رغم استشهاد أربعة معتقلين داخل السجون الإسرائيلية منذ مطلع هذا العام الحالي، إلا أن (إسرائيل) لا تزال تتحفظ عليهم كسابقيهم دون الإفراج عنهم وتسليمهم لذويهم لإجراء مراسم الدفن، لتضرب عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
قبل أسبوع ارتقى الأسير الصحفي بسام السائح شهيدا، فهو لم يسلم في حياته من تعذيب الاحتلال حتى لاحقوه في وفاته وأبقوا جثته رهينة حتى إشعار آخر لأهداف إسرائيلية، ففي التاسع من سبتمبر الجاري أجازت المحكمة العليا الإسرائيلية استمرار احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب على يد الجيش، وذلك بقرار أغلبية 4 قضاة مقابل 3.
ووفق قناة "ريشت كان" العبرية، فقد أكدت المحكمة العليا أنه يجوز للجيش الإسرائيلي، احتجاز جثامين الفلسطينيين لأغراض التفاوض.
وتحتجز سلطات الاحتلال 304 جثامين لفلسطينيين وعرب قتلتهم القوات الإسرائيلية منذ احتلالها للضفة الغربية في 1967، فيما يعرف باسم "مقبرة الأرقام"، ومن بين هؤلاء جثامين 52 فلسطينيا استشهدوا منذ عام 2015.
وفي هذا السياق يعلق علي المغربي الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى: "سياسة احتجاز جثث الأسرى جديدة باتت تنتهجها (إسرائيل) وإدارة السجون رغم أنها تصنف من ضمن الجرائم الإنسانية التي تخالف الأعراف الدولية والإنسانية".
وتابع حديثه "للرسالة":" خلال الـ 13 شهرا الماضي استشهد 4 شهداء وهم فارس بارود وعزيز عويسات ونصار طقاطقة وبسام السايح، وترفض (إسرائيل) الإفراج عن جثثهم لإجراء جنازة تليق بهم".
ويرجع المغربي الهدف من التحفظ على جثث الشهداء من الأسرى لعدة أسباب منها مساومة فصائل لإجراء عمليات تبادل وذلك لا يجوز كون الأسرى استشهدوا داخل المعتقل والأصل إطلاق سراحهم بعد الوفاة، فلا توجد دولة تدعي الديمقراطية وتراعي حقوق الإنسان تحتجز جثامين الشهداء داخل السجون، فتلك جريمة مركبة.
ولفت إلى أن من ضمن أهداف الاحتلال أيضا أن جملة "تسليم جثامين" يخشاها الاحتلال كونه سيكون هناك جنازة كبيرة بتفاعل شعبي وهذا المظهر من المساندة والالتفاف يحيي روح مقاومة الاحتلال لدى الفلسطينيين، لاسيما وأن (إسرائيل) تجري دوما عمليات كي وعي تجاه ثقافة المقاومة.
وبحسب المغربي فإن (إسرائيل) تسعى أيضا من وراء احتجاز جثامين أسرى منع إحياء فكرة أن هناك احتلالا على الأرض من جديد، بالإضافة إلى أنها تريد إيصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي بأن من يفكر بمقاومتنا سنعاقبه حتى لو كان جثة.
ولفت المغربي أن (إسرائيل) تستفيد من جثث الشهداء حيث تأخذ أعضاءهم وتقوم ببعض التجارب عليها، أو استغلالها لشخص آخر، مشيرا إلى أن ذلك كان واضحا في انتفاضة الأقصى عند تسليم جثامين الشهداء مفرغة من الداخل رغم أن في ذلك مخالفة إنسانية.
*****بدنا أولادنا
وعن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية لاستمرار احتجاز جثامين الشهداء قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين محمد محمود، إن "المحكمة العليا الإسرائيلية بهذا القرار غير المسبوق والمخالف لأسس القانون الدولي، تعطي صلاحية للقائد العسكري باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين بغرض التفاوض مع التنظيمات الفلسطينية، وذلك لاسترداد الجنود المحتجزين في قطاع غزة ".
وبين أنه منذ أبريل 2016، يحتجز الاحتلال جثامين 52 شهيدا فلسطينيا، بينهم أربعة أسرى استشهدوا في السجون وآخرهم الأسير الشهيد بسام السايح.
وقبل أيام جدد القائمون على حملة "بدنا أولادنا" الفلسطينية، مطلبهم مرّة أخرى، بإفراج سلطات الاحتلال عن جثامين الشهداء الذين تحتجزهم بشكل جائر لديها دون منح ذويهم الحق في دفنهم بطريقة لائقة.