يعود التسخين مجددا في قطاع غزة في جولات تكررت خلال الفترة الأخيرة، ليطرح ما يجري سيناريوها معقدة نظرا للمعطيات على الأرض.
وجاء تصعيد يوم أمس من الاحتلال مع بقاء أيام على الانتخابات الإسرائيلية لتشكل ضغطا كبيرا على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو وإحراجه أمام الرأي العام الإسرائيلي، وضغطا على المقاومة التي يطالبها الشارع بعدم منح نتنياهو طوق النجاة.
ويرى مراقبون أن فرص التصعيد هي أكبر من قبل بسبب حالة الغليان التي تسيطر على الفلسطينيين في القطاع بسبب اعتداءات الاحتلال في الجمعة الأخيرة من مسيرات العودة والقصف المتتالي على مدار ليلتان وهو ما قد يدفع تدفعهم للقيام بأي شيء للخروج من عنق الزجاجة ومماطلة الاحتلال في تطبيق بنود اتفاق التهدئة.
وأكدت فصائل المقاومة في تصريحات إعلامية بغزة أن جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة، حتماً ستزيد من فرص التصعيد بالقطاع، مشددة على أن الاحتلال يجب أن يدفع ثمن جرائمه بحق شعبنا.
ويرجح محللون أن يبادر نتنياهو في اللحظات الحاسمة الاخيرة الى شن عدوان واسع على قطاع غزة بعد اختلاق اسباب لذلك وتهيئة الظروف خاصة في حال أيقن عدم قدرته على الفوز في الانتخابات القادمة، خاصة وأنه يعتبر نفسه هو الرجل الاوحد في الكيان سياسيا وامنيا وعسكريا.
وفي السياق يقول روني دانيئيل الخبير العسكري الإسرائيلي: "غزة شوكة في حلق "إسرائيل"، لن تنجح في حل مشكلتها، ولا داعي لتصديق وعود الساسة بالقضاء على حماس، لأننا حاربناها مرة واثنتين وثلاثة، وسيكون غباء منا تكرار ذات الحروب"، التصريح الأسبق اعتبره الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر كلاما لافتا من أحد منظري العدوانات الدائمة، ومن يقف على يمين الجنرالات بدعم الخيارات العسكرية.
وفي التعقيب على ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن المؤشرات التي نراها على أرض الميدان تؤكد إمكانية وقوع تصعيد عسكري بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي قبل انتخابات "الكنيست الإسرائيلي".
وذكر عوكل أن الاحتلال تجاهل مطالب المقاومة في الأسابيع الماضية باستكمال تنفيذ التفاهمات قبل فوات الأوان، بالإشارة بعدم تكرار سيناريو الانتخابات الماضية، باستجلاب الهدوء من خلال الوسطاء بما يضمن تمرير الانتخابات بدون إزعاج من غزة، بما يعطي طوق النجاة لنتنياهو للنجاح في الانتخابات.
وأوضح أن الظروف الإنسانية والاقتصادية في غزة ما عادت تحتمل المزيد من التسويف في إنجاز التفاهمات، والتي كان من المقرر أن تستكمل خلال الأسابيع الماضية، إلا أن الاحتلال يصر على تأجيلها، في ظل غياب الوسطاء عن النشاط الذي كانوا عليه في شهري أبريل ومايو الماضيين.
بدوه وفي قرائه للوضع يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات الجيش والحكومة الإسرائيلية ينظرون الى غزة والضفة على أنهما تحدٍ قانوي هامشي، لكن الواقع يعطي اشارات غير ما ينضح به التقدير الإسرائيلي، فللمرة الثالثة خلال شهرين (تُنفس) احداث وقعت في الجيهة الجنوبية والضفة الغربية البالون الضخم، الذي ينفخة الاعلام والجيش والساسة (الإسرائيليون)، حول التمايز بين الجبهات، واستعداد القوات.
وبين أن الكل في (إسرائيل) يهربون من غزة، ولا يرون أن لها حل، حتى في الجيش، لا يتنافس ذلك العدد من الضباط في الجيش لقيادة المنطقة الجنوبية، لقناعتهم انها بلا حل، ويذهبون الى الأسهل، الذي له حل - من وجهة نظرهم - الشمال او الوسط.
قالت يديعوت، أن حوامة محملة بعبوة ناسفة القت حمولتها وانفجرت عند نقطة الصفر من سيارة جيب هامر عسكرية - أدت الى اتلافه، معتبرة أن الحدث خطير، لا بل وضربة مؤلمة على الوجه، لذلك رد جيش الإسرائيلي بهجمات ضد العديد من أهداف حماس باستخدام الطائرات والدبابات، لكن هذا الرد أبعد ما يكون عن إرضاء السكان المحبطين وفق يديعوت.
يضيف بشارات الكثير من المراقبين يرون ان نتنياهو مشغول بالانتخابات حالياً، ويقاتل مستميتاً من أجل عدم فقدان مقره في بالفور، حتى لو جر معه الجيش والرقابة لخدمة حملته الانتخابية، ولذلك هذا الأمر سبب له (عمى الجيهات).