قال أنيس القاسم رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، إنّ السلطة الفلسطينية تفتقر للرؤية والفعل تجاه التعامل مع تحديات القضية الفلسطينية.
ووصف القاسم في حديث خاص بـ"الرسالة" فعل السلطة كـــ"الطحن في الماء"، "فقيادة السلطة وظيفتها تكرار ما تتحدث به منذ 25 عامًا".
وأكد القاسم أن قيادة السلطة لا يمكن لها الانفكاك عن اتفاقات أوسلو ولا تستطيع فعل ذلك أساسا؛ "لأن أوسلو تحولت لعملية بزنس مربحة لبعض قياداتها وعناصرها".
وأضاف: "لو أوقفت قيادة السلطة ما يسمى بالتعاون الأمني فإن ذلك لن يغير من الواقع شيئا؛ لأن بعض العناصر الأمنية تؤسس لشركات أمنية تخدم الاحتلال".
وتابع: "لدينا انتشار كبير للشركات الأمنية و(إسرائيل) لم تعدّ بحاجة لتنسيق أمني، وتتعامل مباشرة مع أصحاب هذه الشركات المسجلة كشركات تجارية وتعمل بطريقة وقانون السلطة".
وأكد أن اللقاءات التي أجرتها القيادة الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو حتى هذه اللحظة "فاشلة"، معللاً ذلك بقوله: "لأنها كانت تسير في طريق خطأ دون خطط أو أدوات تلزم الاحتلال بالخضوع لقرارات السلطة"، وتابع "لو امتلكت السلطة أدوات ضغط على الاحتلال لكان الأمر مختلفا جدا اليوم".
وفي ذات السياق، قال إن هناك تواطئًا من السلطة الفلسطينية تجاه قضية اللاجئين، مستشهدا بتصريح سابق لعباس يقول فيه إنه "لن يغرق (إسرائيل) بـ5 ملايين لاجئ، نريد فقط التفاوض"!.
وتساءل بالقول: "عن أي مفاوضات يتحدث أبو مازن وهو الذي شطب القضية بشكل تلقائي".
وعدّ أن التآمر على قضية اللاجئين هو تآمر تاريخي بدأ من عهد عرفات عبر ما كانت تعرف بمؤتمرات جنيف وطابا.
ورأى أن مشاركة شخصيات من السلطة في هذه المؤتمرات ما كانت لتتم لولا موافقة الرئيس الراحل ياسر عرفات آنذاك.
وعدّ أن السبب الأساسي لغياب الفعل الفلسطيني، "هو أن السلطة لا تقرأ ولا تعرف شيئا مما يتحدث به قيادات الاحتلال، فمنذ بيغن و(إسرائيل) تتحدث أنها لن تنسحب من الضفة"، تبعا لقوله.
وقال: "السلطة لم تستوعب الدرس، ولم تستعد بقواها الذاتية لإبطال مفعول السياسة الإسرائيلية، سوى أنها استمرت بالتفاوض على قاعدة الطحن بالماء".
ورأى أن تمسك السلطة بـ"حل الدولتين" ليس سوى "الوهم"، "فمنذ مفاوضات السادات مع بيغن ألغي هذا الخيار، ولو كانت قيادة السلطة تقرأ لفهمت أدبيات السياسة الإسرائيلية".
وأكدّ أن السلطة مطالبة بـ"إلغاء التمسك بحدود الخط الأخضر الذي استباحته (إسرائيل) باجتياحها وقتلها في القرى والمدن الفلسطينية".
وأوضح أن أحد عيوب السلطة الفلسطينية أن قرارها مرتبط بالنظام العربي، و"هذا دائما يؤثر على الموقف الفلسطيني ويضعه في متاهات"، وتابع: "قيادة السلطة مترددة، ولم تتخذ البدائل لتلبي احتياجات الفلسطينيين، بل تلبي احتياجات العواصم المحيطة بها أكثر من قضيتها وشعبها".
وشدد على ضرورة العمل على "استبدال القيادة الحالية بانتخابات مجلسين تشريعي ووطني، وهذه مهمة عاجلة جدا، ولا بدّ من إجراء الانتخابات سريعا".
وأوضح أن إجراء الانتخابات أمر ممكن لو أن قيادة السلطة توفرت لديها النوايا.
وحث القاسم قيادة السلطة على استحداث أدوات ضغط متنوعة ومختلفة على الاحتلال، ومضى يقول: "في قضية المفاوضات لا يكفي أن نستمر في اللقاءات ووضع اقتراحات مع الاحتلال، فهذه الأدوات لم تعد تنفع مع (إسرائيل). وتابع: "يجب أن تمتلك حربا سياسية وقانونية تضغط على الاحتلال ليسلمك ما تريد".