الاختلاف جزء من طبيعة الحياة وكثيراً منا يخضع لانفعالاته وقت نشوب الخلافات ولكن من الفطنة كيف أن نتعامل مع تلك الخلافات بحالة الغضب
لذالك سنتعرف عل فن من اسمى الفنون وارقاها لحل وكسب مودة الآخرين لنا وكيف نوظفه لحل مشاكلنا وانفعالاتنا
فن الاتكيت: سلوكيات الشخص الخاصة به التي تظهر من خلال تعامله مع الناس المحيطة به وهو التهذيب واللياقة.
أفضل الاتكيت وأعظمه نتعلمه من مدرسة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدم رسولنا الكريم الاتكيت في حياته الزوجية حيث اتخذ اسلوب التغاضي وقت الغضب، وكذلك الحوار والإقناع، ونذكر كيف عالج رسولنا الكريم غيرة "ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها " كان رسولنا الصادق الأمين عند بعض زوجاته، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين صحفة "إناء" فيها طعام فضربت الذي هو في بيتها الصحفة، فانفلقت.
ماذا فعل "رسولنا الحبيب صل الله عليه وسلم" ؟ جمع فلق الصحفة ووضع فيها الطعام، ثم قال :غارت امكم، غارت امكم ، ما أجملك يا رسول الله! لم يزجر ولم يعنف، عالج الامر بهدوء وأوصانا رسولنا الكريم ضبط انفسنا وقت الغضب "ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" .
(تشير البحوث بالعلاقات الإنسانية) ان عدم التعامل مع الصراع بأساليب إيجابية سيؤدي حتماً لنتائج سلبية لتلك العلاقات وإن وجود الصراع والتعامل معه بمهارة سيزيد من فعالية وقوة ومكانة العلاقة الإنسانية .
اهمية الاتكيت بحياتنا: كيفية التعامل مع الآخرين والتصرف بالمواقف بكل احترام لان هذه التصرفات تعكس شخصيتنا وتعمل على حماية مشاعر الآخرين وعدم تجريحهم
كثيرا من غير المسلمين دخلوا الاسلام بسبب الاتكيت الذي اتخذه رسولنا الكريم بدعوته لم يتخذ اسلوب القوة بل كان عنوان دعوته (وجادلهم بالتي هي أحسن)،ما أحوجنا اليوم ان نتقن فن الاتكيت لحل خلافاتنا .
"اتكيت الحديث: استخدام اللياقة بالحديث ان تكون كلماتنا ايجابية مع الطرف الآخر، يُقال أن ملكاً من الملوك حلم ذات يوم بأن أسنانه كلها تساقطت، فانزعج، وطلب مفسراً للأحلام ،فقال المفسر: ان جميع اقربائك يموتون قبلك ، فقتله ،ثم احضر مفسرا آخرا وفسر نفس التفسير وقتله الأخر، وأحضر ثالت، فماذا قال هنا المفسر الثالث: استخدم بحديثه مع الملك اتكيت الحديث قال (ان تفسير رؤياك يا سيادة الملك أنك أطول أقربائك عمراً إن شاء الله ،فأحسن إليه وامر له بجائزة ) مع العلم أن مضمون التفسيرات الثلاثة نفس المضمون، لكن كان الاختلاف هو اللباقة وحسن التعبير.
الاعتذار: الاعتراف بالخطأ فضيلة، الإنسان ليس معصوماً من الخطأ، ليس عيب فينا أن نراجع أفعالنا، فالاعتذار تهذيب للنفس ورد اعتبار للذين اخطأنا بحقهم، جميل جدا أن نلوم انفسنا، النفس اللوامة قوة، أفضل طرق الاعتذار وجها لوجه واختيار الوقت المناسب.
"الابتسامة : قال"ستيورت":ما تسطيع نيله بالإرهاب يسهل عليك بالابتسام ،فهو علاج فعال لحل الخلافات والنزاعات وكسب ود الآخرين
اتكيت التصافح بالأيدي: أن تكون المصافحة بحرارة .
وما أجمل استخدام النقاش الهادف لحل مشاكلنا، سلوكك خلال الصراع يبين مدى حسن خلقك ويعكس شخصيتك ،ومهما بلغ مستوى الخلاف يجب أن يتحلى كلاً منا باللباقة ،وحسن الخلق ويجب أن نتعامل مع الاساءة بالعقلانية (وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
ختاما: يجب علينا أن نمتلك زمام الامور عند الخلافات ومن رجاحة العقل ونضج التفكير أن نستخدم "الصمت الذكي" لأنه لا تقي مما تقول وقت غضبك ومهما بلغ مستوى الخلاف بينكما "إياكم وزلات اللسان ".
فن الإتيكيت لحل الخلافات
بقلم: إيمان مصطفى أبو شعر