكن شخصية عادية بالنسبة للاحتلال فهو المعلم الحاصل على وسام التميز من التربية والتعليم لسنتين متواصلتين، وقد كان على وشك السفر لتمثيل فلسطين بالخارج ضمن أفضل المعلمين على مستوى العالم لكن الاحتلال كان له بالمرصاد.

بعد عام من اعتقاله الإداري وتحديدا في الرابع والعشرين من مارس الماضي، وقبل أيام قليلة من موعد الإفراج، لفق له الجنود تهمة أخرى تكفل لهم استمرار اعتقاله مدة أطول، حينما دخل جنود الاحتلال زنزانته ليلا بشكل مفاجئ وسحبوه من بين زملائه وكبلوا يديه وعينيه، واقتادوه إلى خارج الزنزانة، وهناك انهالوا عليه ضربا مدعين وهم يصرخون بأنه يحاول القيام بعملية طعن.

ووفقا لما قاله والد أنس عواد فإن التحقيقات الأولية حسب ما أبلغهم محامي الدفاع تفيد بأن أنس كان مكبل اليدين، ولم يكن بحوزته أي سكين، وكذلك شهد معه ثلاثة من زملائه الأسرى، وكل ما وجدوه ملقى على الأرض هو قطعة من علبة معلبات حديدية فارغة، متسائلا: هل يمكن لأحد مكبل أن يقوم بعملية طعن أو قتل باستخدام علبة صفيح فارغة؟!

وتعيش عائلة أنس أجواء نفسية صعبة وهي تسمع أخبار ابنها تزداد سوءا يوما بعد يوم في العزل الانفرادي في سجن ايشل وتمنع عنه الكانتينة، حيث يسمح له بالشراء عن طريق جندي مرتين في الشهر فقط.

كما يعاني من وضع صحي وإنساني سيء للغاية في ظل تأجيل محاكمته إلى شهر سبتمبر القادم، كما أن أمه منعت من زيارته، حيث يقول والده: "زرته ثلاث مرات ولكن أمه لم تره منذ يوم اعتقاله، وقد منع الاحتلال زوجته في الزيارة الأخيرة من الدخول إليه، وأنا أطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ مستقبل ابني، ولم يحاول القيام بأي عملية ولا أدري لماذا هو معتقل حتى اللحظة مع أن كل الدلائل تفيد باستحالة قيامه بأي أعمال عنف".

وفي بيان له طالب مكتب إعلام الأسرى الجهات المعنية والحقوقية بالتدخل لإنهاء عزل الأسير المعلم أنس عواد من جنوب نابلس الذي يقبع في العزل الانفرادي منذ ثلاثة أشهر.

يذكر أن قوات الاحتلال قد اعتدت على الأسير عواد قبل ثلاثة أشهر وأصابته إصابة بليغة خلال الأحداث التي وقعت بين جنود الاحتلال وأسرى النقب في ذلك الوقت والتي أصيب فيها 120 أسيرا.

وأضاف البيان أن الأسير عواد محروم من حق الزيارة بشكلٍ كامل منذ عزله، ويعاني من ظروفٍ قاسية داخل العزل، ويتعرض للإهانة والتنكيل والحرمان من كافة الحقوق الإنسانية، ولم يستطع ذووه الاطمئنان عليه بعد الاعتداء الذي تعرض له في النقب.

ويهدف الاحتلال إلى تحطيم الأسرى من خلال العزل الانفرادي حيث يخرج الأسير في العادة مكتئبا مريضا ليستطيع بذلك أن يفرض عليه سياسة الأمر الواقع.

ويضطر الأسير للعيش والتعايش في غرف عزل صغيرة الحجم، بطول 1.8 مترا وعرض 2.7 مترا، تشمل الحمام ودورة المياه، ولا يوجد مكان أو متسع للمشي، ولا لأغراض الأسير وحاجياته، أما إذا كان هناك أسير آخر في ذات الزنزانة، فإن المأساة تصبح تتفاقم أكثر.

اخبار ذات صلة