مدد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الليلة الماضية، تفويض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبي لبنان (يونيفيل)، حتى آب/ أغسطس 2020، دون تعديلات جذرية على مهماتها، رغم المساعي الإسرائيلية والأميركية إلى إدخال تغييرات على مهام هذه القوات تضمن عملها ضد نشاطات حزب الله.
وضمن التغييرات التي سعت إسرائيل والولايات المتحدة إدخالها على مهام القوات الأممية، التشديد على حرية تحرك مراقبي اليونيفيل، وتقديم تقارير عن "أحداث وانتهاكات من جانب حزب الله" فور حدوثها.
وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن المرسوم الجديد في تفويض اليونيفيل، تضمن "دعوة" للحكومة اللبنانية، بتسهيل مهمة تحرك القوات، لزيادة تقاريرها حول "نقل الأسلحة لمنظمات إرهابية".
ويأتي التمديد رغم الضغوط الأميركية والإسرائيلية، بعد محاولات عديدة هدفت إلى تعديل مهمات هذه القوات أو تغيير أدائها ليتوافق مع المصلحة الإسرائيلية، وسط تهديدات أميركية بوقف التمويل في حال عدم تعديل مهمة هذه القوات.
وضمن التعديلات التي شملت التفويض الجديد، بحسب القناة 13، أنه "يحق لكل دولة اتخاذ التدابير اللازمة لمنع بيع أو توريد الأسلحة إلى أي كيان في لبنان دون مصادقة الحكومة اللبنانية أو قوات اليونيفيل".
كما تضمنت التزام القوات بتقديم تقارير "كل أربعة أشهر أو كلما دعت الحاجة"، للإبلاغ عن أي انتهاك للقرار 1701 أو للسيادة اللبنانية بشكل عام، أو حدوث أي تقييد لحركة اليونيفيل، أو للإبلاغ عن عمليات نقل أسلحة لأي طرف لبناني غير الجيش.
كما طالب قرار التفويض الجديد من إسرائيل سحب قواتها العسكرية من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقع ضمن الأراضي اللبنانية، بسرعة وبالتنسيق مع قوات اليونيفيل.
وفيما أصرت فرنسا على "إبقاء قوات اليونيفيل والتجديد لمهماتها كما هي، مع الأخذ في الاعتبار الملاحظات الأميركية وتبليغها إلى الدولة اللبنانية بهدف زيادة التنسيق كي تكون هذه المهمات أكثر فعالية"، تبنى المجلس بالإجماع مشروع قرار أعدته فرنسا، حضّ فيه "جميع الأطراف على عدم توفير أي جهد للحفاظ على السلام والتزام أقصى حد من الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه تقويض وقف الأعمال القتالية أو زعزعة استقرار المنطقة".
ونزولاً عند رغبة الأميركيين، طلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة "إجراء تقييم لمهمة اليونيفيل وعديدها قبل شهر حزيران المقبل"، بينما لم يمرر طلبها بتخفيض عديد الجنود إلى تسعة آلاف، علمًا بأن العدد المنصوص عليه في القرار 1701 هو 15 ألف جندي.
وطالب القرار، بناءً على طلب واشنطن، بأن يتاح للقوة الأممية الوصول "إلى كامل الخط الأزرق"، كما ندد القرار بكل الانتهاكات على الخط الأزرق.
واعتبر مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، أن "صياغة التفويض الجديد تبعث برسالة واضحة إلى الحكومة اللبنانية، ألجمي نشاط حزب الله. سيطرة التنظيم على جنوب لبنان تهدف إلى إلحاق الضرر بدولة إسرائيل وتعريض المنطقة بأكملها للخطر. لن تقبل إسرائيل مثل هذا الواقع وتدعو المجتمع الدولي إلى التصرف بحزم ضد الذراع الإيراني في لبنان".
وتدعي إسرائيل أنه بسبب التفويض الحالي لقوات اليونيفيل، فإنه لا يمكن لمراقبي الأمم المتحدة الدخول إلى مناطق معينة "يشتبه بأنه يجري فيها أعمال إرهابية تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن 1701".
كما تدعي، بحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن عناصر حزب الله يمنعون مراقبي القوات الدولية من الدخول إلى هذه المناطق بطرق عنيفة، وأحيانا بادعاءات كاذبة، كأن يكون الحديث عن أراض خاصة".
وتدعي إسرائيل أيضا أن حزب الله يخفي في هذه المناطق ما لا يريد أن تكتشفه قوات اليونيفيل، حتى لا تقدم تقارير بذلك إلى الأمم المتحدة والعالم.