ارتفعت أسعار البلاديوم لأعلى مستوياتها على الإطلاق الخميس، بفعل القلق من شح في إمدادات المعدن الذي يستخدم محفزا في صناعة السيارات بسبب مشاكل عمالية في مناجم جنوب أفريقيا، ليعزز تفوقه على الذهب.
وسجل البلاديوم مستوى قياسيا مرتفعا عند 1621.55 دولارا للأوقية (الأونصة) في تعاملات أمس الخميس قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة ليستقر عند 1608.01 دولارات للأوقية.
وقال محلل المعادن النفيسة لدى بنك ستاندرد تشارترد، سوكي كوبر "من ناحية العوامل الأساسية للبلاتين والبلاديوم على وجه الخصوص، هناك مفاوضات مستمرة حول الأجور في جنوب أفريقيا".
وأضاف "ليست قضيتنا الأساسية أن نتوقع انقطاعا كبيرا في الإمدادات، لكن نظرا لأن سوق البلاديوم يعاني بالفعل من نقص في المعروض، فإن أي خسائر إضافية في الإنتاج ستؤدي على الأرجح إلى مزيد من الشح في السوق".
بالمقابل، قلّص الذهب مكاسبه بعد تقرير لبلومبرغ ذكر أن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرسون عرض صفقة تجارية محدودة على الصين، وهو ما قد يؤخر أو يلغي بعض الرسوم، مقابل تأكيدات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية والمشتريات الزراعية.
وارتفع الذهب في السوق الفورية 0.1% إلى 1498.66 دولارا للأوقية (الأونصة)، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.3%، لتبلغ عند التسوية 1507.40 دولارات للأوقية.
وواصل الذهب النزول في المعاملات الفورية اليوم الجمعة وانخفض بـ0.1% ليبلغ 1496.76 دولارا للأوقية عند الساعة الخامسة و21 دقيقة بالتوقيت العالمي.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.02% إلى 18.07 دولارا للأوقية، في حين صعد البلاتين 0.5% إلى 949 دولارا للأوقية.
استخدامات البلاديوم
يستخدم البلاديوم أساسا في صناعة السيارات لتنقيتها من الملوثات البيئية. وتعزز سعر هذا المعدن النفيس في ظل عدم كفاية المعروض العالمي لتلبية الطلب خاصة مع ميل المستهلكين إلى السيارات التي تعمل بالبنزين بدلا من تلك التي تعمل بالديزل.
كما يستخدم هذا المعدن النادر في صناعة الإلكترونيات وفي طب الأسنان، وتنقية الهيدروجين وصناعة المجوهرات وصناعة المحولات المحفزة.
ووجد البلاديوم الدعم أيضا من الأبحاث التي أجرتها شركات السيارات بشأن تخفيض العوادم وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وصعد البلاديوم حوالي 28% منذ بداية العام، وشهد ارتفاعا بنسبة 22% في عام 2016 و56% في عام 2017، ونحو 16% في عام 2018.
ولم يكن فرق السعر بين البلاديوم -المعدن الذي بات انتزع العرش من الذهب- وشقيقه البلاتين أكبر مما هو عليه منذ عام 2001.
وبينما تستخدم شركة صناعات السيارات البلاتين والبلاديوم في الأساس لصناعة المحولات التحفيزية، يستعمل البلاتين أكثر في سيارات الديزل.
ويعتقد خبراء أن ارتفاع سعر البلاديوم يتجاوز مبدأ العرض والطلب من جانب الشركات إلى عوامل أخرى تتعلق بترجيحات وجود تلاعب في الأسواق من جانب المنتجين الأساسيين لدفع الأسعار إلى الأعلى.
المنتجون الكبار
بحسب موقع أرقام المختص تعد روسيا وجنوب أفريقيا وكندا والولايات المتحدة وزيمبابوي أكبر خمس دول منتجة للبلاديوم في العالم.
وأنتجت روسيا 81 طنا متريا من البلاديوم عام 2017، بينما أنتجت جنوب أفريقيا 78 طنا وكندا 19 طنا وأميركا 13 طنا، وزيمباوي 12 طنا، وفق المصدر ذاته.
وتعد الشركة الروسية "نوريلسك نيكل" أكبر منتج للبلاديوم في العالم، إذ تستحوذ على 39% من حجم الإنتاج العالمي لهذا المعدن النادر.