أعلنت السلطات الأفغانية صباح الأحد مقتل 68 شخصا وجرح 182 آخرين في الهجوم الذي استهدف مساء السبت حفل زفاف في كابل، في حين نفت حركة طالبان أي تورط لها في الهجوم.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية نصرت رحيمي إن "من بين الضحايا نساء وأطفالا". وكان رحيمي أوضح مساء السبت أن الانفجار وقع "في صالة شار دبي لحفلات الزفاف في غرب كابل"، دون أن يتمكن من الإعلان عن أي حصيلة.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي جثثا متناثرة في قاعة الزفاف، وقال المسؤولون إن المهاجم استهدف منطقة استقبال الرجال.
ودانت حركة طالبان صباح الأحد الهجوم ونفت أي تورط لها فيه، وكتب ناطقان باسمها في تغريدة "الإمارة الإسلامية (الاسم الذي تطلقه الحركة على نفسها) تدين بحزم الاعتداء على مدنيين في كابل".
وأضافا "ارتكاب مثل عمليات القتل المتعمدة والوحشية هذه واستهداف نساء وأطفال، ليس له أي مبرر". ولم يصدر أي تعليق عن الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية الذي ينفذ هجمات في أفغانستان.
من جهتها أعلنت أقسام الطوارئ في مستشفيات العاصمة الأفغانية أنها استقبلت ما مجموعه عشرون جريحا على الأقل، غير أن الصور التي نشرتها وزارة الداخلية على صفحتها على فيسبوك لموقع الانفجار تشي بأنّ الحصيلة قد تكون أفدح بكثير، ولا سيّما أن الصور أظهرت بوضوح عددا من الجثث في قاعة لتناول الطعام.
المستشفيات استقبلت عشرات القتلى والجرحى بعد الانفجار (رويترز) |
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد شهود العيان أنه شاهد طواقم الإسعاف تخلي العديد من الجثث من القاعة.
وقال محمد فرهاق الذي كان من بين المدعوين لحفل الزفاف "كنت في الجناح المخصّص للنساء حين سمعت دوي انفجار ضخم في الجناح المخصّص للرجال".
وأضاف أن "الجميع خرجوا يهرولون ويصرخون ويبكون.. الدخان ملأ القاعة المخصّصة للرجال، وكلّ من فيها تقريبا سقطوا بين قتيل وجريح.. مرّت ساعتان على التفجير وما زالت طواقم الإسعاف تخرج جثثا من الداخل".
وتتميّز حفلات الزفاف الأفغانية بضخامتها، إذ غالبا ما يبلغ عدد الضيوف فيها المئات وأحيانا كثيرة الآلاف، وهي تقام في قاعات ضخمة يُفصل فيها عادة الرجال عن النساء والأطفال.
وسبق أن استهدفت حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية مرارا حفلات الزفاف، لكونها أهدافا سهلة بسبب الحدّ الأدنى من الاحتياطات الأمنية التي تتخذ فيها.
وفي 12 يوليو/تموز الماضي، قُتل ما لا يقل عن ستة وأصيب 14 آخرون بجروح عندما فجّر مهاجم انتحاري نفسه أثناء حفل زفاف في ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان، ويومها تبنّى الهجوم تنظيم الدولة.
ويأتي هذا الانفجار في الوقت الذي اختتمت فيه الولايات المتحدة وحركة طالبان جولة ثامنة من المحادثات الساعية للتوصل إلى اتفاق يسمح لواشنطن بخفض عدد قواتها في أفغانستان، وفق ما أعلنه الطرفان الاثنين الماضي.
وكان البيت الأبيض أعلن أول أمس الجمعة إحراز تقدم في التحضيرات للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان في أفغانستان، مشيرا إلى أن المباحثات بين الرئيس دونالد ترامب وكبار مستشاريه حول الاتفاق تجري "بشكل جيد جدا".
وبدأت الولايات المتحدة وطالبان مفاوضات مباشرة منذ عام، وتريد واشنطن خفض عدد قواتها في أفغانستان حيث ينتشر 14 ألف جندي أميركي.
المصدر : الفرنسية