قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إنه "لا يحدد للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع من يجتمع ومتى"، وذلك في تعليقه على تلميحات الرئيس الأميركي حول إمكانية لقاء الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها في نيويورك، في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وصرّح نتنياهو أنه "هناك احتمال أن يجتمع الرئيس الأميركي والرئيس الإيراني - أنا لا أخبر ترامب بمن يجتمع ومتى"، علما بأن التقارير الصحافية الإسرائيلية كانت قد كشفت أن طاقم نتنياهو بذل جهودا حثيثة للوصول إلى الرئيس الأميركي خلال مشاركته في قمة مجموعة دول السبع، لحث ترامب على عدم الاجتماع بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف.
واعتبر نتنياهو في حديثه للصحافيين عقب اجتماعه برئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في لندن، أنه حتى لو تم عقد هذا الاجتماع، "سيشارك ترامب في هذه المحادثات بنهج أكثر تحكمًا وحزمًا مما كان عليه حتى الآن"، وأضاف أنه لا يعتقد أن إدارة ترامب قد تخلت عن الخطوط الحمراء الـ12 التي حددها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مقابل تطبيع العلاقات مع واشنطن، بما في ذلك النقاط المتعلقة بوقف تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية وإنهاء ما وصفه بـ"الإرهاب والعدوان".
وأضاف "نحن نؤيد المفاوضات الشاملة التي ستشمل كل هذه النقاط"، كما انتهز نتنياهو الفرصة لمهاجمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى إلى التوسط لإنهاء حالة التوتر بين طهران وواشنطن والمحافظة على الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع طهران، ووصف نتنياهو مبادرة ماكرون لدعوة ظريف لحضور قمة مجموعة السبع بأنها "كان ذلك خارجًا عن السياق".
وحول رفع وتيرة زياراته الخارجية ومحاولته الاستفادة من لقاءاته مع شخصيات ذات مستويات سياسية رفيعة، ادعى نتنياهو أنه "هذه ليست زيارات استعراضية، نحن لا نخلق واقعًا افتراضيًا"، وقال إن "اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، مهم جدا، نحن هنا لمعالجة المشاكل التي تتراكم من حولنا، اتفقنا على توسيع دائرة محادثاتهما في لندن، بعد أن تحدثنا أمس هاتفيا".
وحول المحادثات التي أجراها في لندن، قال إنه "ركزت المحادثات على زيادة الضغط على إيران لمنع تموضعها في المنطقة، وناقشنا حتى الإجراءات التي يجب اتخاذها ضد حزب الله، تتطلب هذه الإجراءات التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، وبعد ذلك سأتحدث (الرئيس الروسي، فلاديمير) مع بوتين".
وتابع: "يمثل هذا الجهد جهدًا متزايدًا في الأسابيع الأخيرة وفي الأيام الأخيرةـ، كلاً من الضغط الاقتصادي، والإجراءات المصممة لإحباط القوات الإيرانية على أساس حدودنا أو على مسافة قريبة منا".
وكان نتنياهو قد حثّ، نظيره البريطاني جونسون، على "تعاون أكبر"، مع بلاده، في مواجهة إيران. وفي مستهل اجتماع معه، استمر نصف ساعة، في العاصمة البريطانية لندن، قال نتنياهو: "نحن لا نفتقر إلى تحديات في الوقت الراهن، إذ نواجه التحدي الذي تشكله التصرفات العدوانية والإرهابية الإيرانية، فيهمني أن أتحدث معكم حول سبل العمل المشتركة للتصدي لهذه الأشياء بما يصب في صالح السلام".
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال اجتماعه بجونسون: "لقد كنت صديقًا رائعًا للشعب اليهودي ولدولة إسرائيل، إنني أشيد بوقوفكم الحازم ضد معاداة السامية وبدعمكم لأمن إسرائيل، بحيث تشهد علاقاتنا أفضل حقبها حاليًا سواء من الناحية الاقتصادية أو التجارية أو التكنولوجية أو فيما يخص التعاون في مجال الدفاع، إنها جميعًا أشياء رائعة".
وشدد نتنياهو في حديثه للصحافيين قبيل مغادرته إلى العاصمة البريطانية، صباح اليوم، على أن "التوقيت الحالي، هو الأنسب لزيادة الضغط على إيران، وليس الحديث معها". وقال "لقد أُبلغنا هذا الصباح بانتهاك آخر، أكثر تحديًا، من جانب إيران، هذه المرة في سعيها للحصول على أسلحة نووية "، في إشارة لتصريحات روحاني، الأربعاء، حول تخفيض إيراني جديد لالتزامها تجاه المجتمع الدولي في المجال النووي.
وأضاف أنه "هذا ينضم إلى الأعمال العدوانية الإيرانية ضد الشحن الدولي وضد دول المنطقة، فضلاً عن جهودها لتنفيذ هجمات قاتلة، ضد دولة إسرائيل، إنها جهود لم تتوقف". وتابع "هذا ليس وقت إجراء محادثات مع إيران؛ هذا هو الوقت المناسب لزيادة الضغط على إيران".
12 طلبا أمام إيران مقابل تطبيع العلاقات مع واشنطن
وكان بومبيو، قد طرح خلال كلمة علنية أولى له بعد توليه منصب وزير الخارجية، قائمة من 12 مطلبا وضعتها الولايات المتحدة أمام الحكومة الإيرانية كشرط لتطبيع العلاقات.
وهذه المطالب هي:
1. وقف تخصيب اليورانيوم وعدم القيام بتكرير بلوتونيوم، بما في ذلك إغلاق مفاعلها العامل على الماء الثقيل.
2. تقديم تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البعد العسكري لبرنامجها النووي، والتخلي بشكل كامل عن القيام بمثل هذه الأنشطة.
3. منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى كل المواقع في البلاد.
4. وقف نشر الصواريخ الباليستية والتطوير اللاحق للصواريخ القادرة على حمل الأسلحة النووية.
5. إخلاء سبيل كل المحتجزين من الولايات المتحدة والدول الحليفة والشريكة لها، الذين تم توقيفهم بناء على اتهامات مفبركة أو فقدوا في أراضي إيران.
6. التعامل باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها.
7. سحب جميع القوات، التي تخضع للقيادة الإيرانية، من سورية.
8. وقف تقديم الدعم لـ"التنظيمات الإرهابية"، الناشطة في الشرق الأوسط، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس"، وحركة "الجهاد الإسلامي"، ووقف الدعم العسكري للحوثيين في اليمن، ولحركة "طالبان" و"الإرهابيين" الآخرين في أفغانستان، وعدم إيواء مسلحي "القاعدة".
9. وقف "دعم الإرهاب" بواسطة قوات "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
10. التخلي عن لغة التهديد في التعامل مع دول مجاورة لها، كثير منها حلفاء للولايات المتحدة، بما في ذلك الكف عن التهديدات بالقضاء على إسرائيل والهجمات الصاروخية على السعودية والإمارات.
11. التخلي عن تهديد عمليات النقل البحرية الدولية.
12. وقف الهجمات السيبرانية.