مشكلة كبرى تواجهها الكثير من الأمهات في غزة، وقد لا يعلمن أنها تحتاج إلى تعليم من نوع خاص، ورعاية مشددة تكمن في صعوبات التعلم التي يمكن للأمهات الآن تجاوزها أو مواجهتها على الأقل، من خلال تطبيق جوال قامت بإعداده مجموعة من الفتيات في غزة.
من وحي تجربة المهندسة نهيل الجاروشة وهي أم لطفل يعاني من صعوبات القراءة والحساب منذ دخوله المدرسة، واحتارت كيف تتعامل معه وتتغلب على هذه المشكلة، مما دفعها للبحث عن حل يساعدها.
ومع دخول ابنها عامه الثالث في المدرسة تعرفت الجاروشة على لمياء موسى المتخصصة في تصميم وبرمجة التطبيقات، وأخبرتها أن والدها يدير مدرسة خاصة للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم فدفعتهما للتفكير جديا مع فريق عمل متكامل من المهندسات الغزيات في تصميم تطبيق لتنمية مهارات الأطفال أطلقن عليه اسم "إحنا معكWith You " .
توضح الجاروشة أن معاناتها مع ابنها كانت دافعها الأول، ويمكن للتطبيق أن يكون بديلاً عن جلسات الأخصائيين المحدودة والمكلفة.
وفيما يتعلق بالأفكار التي يطرحها التطبيق وكيفية الاستفادة منها وإخراجها على أرض الواقع تقول لمياء موسى شريكة الجاروشة في فكرتها أن البداية كانت بزيارة المختصين التربويين للتعرف على تجاربهم مع الأطفال وطرق تعليمهم المهارات الحياتية وكيفية التركيز والانتباه والإدراك والفهم.
وتتمثل الخطوة الثانية حسب موسى بتحويل تلك المهارات إلى ألعاب بسيطة مستعينة بصور الحيوانات ومطابقة الأشكال والألوان، وإكمال الأجزاء الناقصة من الشكل وغيرها من الألعاب التي تشجع على التركيز وتنمي القدرات.
وقد ركز التطبيق على الأساسيات التي يحتاجها الطفل، مثل السلوكيات المجتمعية، والمهارات واللوازم اليومية، عبر أسئلة يقوم التطبيق بتوجيهها للطفل، مثل "هل نظفت أسنانك" ؟، "هل تناولت الفطور"؟، ويقوم التطبيق في المقابل بإصدار صوت مميز وفق إجابة الطفل، سواء بالسلب أو الإيجاب.
ولعل أكثر ما يميز التطبيق هو أهمية تحكم أولياء الأمور في مدة استخدام الطفل له والتركيز على مهارات معينة حسب احتياجات الأطفال وتقييم التطبيق لمهارات وتقدم الطفل بعد استخدامه لفترة معينة.
وتلفت موسى إلى أنها وزميلتها وبقية أعضاء الفريق قاموا بالبحث عبر المنصات الأجنبية عن الأفكار المشابهة والتطبيقات التي يمكن الاستفادة منها بالإضافة للعمل على منصةUnity) ) الخاصة بتطوير الألعاب.
وتشير إلى أن الفريق المكون من فتيات فقط قام بصناعة عدد من الألعاب التي يحتاجها الأطفال لتنمية مهارتهم، كما حصل على المركز الأول في التصميم في مشروع تسريع الأعمال الناشئة، الذي تم تنظيمه في حاضنة Gaza Sky Geeks Jobs.
ووفقا لتحقيق سابق أعدته الرسالة فإن حالات صعوبات التعلم وفق الأخصائيين النفسيين تسمى عسر التعلم أو صعوبة التعلم، وهو مصطلح عام يصف التحديات التي تواجه الأطفال ضمن عملية التعلم، وغالبا ما تتجلى المشكلة من الصف الرابع الابتدائي.
ورغم أن بعض الأطفال يكون مصاباً بإعاقة نفسية أو جسدية إلا أن الكثيرين منهم أسوياء، لكنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم: كـالفهم، أو التفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة (عسر القراءة)، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق، أو إجراء العمليات الحسابية.