البيتاوي: سنصبر على السلطة ولكنها إلى زوال
الصواف: يجب التعامل مع فتح كما الاحتلال
قاسم: على حماس الرجوع للتنظيم السري
الرمحي: الظلم لا يدوم
الرسالة نت-كمال عليان
بات من الصعب جدا على أهالي الضفة المحتلة أن يميزوا بين الاحتلال الصهيوني وسلطة فتح، فالمهام التي ينفذونها تكاد تكون نفس المهام، بل إن السلطة تنفذها على أكمل وجه ممكن.
ويعاني أبناء حركة حماس بالضفة من ظلم السلطة التي باتت تأخذ أوامرها من الاحتلال والجنرال الأمريكي دايتون، بدءا من الاعتقال السياسي، مرورا بالفصل الوظيفي، وليس انتهاء بالمشاركة في ملاحقة واغتيال قادة حركة حماس.
ولكن يبقى السؤال الذي يراود العديد من أبناء حماس هو إلى متى يبقى بركان حماس في الضفة المحتلة صامتا؟ ألم يأن للحركة أن تثور على الظلم كما فعلت في قطاع غزة عام 2007؟...
السلطة إلى زوال
الشيخ حامد البيتاوي أحد قيادات حركة حماس في الضفة المحتلة ورئيس رابطة علماء فلسطين أكد أن سلطة فتح لن تنجح في القضاء على حركة حماس إطلاقا، مستنكرا كافة عمليات الاعتقال ضد أبناء ومناصري حماس.
وقال البيتاوي:" أجهزة فتح تتلقى أوامرها من قبل الاحتلال وهناك تحقيق مشترك بين مخابرات الاحتلال ومخابرات السلطة ضد معتقلي حركة حماس"، مستغربا من درجة التنسيق الأمني بين هذه الأجهزة.
وأوضح القيادي في حركة حماس أن تعذيب أبناء حماس في سجون السلطة وصل إلى درجة أدت إلى استشهاد العديد من قيادات الحركة تحت التعذيب، مبينا أن السلطة تسير في مخطط محاربة تيار التدين وليس حركة حماس فقط.
وحول الخيارات المتاحة أمام حركة حماس في ظل استمرار هذه الاعتداءات على أبنائها أكد الشيخ البيتاوي أنهم سيصبرون على أذى السلطة، مستدركا :" ولكن وجود السلطة والاحتلال في الضفة إلى زوال مهما طال الزمن أو قصر".
ويذكر أن أبرز المظاهر التي تتسم بها سلطة فتح منذ تأسيسها هي قمع المقاومة وحركة حماس، وتبعيتها الواضحة للاحتلال وتكامل دورها الأمني معه، وتزخر أرض الضفة بمشاهد التنسيق الأمني مع الاحتلال التي لم تنقطع.
فتح مثل الاحتلال
بدوره دعا الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف كافة أبناء حركة حماس بالضفة المحتلة أن يتعاملوا مع أفراد سلطة فتح كما يتم التعامل مع الاحتلال الصهيوني هناك.
وقال الصواف :" الخيار المتاح أمام الشعب الفلسطيني في الضفة من ضمنها أبناء حماس أن يتعاملوا مع سلطة فتح كما يتم التعامل مع الاحتلال الصهيوني"، مبينا أن من يضع نفسه في خدمة الاحتلال واعتقال المجاهدين وتعذيبهم لا يختلف كثيرا عن الاحتلال.
وتعتقل سلطة فتح أبناء حماس بشكل يومي حتى امتلأت السجون بأبناء ومناصري حماس،ولعل اعتقال أكثر من 750 مناصرا للحركة بعد عمليتي الخليل ورام الله التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس كانت أبرزها.
ولم يقف الأمر عند حد الاعتقال فقط فقد تطور الأمر إلى أن وصل بكل وقاحة إلى قتل أبناء حماس ليس لشيء سوى أنهم قالوا ربنا الله.
وممن استشهد من أبناء حماس على أيدي سلطة فتح مجد البرغوثي ومحمد رداد ومحمد السمان ومحمد ياسين وأنيس السلعوس وعمار الطاهر، وليس اخيرا بالمشاركة في اغتيال الشهيد إياد شلباية وغيرهم الكثير من ابناء حماس.
التنظيم السري
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بالضفة عبد الستار قاسم فلم يكن جوابه حامي الوطيس مثل سابقه، فقد رأى أن الخيار الوحيد أمام حركة حماس بالضفة هو الرجوع إلى التنظيم السري والتحصين الأمني الشديد.
وقال د.عبد الستار :" يجب على حركة حماس أن تعزز المقاومة واتباع التحصين الامني الشديد على كافة أبنائها ويجب على الحركة أن تعيد أساليبها في التنظيم والتدريب والأداء"، محذرا من كثرة الجواسيس في الضفة المحتلة وكل مكان.
ويجدر الإشارة إلى أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال آفي مزراحي صرّح أن مسألة تعريف مصطلح "التنسيق الأمني" تعتبر قضية حساسة وذات أبعاد مختلفة، وأن (إسرائيل) تفضل استخدام مصطلح التعاون الأمني بدل استخدام كلمة "عمالة"!!.
الوضع سيتغير
وكان الدكتور محمود الرمحي أمين سر المجلس التشريعي شدد في حديث سابق لـ"الرسالة نت" على أن الظلم لا يستمر ومن سنن الله بالأرض أن تتغير الأحوال ، وقال " الظروف التي تحياها الضفة نتيجة التنسيق الأمني والاحتلال كانت قد عاشتها الحركة الإسلامية في السابق، لكن الفرق أن الفترة التي تعيشها حماس هذه المرة من مضايقات واعتداءات قد طالت"، إلا أنه أكد على أن الحركة في كل مرة انطلقت أقوى من ذي قبل.
وكشفت صحيفة ذي غارديان البريطانية في وقت سابق عن أن ضباط استخبارات فلسطينيين يقومون بالتنسيق عن قرب مع نظرائهم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بشأن اعتقال عناصر من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية والتحقيق معهم وتعذيبهم.
وبحسب الرمحي فان الوضع سيتغير في يوم ما ، لاسيما أن السلطة ليس لديها أي أفق ، وليس بإمكانها تغيير أحوال المواطنين للأفضل ، وبالتالي سيفهم الشعب ذلك في يوم ما.
إذن هي مرحلة العض على الأصابع بين الإسلام ورجاله وبعض الخونة ممن يلبسون ثوب الوطنية، فمتى يا ترى يثور بركانك يا حماس الضفة..."يرونه بعيدا ونراه قريبا".....