سافر الشاب العراقي عبد الخالق عبد الحق من بلدته بعشيقة بمحافظة نينوى (شمالي العراق) إلى مدينة إسطنبول التركية قاطعا أكثر من 2400 كيلومتر بدراجة هوائية في رحلة استمرت 19 يوما.
والشاب -الذي ينتمي للطائفة الإيزيدية- يهوى المغامرة والرحلات، ويقول للجزيرة نت إنه قام بالعديد من الرحلات بين محافظات العراق، وكان أبرزها وأطولها رحلة أطلق عليها "رحلة السلام"، التي انطلق بها من مدينة زاخو بأقصى شمال العراق إلى مدينة الفاو في أقصى جنوبه.
وعن الهدف من رحلته، أوضح أنه من خلالها أراد أن يشيع رسالة سلام وتعايش بين المكونات والأطياف في العراق، لافتا إلى أنه زار مناطق وعائلات متنوعة المذاهب والقومية؛ الكردية والشيعية والسنية.
تخطيط
وعن بداية فكرته للسفر إلى إسطنبول بالدراجة، التي قام بها مؤخرا، أوضح عبد الحق أنه بعد النجاح الذي لاقته رحلة السلام وردود الفعل الإيجابية الكبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشجع للتخطيط لرحلة جديدة، مضيفا أن حبه للمغامرة والاطلاع على مناطق مختلفة؛ دفعاه للسفر إلى إسطنبول ممتطيا دراجته الهوائية.
وقال "بدأت التخطيط لرحلة إسطنبول، واشتريت الأغراض التي قد أحتاجها". وعن الهدف من رحلته إلى إسطنبول، بين عبد الخالق أنه أراد القيام بمغامرة جديدة بدراجته، وهذه المرة خارج العراق، وأن يوثق بالصور المناطق التي يمر بها باختلاف تضاريسها بين جبال وسهول وهضاب، وطبيعة التعامل مع الناس في مختلف المناطق.
وعما لفت نظره في رحلة إسطنبول، قال عبد الحق اختلاف اللغة من منطقة إلى أخرى في تركيا، ويوضح أنه دخل مناطق يتكلم أهلها العربية، وأخرى كان سكانها يتكلمون الكردية، بالإضافة إلى المناطق يتكلم أهلها التركية، مشيرا إلى أن البعض كان يتكلم الإنجليزية.
ويتابع عبد الخالق أنه لاحظ تغيرا كبيرا في الطقس من منطقة إلى أخرى، فكانت بعض المناطق ساخنة، ودرجة الحرارة مرتفعة، لا سيما المناطق الجنوبية في تركيا، وأخرى ازدادت فيها الرطوبة كالمناطق الساحلية، وهناك التي كانت شديدة البرودة خاصة في الأجزاء الشمالية.
عبد الخالق وثق الرحلة بشكل يومي من خلال تصويرها بكاميرته، ويؤكد أنه وثق أيضا استقبال الأتراك له في المدن التي مر بها، لافتا إلى "أن أغلب من التقى بهم قدموا له النصح والإرشاد للذهاب للمناطق الجميلة التي تستحق الزيارة خلال الرحلة"، وأوضح أن بعضهم دعوه لمنازلهم وقدموا له الضيافة.
مصاعب الرحلة
لم تخل رحلة عبد الخالق من مصاعب ومعوقات، إذ كان يبيت معظم ليالي رحلته -التي استغرقت 19 يوما- داخل خيمة صغيرة، ينصبها في مكان عام.
ويتابع حديثه للجزيرة نت أنه "رغم المشاكل التي واجهها، والمواقف الصعبة، واختلاف حالات الطقس بين المناطق، فإن رحلة إسطنبول كانت لها نكهة خاصة بين رحلاته.
وأوضح أن سبب ذلك يعود إلى بعد مسافة الرحلة بين بلدته بعشيقة وإسطنبول، بالإضافة إلى الطبيعة والمناظر الخلابة التي صادفته في طريقه، والتنوع السكاني اللافت الذي شاهده.
ويختتم عبد الخالق حديثه بالإشارة إلى أنه يسعى إلى إقامة رحلات ومغامرات إلى خارج العراق، وهدفه القادم سيكون رحلة إلى ماليزيا، ومنها ينطلق إلى دول أوروبا.
المصدر : الجزيرة