بصورة غير مسبوقة، يجد تجار المواد الغذائية أنفسهم أمام وحش الكساد الذي يتجول بين محالهم التجارية بسوق الشيخ رضوان بمدينة غزة، إذ يسرق منهم أرزاقهم عنوةً، بعد تسببه بضعف حركة الزبائن والمشترين بصورة تهد الأكبر منذ بدأ الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2007.
يحكي محمود شاهين الذي يملك محلاً للبقوليات والمواد الغذائية، أن الزبائن الذين يقصدونه للشراء يأتون عليه باستحياء، إذ أن البيع أصبح "بالقطارة" وبكميات مقلصة إلى أكثر من 80% عما كانت عليه قبيل عيد الأضحى، ما ينذر بخطورة غير مسبوقة على معظم التجار.
يوضح التاجر شاهين، أن مبيعاته اليومية أصبحت لا تكفي لسد رمق المصاريف التشغيلية لمحله التجاري، ما يعني أنه يتلقى خسائر مالية يوميًا تتراوح ما بين الـ 50 إلى 150 شيكل على الأقل، نتيجة ضعف حركة المشترين، وقال إن " ما حصله من أرباح خلال موسم عيد الأضحى، يضعه خسائر خلال هذه الأيام".
ويعزي التاجر السبب للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في قطاع غزة، ويضيف "أنه منذ بدأ عقوبات رئيس السلطة محمود عباس على موظفيه بغزة والتي تخللت قطع وتقليص رواتب، بدأ السوق يعيش حالة عدم استقرار، توجت بالكساد الخطير الذي تمر به الأسواق خلال الفترة الحالية".
موسم المدارس
من المقرر أن ينطلق العام الدراسي الجديد في الـ 25 من أغسطس الجاري كما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، ودائمًا ما يسبق العام الدراسي الجديد، موسماً لبيع الزي المدرسي والقرطاسية وأدوات الدراسة التي يحتاجها كل طالب في دراسته.
ويتخذ التجار من هذا الموسم، مصدراً أساسياً للرزق، إذ يتخذوا من الأرباح المالية العائدة عليهم سلاحاً لتسديد مصاريفهم التشغيلية الثابتة عليهم المتمثلة بإيجار المحلات وفواتير الكهرباء والضرائب وغيرها..)
ويعيش عدد كبير من التجار بسوق مخيم جباليا، حالة من القلق، إزاء ضعف قدرة المواطنين الشرائية، إذ لم تبلغ نسبة المبيعات لديهم 10% مما هو مطلوب، لتسديد ثمن التزاماتهم المالية.
يوضح تاجر الأحذية جلال عنان، أنه خرج من موسم عيد الأضحى بفشل كامل وبخسارة فادحة نتيجة شح المبيعات، مبيناً أنه يعلق أماله بموسم المدارس الذي بدأ توقيته فعلياً، ولم يبلغ على أرض الواقع بعد شح الزبائن المشترين.
ويبين عنان، أن أمله الأخير معلق حتى نزول رواتب موظفي سلطة غزة ورام الله، إذ أن شراء الأحذية والملابس أمرًا اساسياً لجميع الطلبة، مبيناً أنه من غير الممكن أن يبدأ الطلاب عامهم الدراسي بملابس بالية اهترأت بعد استخدامها خلال الموسم المنصرم.
المواطن يشتكي
ويتجول المواطن أحمد شاهين، في سوق مخيم جباليا، دون أن يحمل كيسًا واحدًا يدلل على أنه قام بشراء لوازم لأبينه اللذان سيخوضان عاماً دراسياً جديد.. ويقول"، "إنه أتى من أجل التعرف على الأسعار فقط، دون أن يشتري كونه لا يملك نقوداً".
ويبين شاهين أن الموظف حتى اللحظة لم يستطيع شراء لوازم الدراسة لأطفاله بسبب تأخر الرواتب، ويضيف لمراسل الرسالة "ما بالك أنا الغير موظف والذي أحصل على فرص عمل متقطعة في مهنة السباكة كيف سأستطيع توفير مبلغ 250 شيكل على الأقل لشراء لوازم العام الدراسي لأبني وبنتي".
ويؤكد أنه ينتظر فرجاً من السماء!!، على هيئة فرصة عمل جديدة لتوفير هذا المبلغ أو أنه سيجبر على تدبير أمور أطفاله بالملابس القديمة التي لا تصلح للاستخدام الأدمي.
بعد عيد الأضحى.. أسواق قطاع غزة الزبائن بالقطارة!!
الرسالة نت -محمد شاهين