أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن قضية اللاجئين ثابتة وراسخة ومدلِلة على صمود شعبنا، وتؤكد تمسك بالمقاومة وحق العودة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الشعبي لمواجهة صفقة القرن والحفاظ على حق العودة في غزة.
وقال هنية إن قضية اللاجئين هي الشاهد التاريخي على نكبة شعبنا وتهجيره ولجوئه إلى المنافي والشتات، هي القضية التي تمثل أحد أعمدة قضيتنا فلسطين.
وأوضح أن المؤتمر يكتسب أهميته خاصة؛ في أن قضية اللاجئين تتعرض لمؤامرة أخطر منذ اللجوء الأول والهجرة الأولى، مبيّنًا أن صفقة القرن ترتكز على "استهداف اللاجئين والقدس والسيطرة على الضفة والتغول بالاستيطان الذي يبتلع الأرض.
ولفت هنية إلى أن الإدارة الأمريكية تنفذ اليوم خطة متدرّجة لتصفية قضية اللاجئين بدءًا من تصفية "أونروا" ووقف المساعدات المخصصة من الأمريكان، والتضييق على الدول التي تقدم المساعدات للوكالة الأممية، وإعادة تعريف اللاجئ، وتحديد الأعداد بعشرات الآلاف بدلاً من الملايين الذين يعيشون داخل فلسطين وخارجها.
وأضاف: "نحن اليوم أمام تحدٍ كبير يتعلق بالقضية؛ "وبتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى مطالبين بوضع رؤية وخطة استراتيجية وطنيًا للتصدي لهذه الصفقة المشؤومة التي تنفذ بشكل او بآخر ضد القدس واللاجئين والأرض والأنسان.
ودعا هنية لبناء استراتيجية وطنية تقوم على عدة محددات أولها؛ تعريف المرحلة التي نمر بها؛ "أنها مرحلة من الاحتلال ليست مفاوضات ولا اعتراف ولا سلام مع العدو إن شعبنا يخوض مرحلة التحرر من الاحتلال".
وأوضح هنية أن ثاني المحددات يرتكز على ترتيب وتنظيم البيت الفلسطيني، ويجب أن يقوم على مبدأ الشراكة والاعتراف بكل المكونات التي تتحرك فوق ساحتنا الفلسطينية.
وأضاف "مبدأ الاقصاء والتهميش وانتزاع الشرعيات أو محاولة انتزاع الشرعيات عن فصائل وقوى وازنة لا يمكن أن يقود لوحدة وطنية (أ) طريق نحو ترتيب البيت الفلسطيني".
وثالث المحددات -بحسب هنية-، هي المقاومة بمفهومها الشامل والواسع من المقاومة الشعبية وحتى العسكرية والمسلحة، "التي يمكن أن تندرج تحت ظلالها العملية السياسية والدبلوماسية الفلسطينية النشطة ولكنها الملتزمة بالثوابت".
وتابع حديثه: "إذا استطعنا التحرك والانطلاق من تلك المحددات لبناء استراتيجية وطنية؛ سنكون قادرين على إجهاض كل المؤامرات والمخططات التي تستهدف قضية اللاجئين والقدس".
وبيّن هنية أن هناك محاولات محمومة تشجع على الهجرة من داخل فلسطين لخارجها ومن مخيمات اللجوء إلى أوروبا، "ذلك ما يحدث في لبنان وما يقوم به العدو من الضغط على أهلنا في القدس، وما تحدثت به بعض وسائل الإعلام لتشجيع الهجرة من غزة لخارجها".
وأوضح أن ذلك يندرج تحت مخطط صهيونيأامريكي لإنهاء قضية اللاجئين وتذويبها، مشددًا على أن شعبنا متمسك بحق العودة ورفض التوطين والوطن البديل ورفض التهجير، وإن مستقبل الفلسطيني في وطنه وأرضه وقدسه ومقدساته.
وأكد هنية وقوف شعبنا الكامل مع أهلنا في لبنان ومخيماتها، "الذين يرفضون قرار وزير العمل اللبناني الذي يحاول أن يساوي بين الفلسطيني وغيره من الأجانب، وينزع عنه الصفة السياسية للاجئ الفلسطيني.
وحيّ هذه الفعاليات التي مضى عليها قرابة 8 أسابيع ومستمرة، "نؤكد وقوفنا وتضامننا الكامل مع أهلنا، وجهوزيتنا لإنجاح الحوار الفلسطيني اللبناني الذي سيركز على أوضاع اللاجئين في المخيمات، وتوفير الحياة الكريمة للاجئين بمخيمات لبنان لحين العودة لفلسطين.
وطالب هنية بإعادة بناء وتأهيل مخيم اليرموك في سوريا، وعودة أبناء شعبنا لمخيمهم الذي تم تدميره في ظلال الأزمة السورية الداخلية للعودة لمخيم اليرموك لحين عودتهم لفلسطين.
وأضاف "مخيم اليرموك كان يعتبر عاصمة اللجوء الفلسطيني، مئات الألاف من شعبنا كانوا يقطنون المخيم.. اليوم لا يزيدون عن 20 ألفًا من أصل 450 ألف كانوا به".
وطالب هنية برفع الضغط عن أبناء شعبنا في العديد من الدول؛ "حيث يعاني البعض من حرمانه من الجواز والوثيقة وحرية السفر والتعليم، وذلك بمقتضى مقررات الجامعة العربية التي نصت بوضوح على الحقوق المكفولة لشعبنا في الدول المضيفة لحين العدوة لأرض فلسطين.
ودعا للتوقف عن سياسة تصفية الأونروا لأن استمرار دعم الأونروا يعني إرادة للمجتمع الدولي السياسية لتقديم المساعدات للاجئين وتوفير الحياة الكريمة لهم وضمان حق العودة والتعويض لأرض فلسطين.
وشدد هنية على ضرورة أن تكون رسالة المؤتمر محل احتضان وطني من الفصائل والمجلس التشريعي والوجهاء والأعيان والمخاتير ودول صديقة وحليفة تشكل حاضنة ودعما ومظلة لهذا المؤتمر ومقرراته.
وأضاف "نؤكد لا تنازل عن ذرة من أرض فلسطين، لا اعتراف بإسرائيل، ولا تنازل عن القدس.. ونعم لحق العودة لكل أرضنا من النهر إلى البحر، هذه أرضنا ووطنا وقدسنا واقصانا؛ لأن قضية اللاجئين قصة حياة وانتصار وبقاء".