سلطت صحيفة تركية الضوء على دور جماعات الضغط في الولايات المتحدة في دعمها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكيف أعادت تفاعلها من جديد، بعد تراجعها بسبب جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده قبل عام.
وقال الكاتب التركي، تشيتينار اتشيتين، في صحيفة "خبر ترك"، في تقرير له، إنه بعد جريمة مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قامت جماعة اللوبي والضغط ومراكز الفكر في أمريكا، بقطع علاقتها مع السعودية، وتوقفت عن جباية المال منها.
إلا أن تلك الجماعات أعادت من جديد الضغط على الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة على حد سواء، لإعادة الدعم للسعودية، في مواجهة التحالف الإيراني الحوثي في اليمن، بعد الهجوم الأخير على أرامكو.
وأشار إلى أن السعودية تواجه تحديا كبيرا بسبب هجوم أرامكو، الذي يعد أكبر إحراج لها، وفق قوله.
ورأى أن هجوم أرامكو محرج لأنه كشف عدم جاهزية النظام السعودي الذي يترأسه محمد بن سلمان، وضعف النظام الدفاعي، ما شكل انتهاكا سياسيا واقتصاديا وجوديا لها.
وأضاف أن الدعم الأمريكي غير المتناهي للمملكة السعودية الذي شكل آلة نفوذ غير خاضعة للرقابة، اختبار أخير، بسبب مقتل خاشقجي والحرب اليمنية التي قتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين.
ولفت إلى أن هناك حوالي 20 منظمة ضغط تنوب عن السعودية في الولايات المتحدة، تعمل على تحسين صورة المملكة وتشدد على أهمية الشراكة بين الرياض وواشنطن في مكافحة الإرهاب، وتنامت في الآونة الأخيرة بسبب التوتر المتصاعد مع إيران.
ونوه الكاتب إلى أنه قبل جريمة مقتل خاشقجي، كانت أعداد تلك المنظمات أكثر من ذلك وتجاوزت الـ25 منظمة لوبيّة.
وعلى إثر مقتل خاشقجي، أعربت عدد من منظمات الضغط قلقها، وكان من بينها (MSL)، الشركة الأم لـ(Qorvis Communications)، وهي شركة اتصالات مقرها واشنطن عملت مع المملكة منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
ولفت إلى أن شركة "MSL"، تعمل إلى جانب عدد من المنظمات الأخرى لصالح السعودية، وكانت الشركة حازت على القدر الأكبر من الأموال منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وحصلت على 18.8 مليون دولار، تزايدت نشاطاتها مع الشركات الأخرى مع أزمة أرامكو.
وأضاف أن السعودية تحاول الآن استغلال حادثة هجوم أرامكو، وإشراك أمريكا في مستنقع الحرب في اليمن.
وأوضح أن المملكة تريد تحقيق ثلاثة أهداف بحجر واحد بعد هجوم أرامكو، أولها، جر الولايات المتحدة لحرب اليمن وحرب محتملة واسعة مع إيران.
أما الهدف الثاني، سعي السعودية لمنع أي انسحاب للولايات المتحدة من سوريا، أما الهدف الثالث إعادة سمعتها التي دمرتها جريمة مقتل خاشقجي، وخاصة بعد اتهام الـ"CIA" المباشر لولي العهد ابن سلمان في دوره بمقتل الصحفي السعودي.
ولفت الكاتب التركي، إلى أن ابن سلمان لا يريد التوقف، على الرغم من فشله في حصار قطر، وفشله في حرب اليمن، والآن يريد من الولايات المتحدة وإسرائيل شن حرب على إيران، إلا أن توقيت ذلك ربما ليس في جانبه.
وأضاف أن الهجوم على أرامكو كانت رسالة إيرانية إلى الولايات المتحدة، في أنها بحال استمرت في فرض العقوبات عليها، فإنها قادرة على استهداف صادرات النفط، وخلق طفرة في الأسعار.
وختم الكاتب مقاله، بالقول إن جماعات الضغط في الولايات المتحدة، ستأخذ دورا فعالا في واشنطن لصالح السعودية.