قائمة الموقع

الأسير بسام السايح يرفرف بجناحيه راحلا

2019-09-11T10:27:00+03:00
الشهيد السايح
الرسالة نت - رشا فرحات

"الله أكبر ولله الحمد، في سبيل الله متنا، يا شهيد ارتاح ارتاح بدنا نواصل الكفاح"

هكذا ضجت سجون الاحتلال، وهكذا عبرت أرواح معتقليها عن كمية القهر التي سكنتهم عند استقبال خبر استشهاد الأسير بسام السايح الذي استشهد داخل مستشفى أساف هروفيه داخل إسرائيل، بعد تدهور وضعه الصحي "بمشفى سجن الرملة" حيث كان يخضع للعلاج منذ عدة أشهر.

تفاقم وضع بسام، لم يعد باستطاعته التنفس بعد أن نخر السرطان عظامه واختلط بآخر نقطة من دمه، حتى ساء وضعه ونحل جسده، وتلعثمت كلماته، لأبرع سنوات بدأها بالمرض منذ اللحظة الأولى، والسجان لا يرحم، فهو يعشق رؤية الأجساد تذوب حتى اللحظة الأخيرة مكبلة اليدين، حتى لو كانت فوق سرير مرض ميؤوس من علاجه.

زادت كمية المياه في رئتي السايح ما أدى إلى صعوبة في التنفس وانخفاض في عدد دقات القلب حيث لم يتجاوز عمله 15%، وإثر ذلك نقل لمشفى أساف هروفيه قبل أسبوع، لكن وضعه كان يسوء أكثر، فلم يقو على المشي وتوقفت أعضاء في جسده عن العمل، ورغم ذلك لم يوافق المحتل على علاجه بالشكل المناسب طوال السنوات السابقة، حتى أن جهات كثير ومؤسسات حقوقية ناشدت للوصول الى بسام الراقد في أقبية السجون مطالبة بعلاج كاف له، لكنها في كل مرة  لم تستجب ، خاصة لنداءات شقيقه الأسير "أمجد" المعتقل منذ عام 2002 الذي يقضى حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا، ويرقد معه في الغرفة نفسها لرعاية شقيقة، والذي كان مطلعا على حالته ويطالب دوما بنقله للعالج في مستشفيات متخصصة بعلاج السرطان، ولكنه السجان كعادته، كان يقذف في وجهه شريطا من الأكامول المسكن، ويطلب منه أن يصمت.

وقد حارب المحتل جسد السايح بكل ما أوتي من عنجهية السجان، فلم يسمح لزوجته أن تراه منذ أكثر من عام، حتى وهو بذلك الوضع الصحي الميؤوس منه، حيث  قالت:" أنا ممنوعة من زيارته منذ شهر رمضان 2018 ولقد كان متعبا في الفترة الأخيرة ونقل على كثير من المستشفيات وأحتسبه عند الله شهيدا " وأوضحت  أيضا في مقابلة معها: زوجي لم يكن أحد المنفذين لعملية اتمار، وإنما أحد المساهمين في التخطيط لها، وقد قدم الكثير من التضحيات حتى أكرمه الله بالشهادة "

وقد وجهت السايح رسالتها إلى الحكومة الفلسطينية ولكل الفصائل: "يجب الاهتمام بقضية الاسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى، وان تتظافر الجهود لإنقاذ ما تبقى منهم".

ولأن الأسرى تعودوا على أن لا يعيد الاحتلال جثامين شهداءهم، كما فعل مع فارس بارود فقد توقعوا أن يفعل ذلك مه جثة الشهيد بسام السايح، فهددوا بالتصعيد من داخل السجون وبدأوا يومهم بإعادة وجبات طعامهم التي قدمت لهم هذا الصباح .

وفي ذات السياق قررت هيئة شؤون الأسرى أن ترفع دعوى لمحكمة الاحتلال العليا للمطالبة بتسليم جثمان الشهيد.

بدوره، قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إن ادارة السجون أعلنت الاستنفار وإغلاق كافة الأقسام، وفرضت منعا على خروج الأسرى للفورة، كما أحضرت تعزيزات من قوات القمع تحسبا من ردة فعل الأسرى الذين بدأوا منذ أمس بخطوات احتجاجية ردا على استشهاده، تمثلت بالطرق على أبواب الغرف والتكبير، وإرجاع وجبات الطعام، وإعلان الحداد في السجون لمدة ثلاثة أيام.

ويبدو أن استشهاد السايح نبش الجرح الذي كلما بدأ يندمل تأتي روح شهيد من داخل السجون لتفتحه مرة أخرى حتى وصل عدد الشهداء الأسرى الى 221 شهيدا معظمهم لم تتسلم عائلاتهم جثامينهم.

وقد اتهم نادي الأسير الفلسطيني سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقتل الشهيد السايح بسبب الإهمال الطبي والتلكؤ في تقديم العلاج، وقال في بيان إن وضع بسام الصحي تفاقم بشكل ملحوظ نتيجة لظروف الاعتقال والتحقيق القاسية التي تعرض لها منذ عام 2015، وخلال هذه المدة أبقت إدارة معتقلات الاحتلال على احتجازه في "مشفى سجن الرملة" الذي يطلق عليه الأسرى "المسلخ".

وحمّل نادي الأسير إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد السايح، لافتا إلى أن نحو 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة، منهم 160 أسيرا مصابون بأمراض مزمنة بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة.

اخبار ذات صلة