قائمة الموقع

عباس يحاول اصطياد سمك من محيط مجهول العمق!

2010-09-18T12:36:00+02:00

الرسالة نت-كمال عليان

تصافح مع نتنياهو قبل أن يجلسا كلاهما إلى يمين ويسار كلينتون، هكذا كان المشهد الدائم في كل جولة مفاوضات جديدة يقودها رئيس سلطة فتح محمود عباس مع الاحتلال الصهيوني، في حين تختتم هذه المشاهد بالاكتفاء بالتقاط صور للمصافحة الحارة بينهم مع إلغاء الإعلان عن شيء بسيط حتى لو كان جدول أعمال هذه المفاوضات، ما يشير إلى حجم الخلافات بين الجانبين.

محللون رأوا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت"أن عباس أضعف من أن يحقق شيئا من وراء هذه المفاوضات، مؤكدين أنه كالذي يصطاد سمكا في محيط مجهول الاسم والعمق.

عباس ضعيف

المحلل السياسي شاكر الجوهري أكد أن النتيجة المتوقعة للمفاوضات ستكون أكثر سلبية من وجهة نظر المصالح الفلسطينية والعربية، مؤكدا أن عباس فقد غطاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي كان يتغنى بها دائما.

وقال الجوهري:" عباس نفسه بات يدرك، من أن قوته تكمن في ضعفه لذا، فهو هدد في تصريحات علنية، بوقف المفاوضات"، معتبرا أن هذا التهديد ينطلق من ادراك عباس مدى حاجة (اسرائيل) للتوصل إلى اتفاق مع شخصه وحده.

وأضاف المحلل السياسي :" نتنياهو يعبر هو الآخر عن حاجته للإستفراد بعباس من خلال اقتراحه أن تنحصر العملية التفاوضية في شخصيهما"، مبينا أن هدف انفراد نتنياهو بالتفاوض مع عباس الضعيف، كي يسجل اسمه بأحرف من نور في سجل عظماء (اسرائيل)، دون شريك لا ليبرمان، أو غير ليبرمان.

ويجدر الإشارة إلى أن فترة محمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية قد انتهت بتاريخ 9/1/2009، بالإضافة إلى أن ولاية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والمجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين قد انتهت اعتباراً من شباط/ فبراير 1990 الماضي.

وانقلب حلفاء محمود عباس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عليه، حيث عقد الاجتماع قبل الأخير للجنة التنفيذية، بمشاركة فقط تسعة اعضاء، وتغيب تسعة من بينهم اربعة من أصل ستة ممثلين لحركة "فتح"، ورفض ثلاثة من أصل التسعة الذين شاركوا في الإجتماع الموافقة على الذهاب للمفاوضات المباشرة.

تصفية القضية

المحلل السياسي غالب قنديل أكد أن عباس وسلطته في الضفة المحتلة ذاهبون إلى المفاوضات لتصفية القضية الفلسطينية وإراحة العالم من هذه المشكلة، معتبرا ان عباس لا يمثل الفلسطينيين أبدا لأنه تنازل عن الكثير من حقوق الشعب الفلسطيني.

وكانت تسريبات صحفية أفادت أن عباس جدد موافقته على إجراء تبادل في الأراضي، وتأجيل بحث قضية القدس مرة أخرى، إلى ما بعد تنفيذ اتفاق الإطار، المفترض التوصل إليه خلال عام، على أن ينفذ خلال عشر سنوات.. أي ربما ليس في عهد الرئيس الذي سيخلف اوباما، بل الذي يليه أيضاً.

وتساءل قنديل عن كيفية إجراء عباس مفاوضات مع الاحتلال الصهيوني في الوقت الذي يحاصر فيه قطاع غزة ويهددهم بحرب أشرس من السابقة، معتبرا أن هذه المفاوضات هي إذعان للشروط الأمريكية الصهيونية.

مزيد من التنازلات

ولم يكن المحلل الجوهري بعيدا عن قنديل في رأيه فهو يرى أن عباس سيجد نفسه مرغماً على تقديم كل التنازلات المطلوبة منه ما دام قد افقد نفسه والقضية الفلسطينية فرصة تعدد الخيارات، متبنياً بذلك شعار صائب عريقات، الذي اطلقه إسما لكتابه "الحياة مفاوضات

وقال الجوهري :" براغماتية نتنياهو تدرك أن التجميد المؤقت للإستيطان يمكن توظيفه من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات يقدمها محمود عباس، في حين يمكن استئناف الإستيطان ثانية بمجرد احراز جملة الأهداف المطموح فيها".

وأكد أن ضعف عباس أمام نتنياهو، وقوته في مواجهة مساعديه، وجرأته على فصائل المقاومة، وسلاحها، وبنيتها التحتية، هو ما يدعو معارضي عباس إلى رفض المفاوضات المباشرة، مبينا ان هذه المفاوضات  تتأسست على الخدعة الأكبر التي وقع فيها ياسر عرفات ومحمود عباس معاً بمواجهة اسحاق رابين، حين وقعا اتفاق اعتراف متبادل بين (اسرائيل) ومنظمة التحرير.

وبحسب الجوهري فإن الدولة الفلسطينية أصبحت "منظمة" لأن المفاوضات تجري بين (اسرائيل) ومنظمة التحرير، وهو ما حوّل الأراضي الفلسطينية من أراض محتلة يتوجب الإنسحاب الإسرائيلي منها، إلى أراض متنازع عليها يتوجب على الجانب الفلسطيني التنازل عن المزيد منها.

 

 

اخبار ذات صلة