منذ مطلع شهر أيلول ويتردد اسم الفلسطينية "اسراء غريب" – 21 عاما- عبر منصات التواصل الاجتماعي داخل فلسطين وخارجها، بعدما أثارت قضية مقتلها ضجة واسعة في الشاعر العربي حول ما يسمى بـ "قضايا الشرف"، خاصة بعد تورط أفراد من عائلتها في عملية القتل.
ثار الشارع الفلسطيني والعربي وكل من ينادي بحقوق المرأة، فحادثة قتلها لم تكن عادية فقد هزت الأوساط الإنسانية في كل مكان، الامر الذي وحد فلسطين من شمالها حتى جنونها وقررت النسوة الخروج في السادس والعشرين من أيلول إلى الشوارع ضمن حملة "طالعات" للحد من قتل النساء بحجة الشرف.
مجموعة من النسوة بدأن من مدينة حيفا لتنتشر حملتهن في جميع محافظات الوطن، حين دعون الجميع للمشاركة في نشاط ضدّ القتل والعنف المستمر بحقّ النساء والفتيات الفلسطينيات.
وتأتي الوقفة "طالعات" لأجل إسراء غريب والـ 28 امرأة اللواتي فقدن منذ بداية العام الحالي في فلسطين، ولكل من تواجه أجسادهن وأرواحهن التعنيف اليومي، وهي أيضا فاتحة لتضامن نسوي فلسطيني عابر للشرذمة، تسعى من خلاله الناشطات لوضع حد لهذا العنف، والمراكمة نحو مجتمع فلسطيني حر وآمن لنسائه وكافة أفراده.
رسالة القائمات على حملة طالعات" أمن وكرامة النساء في فلسطين ليست قضية النساء وحدهن، بل هي مسألة في جوهر الخطاب والفعل السياسي الفلسطيني، حيث لا وجود لوطن حر إلا بنساء حرة".
ولن تقتصر الحملة على المحافظات الكبيرة بل ستنتشر في المدن والمخيمات الفلسطينية وستخرج النسوة يطالبن بوقف قتل النساء بحجة الشرف.
إحدى القائمات على الحملة في مدينة حيفا شذا الشيخ يوسف تقول "للرسالة":" نحن مجموعة نساء فلسطينيات مستقلات نناضل ضد كل اشكال العنف (..) المشاركات في الحملة من جميع الأماكن الغالبية تتعرض لأشكال العنف وهذا لا يقتصر على القتل"، متابعة: نناضل لوقف أنواع التعذيب والترويع النفسي والجنسي والجسدي والاقتصادي كافة.
وأوضحت الشيخ يوسف أن منذ انطلاق حملتهم تجاوب المجتمع بشكل كبير معها فهناك نشاطات في الداخل المحتل والقدس ورفح وغزة، وكذلك مع الفلسطينيات من مخيمات اللجوء في لبنان اللواتي سينظمن وقفة تزامنا مع "طالعات".
وتؤكد أن رسالتهن هي تكاتف الفلسطينيات، وأن ما حدث مع "اسراء ليس حالة فردية انما ظاهرة لابد أن تواجهها كل النساء الفلسطينيات، لافتة إلى أنهن سيخرجن للقول" قضية اسراء ليست جنائية فردية بل قضية العادلة للنساء".
وأشارت الشيخ يوسف إلى أن النساء الفلسطينيات هن أولوية وليس قضية مؤجلة، موضحة أن التحرر الوطني ليس من الاحتلال الاسرائيلي فقط بل يجب أن يكمن جوهره بأن الحرية والعدالة لكل فلسطينية.
وعن الفيديوهات التي استخدمت للترويج لحملتهن، وكان فيها صراخ لنساء يتعرضن للتعذيب بينما الجيران كانوا يكتفون " ما لناش دعوة"، ذكرت أن تلك الفيديوهات صورت داخل البيت وهي قصص شخصية وصلت عبر الرسائل.
صدى الحملة وصل فلسطينيات لبنان وقررن المشاركة، عبر صفحتهن على الفيسبوك كتبن "أصواتكنّ في حيفا ورام الله والطيبة وغزّة تَصلنا في بيروت (..) قُتلت إسراء غريّب وثماني وعشرين امرأةٍ أخرى في كُلّ فلسطين وهنا أيضًا نساء كثيرات، لبنانيّات وسوريّات وفلسطينيّات ومهاجرات قُتلن بدمٍ باردٍ، إذ لا يفرّق النظام الأبوي بين أجسادنا وحيواتنا. نريد أن نواجه هذا العنف اليومي والعابر للحدود بجسرٍ من التضامن".
ونقلت "الرسالة" عن صفحتهن رغبتهن في المشاركة" في 26 أيلول 2019، طالعات في بيروت، طالعات متنوعات ومتضامنات وحاملات للقضية التحررية الأوسع، طالعات في وجه التمييز والعنصرية في لبنان، طالعات لنبني مجتمع فلسطيني آمن في الشّتات وحاضن لكافة أفراده، طالعات لنبني جسورًا فلسطينيّة-لبنانيّة مناهضة للعنف والقتل. طالعات ضدّ الأبويّة في لبنان وفي كل مكان وضدّ الاستعمار والأبوية في فلسطين.
ومن غزة تحدثت الناشطة النسائية سماح أبو غياض "للرسالة"، أن فكرة الحملة التي انطلقت من حيفا كانت جيدة، الامر الذي دفع الناشطات في غزة لمحاكاتهن والخروج بذات اليوم لاسيما بعدما لاقت قضية اسراء غريب صدا كبيرا في الشارع الفلسطيني والعربي.
وبحسب أبو غياض، فإن المشاركة في حملة "طالعات" لها أثر كبير في توعية المجتمع لاسيما وهناك نساء يقتلن بحجة الشرف لكن في حقيقة الامر يقتلن لحرمانهن الميراث، عدا عن اخريات معرضة حياتهن للخطر بسبب ما يتعرضن له من عنف أسرى قد يودي بحياتهن بأي لحطة.
وتدعو الناشطة النسوية، جميع النساء بالخروج من أجل المشاركة في الحملة كي لا يكون هناك "إسراء غريب" أخرى.