قائمة الموقع

كيف عبر طلاب مدرسة الحرازين عن حب مديرهم؟

2019-09-22T20:45:00+03:00
ارشيفية
الرسالة- رشا فرحات

تفاجأ معلمو وطلاب مدرسة الكرمل الثانوية للبنين في غزة بتجمهر طلاب مدرسة الحرازين أمام بوابات مدرستهم. عشرات طلاب الثانوية وقفوا يطالبون بعودة مديرهم الذي نقل بقرار وزاري لإدارة مدرسة الكرمل.

قد تتعجب أحيانا من جيل بهذا العمر، يتهمه الكبار بأنه لا يمكن أن يروض، أو يعود على احترام وحب معلمه أو مديره، ولكنه الآن يعترف أن مدير مدرستهم، ومعلم الأمس قد سلب عقولهم وقلوبهم وما عادوا قادرين على رحيله وتركه لهم، فتجمهروا أمام مقر عمله الجديد يطالبون بعودته.

إنه الأستاذ وفا مقاط، مدير مدرسة الكرمل حاليا، ومعلم التاريخ سابقا. ما إن ذكر هذا المشهد وانتشرت صور الطلاب المتجمهرين عبر صفحات الفيس بوك حتى نشر كل طالب من طلابه القدامى شهادة اعتزاز بحق أستاذ كان نموذجا للصبر والعطاء والمعاملة الحسنة التي كان يقدمها لطلابه عبر السنوات الطويلة، وها هو اليوم يحصدها أمام أعين كاميرات الصحافيين، ربما نسي هو ما فعله يوما لصالح طلابه، لكنهم لم ينسوا له جميل ما صنع.

تجمهر طلاب مدرسة الحرازين وعلقوا الدراسة، بل وكتبوا لوحات وعلقوها على جدران مدرستهم رافضين نقل مديرهم الذي أحبوه كثيرا، بل وزحفوا حتى بوابات مدرسة الكرمل مقر عمله الجديد ما استدعى تدخل الشرطة لإعادتهم إلى مدرستهم، فما الذي فعله هذا المربي الفاضل حتى استحق كل هذا الحب؟! علما أن مدرسة الحرازين الثانوية للبنين حصلت على لقب أفضل مدرسة في منطقة غرب غزة في الفترة التي كان يديرها الأستاذ وفا مقاط.

وعبر الطلبة عن وافر حبهم لمديرهم، واصفين المدرسة بأنها البيت وبأن طاقمها كان كأسرة واحدة تحب بعضها بعضا، والخبر المفاجئ كان كالصاعقة التي وقعت دون علمهم لذلك أبدوا رفضهم تقبله وخروج أهم عنصر من عناصر بقاء أسرتهم ألا وهو الأب ومدير المدرسة المعلم وفا مقاط.

ووصل الأمر إلى تفاعل الطلاب عبر صفحات الفيس بوك عبر وسم #نرفض_القرار متسائلين: لماذا تقوم الوزارة بنقله بعد كل ما قدمه لمدرسة الحرازين؟!

وعلى صفحاتهم بدأ نشطاء مؤثرون بالحديث عن تجاربهم القديمة مع مقاط الذي كان قبل سنوات معلما للتاريخ في مدرسة الكرمل التي تولى إدارتها اليوم.

كتب محمود ناصر المصور في صحيفة فلسطين عن المعلم وفا مقاط قائلا: "درسني في الكرمل عام 2006 ولم أر معلما صديقا للطلبة مثله، مع امتلاكه في الوقت ذاته شخصية قوية تفرض احترامه، ولا ينقص هذا الاحترام من حبهم، كان يحل مشاكلهم الاجتماعية ويتذكر مناسباتهم وأعياد ميلادهم، دائما يمازحهم ولديه جمال في الشكل والحضور داخل الفصل، ناصح أمين لطلابه دائما.

وكتب توفيق غانم قائلا:" كان مديري ٣ سنوات وعلمني الأمانة، ولم أحب أستاذا مثله، لا يفرق في تعامله بين الطلبة، جميعهم أبناؤه، لذلك رفض الطلبة نقله إلى مدرسة أخرى.

المحامي عبد الله شرشره كتب على صفحته قائلا:" درسني الأستاذ وفا مقاط مادة التاريخ في مدرسة الكرمل في الثانوية العامة، قبل ١٢ عاما، وهو عمر الانقسام الذي أنسانا أنفسنا لكن لم ينسينا أننا تركنا المدرسة لنبدأ أول يوم في الجامعة مع أول يوم في الانقسام.. الاستاذ وفا أصبح فيما بعد - وهو يستحق أكثر من ذلك - مديرا لمدرسة، واليوم سمعت أن عشرات طلاب يتظاهرون في الشارع اعتراضا على نقله لمدرسة أخرى وأعتقد أن هذه سابقة في نظامنا التعليمي، الأستاذ وفا يستحق هذا الوفاء من طلابه، لأنه أهل له - من يعرفه فليوصل له هذه الكلمات".

وقد ثمنت التربية والتعليم هذا الحب الذي أبداه الطلبة لأستاذهم وقال عبد القادر أبو على مدير التربية والتعليم غرب غزة " اعتبر الأستاذ وفا من أفضل المدراء على مستوى قطاع غزة وأنا مسؤول عن شهادتي فهو مرب فاضل حسن الخلق والمعاملة، ولم أسمع عنه مرة أنه حقر طالبا أو رفع عصا في وجهه، لذلك أحبه الطلاب واحترموه، لما قدمه من حب ورعاية لهم، لذلك فأنا أقدر لهم هذا الموقف وهو يستحق ذلك وقد نقل إلى مدرسة أخرى للاستفادة من خبرته، لما أثبته من نجاح في مدرسة الحرازين.

اخبار ذات صلة
مقال: حُب وقمامة
2018-02-15T06:56:51+02:00