قائمة الموقع

تحليل: قطاع غزة قد يشهد خريفاً ساخناً

2010-09-20T09:11:00+02:00

الرسالة نت - ياسمين ساق الله

توقع مختصون بالشأن العسكري الإسرائيلي أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيدا وعدوانا إسرائيليا بين الفينة والأخرى على حدود وداخل قطاع غزة.

ووصف هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت": "بأن خريف قطاع غزة قد يكون ساخناً هذا العام جراء زيادة التوتر على الحدود مع العدو الصهيوني".

وكانت "إسرائيل" وحركة حماس في قطاع غزة، تبادلتا في الأيام القليلة الماضية تهديدات هي الأولى منذ حرب غزة شتاء 2009، فيما وجهت "إسرائيل" تحذيرا لحماس من مغبة إطلاق صواريخ تجاه أهداف اسرائيلية على الحدود المتاخمة للقطاع، وردت حماس بإطلاق تهديد شديد اللهجة بالرد على أي استهداف لمواقع تابعة لها في غزة".

وكانت الأيام الماضية شهدت تصعيدا إسرائيليا متمثلا باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين جراء قصف مدفعي إسرائيلي على مناطق متفرقة جنوب قطاع غزة , بالإضافة إلى القصف الإسرائيلي المتواصل للمنطقة الحدودية في رفح.

** خريف ساخن

المختص بالشئون العسكرية الإسرائيلية يوسف الشرقاوي توقع أن يكون خريف قطاع غزة ساخنا بالهجوم والتصعيد الإسرائيلي لاسيما مع تواصل إطلاق الصورايخ كما تدعي الأخيرة.

أما المختص بالشئون الإسرائيلية حمد الله عفانة فأكد على أن التصعيد الإسرائيلي دائم ولن يتوقف في المنطقة, قائلا:" إن التصعيد الإسرائيلي على غزة والضفة ليس من قبيل الصدفة فالهجوم والعدوان متواصل بين الفينة والأخرى , لكن يختلف في حجمه مع اختلاف كل منطقة فغزة لها ظروفها الخاصة عن الضفة".

في حين المختص بالشئون الإسرائيلية حاتم أبو زايدة قال :" إن تزايد إطلاق الصورايخ من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية يعني أننا أمام مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي ", متابعا: "تصريحات قادة العدو الأخيرة تشير إلى أن الرد الإسرائيلي لغزة قادم وأن التصعيد سيكون محددا وليس موسعا كسابقه لأنها معنية فقط بالرد على إطلاق الصواريخ وليس شن عدوان موسع".

حركة حماس وعلى لسان قائد كتائب القسام الجناح المسلح للحركة أحمد الجعبري تعهد بمواصلة ضرب "إسرائيل" حتى " تحقيق النصر، قائلاً في رسالة لموقع تابع لكتائب القسام بأن القسام سيواصل إطلاق الصواريخ تجاه "إسرائيل" حتى "دحره" عن أرض غزة بالقوة.

** فوق القانون

ويؤكد الشرقاوي على أن كافة الاحتمالات ورادة لدى الأجندة العسكرية الإسرائيلية , قائلا:" "إسرائيل" تعتبر نفسها دولة فوق القانون الدولي وبالتالي من حقها الدفاع عن نفسها وأبناء شعبها بكل الطرق والوسائل القتالية, ما يعنى أن "إسرائيل" تجهز عدتها لشن حرب على القطاع أو توسع من ضرباتها الصاروخية ضد مواقع أمنية وعناصر المقاومة".

ويقول عفانة: "هناك توقعات من قبل الحكومة الإسرائيلية خاصة في المرحلة المقبلة أن يكون تصعيد وتلويح بالقوة في حال استمر إطلاق الصورايخ من القطاع تجاه المستوطنات الإسرائيلية"، موضحا أن "إسرائيل" رغم تصعيدها المتوقع في قطاع غزة الأيام القادمة إلا أنها غير معنية بفتح جبهتين في آن واحد.

ويضيف أبو زايدة : "إسرائيل" تجهز عدتها وجيشها للتصعيد ضد قطاع غزة في المرحلة المقبلة لكن ليس بنطاق موسع بحجم الحرب الأخيرة فالرد المستقبلي سيكون محددا تجاه أشخاص أو مسئولين عن إطلاق الصواريخ, مؤكدا على أن "إسرائيل" لا تريد شن حرب على غزة ,كون أولوياتها تتجه نحو حزب الله وإيران.

من جانبها حذرت "إسرائيل" على لسان مسؤولين عسكريين حركة حماس من إطلاق صواريخ تجاه أهداف تسميها "إسرائيل" مدنية متاخمة للشريط الحدودي مع قطاع غزة، مؤكدةً بأنها سترد على أي صاروخ يطلق من القطاع".

** توتر قادم

ويضيف المحلل الشرقاوي :" "إسرائيل" منذ فترة طويلة تتعدي بامتلاك حزب الله وحركة حماس لصواريخ يصل مداها للعمق الإسرائيلي ما يعنى أنها تخلق الحجج والمبررات لاقتراف أي عدوان مرتقب ضدهما في المرحلة المقبلة, مؤكدا على أن الوضع في قطاع غزة سيشهد توترا في الفترة القادمة.

ويضيف عفانة :"لا يمكن التكهن بحجم التصعيد الإسرائيلي القادم لغزة لكن "إسرائيل" غير معنية بفتح جبهة جديدة في جنوب غزة لاسميا مع تواصل التوتر في الجبهة الشمالية منذ ما يقارب ثلاثة شهور ", متوقعا أن شكل التصعيد القادم لقطاع غزة يتمثل في قطف لمواقع أمنية ومدنية بالإضافة لعودة سياسة الاغتيالات.

ويقول أبو زايدة:" "إسرائيل" تعتبر تواصل إطلاق الصواريخ من غزة أن الحرب الأخيرة على القطاع لم تحقق أهدافها ما يعني انهيار الفكرة التي أسستها أثناء شنها العدوان ما يستدعيها إلى تكثيف ردها في المرحلة المقبلة وتحديده في أهداف معينة".

كما يقول عفانة أن "إسرائيل" تلوح بالقوة وبالتصعيد للمرحلة المقبلة في قطاع غزة وجبهة أخرى كالجبهة الشمالية اللبنانية , قائلا:" "إسرائيل" منذ فترة طويلة تتبع سياسة الردع التي لا تتوقف عند حد معين سواء تم إطلاق صورايخ أم لا فالتصعيد مستمر".

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية ذكرت أن الجيش يتدرب لمواجهة قوات حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة،منوهة أن الجيش أجرى تدريباته في هضبة الجولان السورية المحتلة، وكذلك في النقب، حيث بنى قريتين نموذجيتين، إحداهما شبيهة بقرى لبنان الجنوبي، والثانية شبيهة بأحياء غزة ومخيمات اللاجئين فيها.

في الوقت ذاته ذكر خبير عسكري إسرائيلي، إنه رغم أن حزب الله يقف على رأس الأهداف الحربية الإسرائيلية، فإنه يعتقد بأن غزة ستسبقه، بسبب التصعيد في إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية الجنوبية.

اخبار ذات صلة