قائد الطوفان قائد الطوفان

للمشغولين بموقف الإسلام من الآخر

المتدينين اليهود
المتدينين اليهود

د. صالح النعامي

من المفارقة أنه في الوقت الذي أقدمت بعض أنظمة الحكم في العالم العربي على إعادة النظر في مناهج التعليم وفرضت قيودا على حركة التأصيل الفقهي وضبطت إيقاعها بحيث تبرز "الوجه المعتدل" لهذه الأنظمة، فإننا نجد الكيان الصهيوني يشهد مسارا مختلفا تماما.

ففي هذه الأثناء تشهد المحافل الفقهية اليهودية في (إسرائيل) جدلا قويا حول الموقف من غير اليهودي، حيث تتبارى المرجعيات اليهودية في تبني المواقف المتطرفة إزاء الآخر غير اليهودي. في هذا المقال، أود أن أشارك القارئ بعض ما ترجمته عن العبرية من اقتباسات وردت في المصنف الفقهي "شريعة الملك" لمؤلفيه الحاخامين إسحاك شابيرا ودفيد التسور، اللذين يديران المدرسة الدينية المسماة "قبر يوسيف"، الواقعة في مستوطنة "تال براخاه"، المتاخمة لمدينة نابلس، وسط الضفة الغربية.

قبل عرض الاقتباسات، من الأهمية بمكان أن نشير أن تحقيقا نشرته صحيفة "هارتس" بتاريخ 16-12-2016 دلل على أن صندوقا تابعا لعائلة جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره قد تبرعت بعشرات الآلاف من الدولارات للمدرسة التي يديرها مؤلفو هذه المصنف.

هذه بعض الاقتباسات:

"حظر قتل غير اليهودي لا يمكن أن يكون بسبب قيمة حياته، فحياته غير شرعية"

"لقد استخلصنا أن الآية "لا تقتل" إنها لا تعني حظر قتل غير اليهودي"

"عندما تكون حياة يهودي في خطر والطريق الوحيد لإنقاذها هو قتل غير يهودي، فإنه يتوجب قتله"

"هناك مسوغات فقهية تتيح لليهود قتل الأبرياء من غير اليهود في حالات محددة، وسنورد هذه المسوغات في الفصل السادس من المصنف"

"عندما يقطن مواطنون أبرياء في محيط مصنع سلاح لأعدائنا، يتوجب مهاجمة المصنع حتى لو أدى الأمر إلى قتل الأبرياء الذين ليس لهم صلة بالمصنع أو الجهد الحربي لأعدائنا".

 "يتوجب قتل غير اليهود حتى لو لم يشجعوا على استهداف اليهود في حال كان مجرد وجودهم يهدد اليهود".

" في حال كان وجود مدنيين أبرياء يحول دون تمكن اليهود من المس بالأشرار، فيتوجب استهدافهم أيضا".

" في حال اعتقدنا أن شخصا ما يمكن أن يعمل ضدنا مستقبلا، فعلينا استهدافه حاليا وعدم الانتظار حتى نحصل على أدلة تؤكد أنه يعمل ضدنا حاليا".

"في حال احتجنا إلى ذلك، سنقتل الأبرياء إذا قدموا مساعدات للعدو حتى لو كانوا لا يدركون ذلك".

"يتوجب قتل غير اليهودي الذي يؤيد أو يشجع استهداف اليهود، فقتله واجب شرعي لضمان النجاة من ضرره".

"يتوجب قتل غير اليهودي، حتى لو كان ممن قدموا الدعم لليهود، في حال كان مجرد وجوده يهدد (إسرائيل) وأنه لم يكن مسؤولا عما يحدث".

"يتوجب قتل أطفال غير اليهود في حال اعتقدنا أنهم سيضرون بنا عندما يكبرون، يتوجب تعمد قتلهم".

"يجب قتل أطفال قادة العدو الرضع الأبرياء لأن قتلهم يؤذي آباءهم ويجبرهم على التوقف عن قتالنا".

"عندما يحول وجود أطفال العدو الرضع دون إنقاذ اليهود، فيتوجب قتلهم، مع أن وجودهم هناك بدون إرادتهم".

"يجوز لليهود استغلال وجود أطفال العدو الرضع الأبرياء من أجل قتل ذويهم".

"مع إدراكنا أن الأطفال والرضع لدى العدو لم يقترفوا خطيئة، لكن يجب النظر في قتلهم بسبب ما قد يرتكبوه عندما يكبرون".

"هناك مسوغ فقهي للمس بأطفال العدو الرضع، لأنهم قد يضروا بنا مستقبلا، وفي هذه الحالة يتوجب توجيه النار ضدهم بهدف المس بهم وليس فقط المس بالكبار، بل يجب علينا أن نتأكد أن هؤلاء الأطفال قد أصيبوا".

"لأن الحرب بين الصديقين (اليهود) والأشرار ستمس بنا، لذا فإن الشريعة تسمح لنا بالمس بالرضع والأطفال بشكل مقصود، وفي حال اعتقدنا أن قتل أطفال ملك العدو ستمس بمعنوياته، يتوجب قتلهم".

يتوجب علينا قتل أطفال العدو الرضع ليس لأنهم أشرار، بل لأنه يتوجب علينا الانتقام من العدو، وقتلهم يوفر لنا هذا الغرض".

البث المباشر