طالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، بالعمل على تشكيل جيش القدس لمحاربة الاحتلال، وطرده من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد هنية في كلمة له خلال لقاء عقدته قيادة حماس مع وجهاء وعوائل مخيم البريج وسط قطاع غزة، أن الحركة ستعمل على تشكيل هذا الجيش، مبيناً أنه تلقى رسالة من قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يؤكد فيه على استمراره في دعم المقاومة حتى دحر الاحتلال.
وأعرب هنية عن ارتياح حركته للعلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، التي تؤكد على دعمها المفتوح والمطلق للمقاومة والشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد هنية على ضرورية حماية حق العودة والتمسك به، مبيناً أن مسيرات العودة وكسر الحصار المستمرة منذ عام ونصف هدفها الرئيس حماية حق العودة لأن صفقة القرن تستهدفه.
ولفت إلى أن حركة حماس مستعدة للدخول في كل مسار يحقق الوحدة وإنهاء الانقسام على قاعدة الثوابت والمقاومة وعدم التنازل عن أرضنا.
وأوضح أن ثلاثية المصالحة تقوم على برنامج وطني متفق عليه، وقيادة وطنية جامعة ممثلة بمنظمة التحرير، وانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني عبر حكومة وحدة وطنية تحضر لهذه الانتخابات.
وأشار إلى حرص الحركة على تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مجددا الدعوة للرئيس محمود عباس كي يأتي إلى غزة، أو في القاهرة من أجلها، وأن يجتمع الإطار القيادي المؤقت لبحث الوضع الفلسطيني الراهن.
ووجه هنية رسالة إلى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قائلا إنه سيأتي اليوم الذي نحرركم فيه ولن نتخلى عنكم فما بين أيدينا من كنز على هذا الصعيد لا يمكن أن يفلت من أيدينا.
وقال "أيها الأسرى أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام التي حررت بالخطف والمقاومة والبندقية مثل ما قال الشيخ احمد ياسين بدنا ولادنا يروحوا أنه سيأتي اليوم الذي نحرركم فيه".
وفي شأن آخر، أشار إلى أن حماس حريصة على تعزيز علاقات متوازنة مع محيطها العربي والإسلامي.
وأشار إلى انتفاض أهلنا اللاجئين في مخيمات لبنان كل جمعة بعشرات الآلاف يطالبون بحق العودة ويقولون لا للتوطين والوطن البديل، ولا لوقف عمل الأونروا، ولا لقرار وزارة العمل اللبنانية.
وشدد هنية على رفضه لقرار وزير العمل اللبناني، ودعمه لتحركات ومسيرات اللاجئين في لبنان.
وجدد رفضه لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، قائلاً: سنتصدى لكل محاولات التغلغل الصهيوني في المنطقة، ولا مستقبل لإسرائيل في أرض فلسطين، وكيف يكون لها مستقبل في أرض العروبة والإسلام.
ولفت إلى أن حماس تتحرك على أساس تقوية الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لصفقة القرن، والإعلان الصريح بأن الثوابت الفلسطينية غير قابلة للتنازل أو التفريط.
المهمات الأربعة
وأكد هنية أن أمامنا في هذه المرحلة أربع مهمات، المهمة الأولى هي تراكم القوة وتعزيز استراتيجية المقاومة، مضيفا أن المقاومة ممتدة عبر التاريخ والزمان من غزة إلى القدس إلى الداخل.
وتابع: استمرار تراكم القوة وبناء عناصر المقاومة هي مهمة استراتيجية لن نتراجع عنها، ونقول باسم كل عوائل شعبنا إن كرامتنا في مقاومتنا، ولن نلقي السلاح، وسنمضي في هذا الطريق لأنه الطريق الذي يؤمن لنا الحرية.
وأشار هنية إلى أن المهمة الثانية هي التصدي لمخططات الاحتلال في القدس، فالقدس هي المبتدأ والمنتهى، وهي عنوان الكبرياء، لافتا إلى أنها تتعرض اليوم لأخطر التهديدات.
وأضاف نستنفر كل قدراتنا للتصدي للمخططات الصهيونية والأمريكية في القدس المحتلة، مشددا بأن حماس لن تسمح أن تمرر مخططات التصفية على قدسنا، لا في بعدها السياسي والديني، ولا في بعدها الوطني.
وأشاد هنية بصمود أهلنا في القدس المحتلة، موجها التحية للمرابطين والمرابطات في ساحات الأقصى، ولمنفذي العمليات الفدائية.
وقال إن المهمة الثالثة هي التمسك بحق عودة شعبنا إلى أرضه، مردفا أن مسيرات العودة عنوانها الأساسي هو حماية حق العودة لأن صفقة القرن تستهدفه.
وأكد هنية أن حركة حماس ستحمي حق العودة، ولن تتنازل عنه، مشددا بأنه لن يضيع حق العودة بالتقادم، ولا يملك أي رئيس أو أي محور التنازل عن هذا الحق.
ونوه بأن المهمة الرابعة هي التصدي لمحاولات التغلغل الصهيوني في المنطقة من خلال التطبيع، ومن خلال ما يسمي بالزيارات التبادلية.
وأكد رفض حركة حماس للتطبيع بأشكاله كافة، مضيفا أننا ضد التطبيع، ولا يمكن أن نقبل بأن يصبح الكيان هو المقرر في هذه المنطقة، أو من المنطقة العربية.
وتابع: لا مستقبل للاحتلال على أرض فلسطين، فكيف يمكن أن يكون لها مستقبل في المنطقة العربية، مشيدا بكل المكونات الرافضة للتطبيع، والتي ترفض أن تشكل جسرا لاختراق المنطقة.
وأكد هنية أن هذه المهمات تحتاج إلى خارطة طريق ورؤية تتمثل في ثلاثة أمور؛ أولها الإعلان بأن الثوابت الفلسطينية غير خاضعة للمفاوضات أو التنازل أو التفريط، والتمسك بالثوابت بما فيها إقامة الدولة كاملة السيادة وتحرير الأسرى.
وشدد هنية على أن عوائل شعبنا هي عزوة هذا الشعب، وذخر هذه القضية، لافتا إلى أن هذه الزيارات سنبني عليها، ومن خلالها نتبادل الآراء ونستمع لبعضنا ونبحث في عناصر قوتنا وإسنادنا، ومن خلالها تتشكل الأطر الجامعة والبحث المشترك، لأن هذا وطن وبلد الجميع، يحرره ويبنيه ويعيش فوقه الجميع.