غزة/ مها شهوان
في ليلة حالكة السواد وقع يمين الطلاق على والدة الطفلين كريم ومسعود والتي تزوجت بعد انقضاء عدتها.
أما طليقها الذي سارع وجلب لأبنائه زوجة أب لا تعرف للرحمة أو العطف باباً، مما دفع الطفلان إلى الشارع بحثا عن المتنفس، فكانت الجريمة والسرقة والمخدرات في انتظارهما والسجن نهاية أمرهما.
وفي إحدى ليالي محافظة الوسطي كان الأخوان يسيران في احد الشوارع بالمنطقة، فلمحا رجلا وزوجته ارتسمت على محياهما تجاعيد الزمن ولمع في يد المرأة العجوز أساورها الذهبية، فراقبهما بضعة أيام قبل أن يقررا السطو على المنزل وسرقته.
وحينما جاءت ساعة الصفر تسلل الأخوان للمنزل بخطوات ثقيلة، فوجدا العجوزين نائمين، حينها تقدم أحدهم ووضع اللاصق على فمهم وكبل أيديهم وأرجلهم ووضع العصبة على أعينهم ومن ثم بدا الاثنين بسرقة جميع محتويات المنزل من أموال ومجوهرات.
بقي العجوزان على حالهما لمدة يومين إلى أن جاءت إحدى بناتهم لزيارتهم، فاكتشفت الجريمة التي توفى على إثرها العجوزان اللذان لم يجد صراخهما نفعا من وراء اللاصق.
وبحسب اعترافات الأخوان، فقد انسحبا من موقع الجريمة وخرجا ليتقاسما الغنيمة التي لم يدم إخفاؤها طويلا حتى تمكنت الشرطة من القبض عليهما ليقرا بما اقترفوه من أفعال وجرائم سابقة.
المؤبد
القضية كانت من إحدى الملفات التي رواها أشرف فارس قاضي محكمة بداية غزة ، حيث ذكر "للرسالة" بأنه تم الحكم على المتهمين بالمؤبد إلا أنه لم ينفذ الحكم، لأن المحكمة أخذت بعين الاعتبار صغر سن الأخوين، إضافة إلى أن المصالحة التي تمت بين ذوي كل من الزوجين والشابين جعلت المحكمة تعدل عن حكمها لتخففه إلى خمس سنوات وإعادة الحقوق المالية لأصحابها.
وقال القاضي فارس: الجرائم التي ترتكب بحق أموال المواطنين تتمثل من الناحية القانونية في السرقة والسطو والسلب والذي يسمى الأخير بالسطو المسلح لاستخدام العنف والسلاح الناري فيه وعقوبته المؤبد ، لافتا إلى أن القانون فرق بين السطو على البيوت والعقارات في العقوبة حيث أن من يسطو على بيت نهارا عقوبته من 4 لـ 7 سنوات بينما الحال في الليل فتكون العقوبة مشددة تصل حد الإعدام.
وتأسف القاضي لجهل المجتمع بالأمور القانونية لاسيما الذين يقعون في جرائم السلب دون دراية بذلك.
رفقاء السوء
وفي هذا السياق، تحدث الأخصائي الاجتماعي د. وليد شبير أن هناك أسبابا اجتماعية وأسرية تدفع الشباب للانحراف داخل المجتمع، مبينا أن انحراف الأسرة وعدم اهتمامها برعاية أطفالها إلى جانب حاجتهم للموارد المالية تدفعهم لارتكاب جرائم يمقتها المجتمع كالسرقة والمخدرات والقتل أيضا.
وأكد شبير أن قلة الوازع الديني سبب رئيسي يؤول إلى انحراف الشباب، إضافة إلى أصدقاء السوء الذين يشكلون عصابات منحرفة أخلاقية، منوها إلى وجود أسباب جسمية ونفسية تجعل الشباب يرتكبون الجرائم لإشباع رغباتهم .
وعن دور وسائل الإعلام في انحراف سلوكيات الشباب، أوضح شبير أن المسلسلات التي يشاهدها الشباب عبر الإعلام الغير موجه يدفعهم لتقليد ما يشاهدونه من سرقة وجرائم.
وعن كيفية حماية الشباب من السلوكيات الانحلالية قال الأخصائي الاجتماعي: لابد من تقوية الوازع الديني والجانب الإيماني داخل الأسرة والمجتمع على حد سواء لتقليل الجرائم"، مطالباً الأسرة بمتابعة أبنائها داخل البيت وخارجه ومعرفة من يصاحبون من رفقاء ، داعيا في الوقت ذاته بتوجيه الشباب نحو وسائل الإعلام الهادفة.