تتواصل في تونس عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الثانية بصورة مباشرة من الشعب منذ الثورة، وتوقع عضو في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن تتضح ملامح نتائج التصويت اليوم ليلا أو غدا صباحا، على أن تعلن النتائج رسميا يوم الثلاثاء.
وقالت الهيئة العليا إن أغلبية مكاتب الاقتراع التي يزيد عددها على 13 ألف مكتب، قد فتحت أبوابها في الموعد المحدد، وإن عمليات التصويت تجري بشكل سلس على حد وصفها.
وأعلنت الهيئة في مؤتمر صحفي أن نسبة الإقبال المسجلة بعد ساعة من فتح مكاتب الاقتراع بلغت 1.6%، في حين بلغت النسبة في تصويت الناخبين خارج تونس 10.8%.
ولتأمين العملية الانتخابية، انتشر ما يناهز سبعين ألفا من عناصر الأمن في محيط مراكز الاقتراع التي فتح معظمها أبوابه في العاصمة دون تأخير يذكر في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت غرينتش).
الهيئة العليا
وكان رئيس الهيئة نبيل بفون قد أوضح في مؤتمر صحفي اليوم أن زهاء ثلاثمئة مكتب اقتراع بالمناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر تأخر فتحها لدواع أمنية، إذ فتحت بعد ساعتين من فتح مكاتب التصويت في أرجاء تونس.
ويعول معظم التونسيين على المشاركة الواسعة لتعزيز المسار الديمقراطي وتحقيق مطالبهم في ثاني انتخابات رئاسية بعد ثورة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وتوقع عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عادل البرينصي أن تتضح ملامح نتائج تصويت اليوم أواخر ليلة الأحد أو صبيحة غد الاثنين، على أن تعلن الهيئة النتائج النهائية بعد 48 ساعة من إجراء الاقتراع.
ويبلغ عدد الناخبين التونسيين أكثر من سبعة ملايين ناخبا، من بينهم أربعمئة ألف مسجلين في الخارج. وتجرى الانتخابات الرئاسية على دورتين، في حال لم يتحصل أي من المرشحين على أكثر من نصف المصوتين في الدورة الأولى.
أبرز المرشحين
ومن بين أبرز المرشحين -البالغ عددهم 26- للفوز بالانتخابات: رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ورجل الأعمال نبيل القروي، وعبد الفتاح مورو نائب رئيس حزب حركة النهضة، ووزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي.
وبالنظر إلى كثرة المرشحين لرئاسيات تونس، فقد تسفر انتخابات اليوم عن نتائج متقاربة للغاية، فلا يكون الفارق في الأصوات كبيرا بين ما يحصل عليه المتنافسان في جولة الإعادة المقررة بحلول 13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل وبين باقي المرشحين.
وجرى تقديم موعد الانتخابات بعد وفاة الرئيس السبسي في آخر يوليو/تموز الماضي.
ولرئيس تونس سيطرة مباشرة على السياسة الخارجية وسياسة الدفاع، في حين يتولى رئيس الوزراء -الذي يختاره البرلمان- معظم الملفات الأخرى. وبسبب هذا الدور المحدود، أكد العديد من المرشحين على سياساتهم الخاصة بالأمن.
وفي سياق متصل، قالت مراسلة الجزيرة بتونس آمال وناس إن السلطات المشرفة على الانتخابات اتخذت إجراءات استثنائية نظرا لتزامن يوم الاقتراع مع اليوم الثاني للحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية، وذلك لمنع التداخل بين الحملتين، وللحيلولة دون استغلال حملات المرشحين للانتخابات التشريعية للدعاية للمرشحين إلى انتخابات الرئاسة.
المصدر : الجزيرة + وكالات