رأى خليل عساف رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، أن رد قيادات من حركة فتح على المبادرة التي تقدمت بها فصائل العمل الوطني والإسلامي لإنهاء الانقسام، بـ"المستهجن والمعيب".
وكانت قيادات فتحاوية قد زعمت أن المبادرة التي تقدمت بها الفصائل من صياغة حركة حماس.
وقال عساف لـ"الرسالة": إن الرد يظهر قلة احترام من حركة فتح للآخرين، وخاصة شركاءها التاريخيين بالمنظمة، الذين شاركوا في صياغة المبادرة".
وذكر عساف أن ما تحدثت به فتح عن "كتابة حماس للمبادرة"، "استحقار للمنطق وإساءة للفصائل، وإظهارها بدور الممثل الذي يعمل لدى الآخرين".
لا يمكن إجراء الانتخابات في أجواء التخويف والملاحقة
وأضاف: "ليست هكذا تدار العلاقة الوطنية والشراكة مع شركاء مسيرة طويلة، وهذه لغة معيبة وغير صحيحة".
وتقدمت ثمانية فصائل أبرزها الجبهتان الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي، إضافة إلى حزب الشعب وفصائل المقاومة، بمبادرة تضع برنامجًا تنفيذيا لتطبيق تفاهمات المصالحة الموقعة منذ عام 2005-2011م.
وأوضح عساف أن المبادرة حظيت بموافقة من غالبية الفصائل وشخصيات وطنية عديدة لم تظهر في المبادرة، ما يجعل منها أرضية وطنية خصبة لإنهاء الانقسام.
ونبه إلى أن البديل عن انهاء الانقسام "الموافقة على ما تقوم به (إسرائيل)، التي تبتلع الضفة يوما بعد يوم".
وردا على وجود حراك بالضفة للضغط على السلطة للقبول بالمبادرة الوطنية، أجاب: "للأسف لا، لأن غالبية النقاش الذي يجري بين القوى حول المصالحة ينتهي باعتراف صريح من قيادات فتحاوية "الكبير ما بدوش"، في إشارة لرفض رئيس السلطة محمود عباس المصالحة.
وأضاف عساف: "هناك مجموعة لئيمة تكره الشعب الفلسطيني تحيط بالرئيس، وتظهر له أن إنهاء الانقسام يعني حرقك وقتلك ودمارك".
وتابع: "هذه المجموعة لا يمكن أن تتكرر، وهي تؤثر على الرئيس، لا يمكن لأحد تخيل تأثيرها واستطاعوا سحر الرئيس وتوصيله لهذه الحالة".
وأكمل يقول: "الرئيس بيده أن ينهي الانقسام إذا أراد، لكنه مضلل بمجموعة سيئة جدا من حوله، لا يمكن أن تسمح له التفكير بإنهاء الانقسام، وتبشع في توصيف حماس أمامه".
وذكر أن هذه المجموعة توهمه بقرب الانتصار على حماس وسحقها، "واضح أننا لم نتقدم قيد أنملة بتحقيق المصالحة رغم كل الجولات التي قام بها الخيرون ومصر وبعض الدول الصديقة والشخصيات العالمية".
وشدد على ضرورة قبول فتح بهذه المبادرة أولا لأنها تمثل أرضية مهمة وتتضمن ابداء حسن النوايا في إجراء الانتخابات، مستدركًا: "لكن لا يمكن إجراء الانتخابات في أجواء التخويف والملاحقة وعدم وجود وحدة حقيقية، وفي ظل الاعتقالات والملاحقات التي تجري تحت الغطاء القانوني".
وذكر أن إجراء الانتخابات يتطلب "حدا أدنى من الحرية"، "فلا انتخابات حقيقية دون أجواء حريات عامة وضمان احترام الأطراف لنتائج الانتخابات، لضمان عدم تكرار العودة لمشهد الانتخابات السابقة".
ونبه إلى ضرورة وجود ضمانات دولية وإقليمية ومحلية لنتائجها، "فنحن نريد انتخابات تجدد الشرعيات وتسلم السلطة بهدوء وسلاسة تبعا لنص القانون الأساسي".
وحول اشتراط حركة فتح تشكيل قائمة موحدة مع حركة حماس في أي انتخابات مقبلة، وصف الخطوة بـ"التحشيش السياسي"، متابعا: "لست ضد الوحدة في قائمة موحدة، لكن هذه مسألة غير ممكنة فالفكر والقيم والمبادئ الوطنية لكل منهما مختلف".
وتبعا لقوله، "لا يصلح أن توافق حماس على شراكة مع تنسيق، لا يوجد اتفاق سياسي على برنامج من الأساس".
وشدد على أنه في حال امتلكت الأطراف الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام فلن تكون هناك شروط ولا تعقيدات.