خطف لاعب خط الوسط إبراهيم وادي "الأنظار" بمستواه المميز برفقة خدمات المغازي هذا الموسم, عقب مرور 5 جولات من دوري الدرجة الأولى.
وتعدّ هذه التجربة هي الثانية لوادي "30 عاما" بعد عودته من الإصابة في 2019, إذ غاب عن الملاعب حوالي 5 سنوات, وتحديدا في نهاية موسم 2013-2014.
بداية الإبداع
منذ 2007 وحتى 2012, كان لاعب اتحاد الشجاعية سابقا, أحد أفضل نجوم خط الوسط في قطاع غزة, بفضل قدرته على صناعة الأهداف وتغيير وجهة اللعب بشكل رائع.
وأسهم مستواه القوي في استدعائه لتجمع المنتخب الوطني الفلسطيني في المحافظات الجنوبية عام 2009 بقيادة المدير الفني الراحل نايف عبد الهادي, ناهيك عن تواجده الدائم في منتخب نجوم غزة خلال أكثر من مباراة ودية.
وفي بداية موسم 2012-2013, تلقى وادي عرضا رسميا من جبل المكبر للعب معه في دوري المحترفين بالضفة المحتلة, وبالفعل انضم لصفوفه قادما من الشجاعية على سبيل الإعارة, غير أنه لم يخض برفقته سوى 3 مباريات في المسابقة, بعدما أوقفته قوات الاحتلال على أحد الحواجز بمدينة "بيت لحم", قبل أن يتم ترحيله لقطاع غزة بداعي انتهاء تصريح دخوله للمحافظات الشمالية.
ولم يتأثر اللاعب الغزي بما حدث معه بالضفة, وقدّم بعد ذلك مستويات قوية مع "المنطار" في البطولات الغزية بعد انتظامها.
رحلة المعاناة
ولكن تأبى الإصابات إلا أن تفسد موهبته الكبيرة, إذ بدأ رحلة المعاناة معها بشكل مفاجئ, وتحديدا بعد خوضه مباراة مع منتخب الجامعة الإسلامية في بطولة الجامعات أواخر 2013, قبل أن يتعرض لإصابتين خطيرتين في الدوري مع "المنطار" خلال 2014.
ورغم أن وادي لم يكمل ذلك الموسم برفقة اتحاد الشجاعية, إلا أنه بقي مساندا للفريق, إذ اضطر بعد ذلك لإجراء أول عملية جراحية في الركبة اليسرى, عقب إصابته بتمزق في الغضروف الهلالي, غير أن معاناته لم تنته, بسبب الآلام التي بقيت ترافقه بعد العملية.
وفوجئ لاعب خط الوسط بعد الجراحة الأولى, أنه بحاجة لجراحة جديدة, كون التمزق لا يزال موجودا, وبالفعل خضع لجراحة ثانية, لكن المفاجأة كانت باكتشاف إصابته بالرباط الصليبي الأمامي خلال إجراء الطبيب العملية, وهو ما ضاعف من معاناته أمام الرجوع للملاعب.
وبعد حوالي عام من فشله بالخروج للضفة لإجراء عملية الرباط الصليبي, خضع وادي لجراحة على يد وفد ألماني في قطاع غزة, غير أنه عانى كثيرا خلال فترة التأهيل للظهور في موسم 2016-2017.
ابتعاد قسري وبريق أمل
وقتها أدرك وادي أن هناك حياة أخرى بانتظاره, بعيدا عن كرة القدم, إذ اضطر للعمل في عدة مجالات لتوفير متطلبات عائلته الصغيرة, حتى أضحى وزنه في ازدياد ملحوظ, لا سيما أن ممارسته للرياضة اقتصرت على الساحات الشعبية فقط.
ونسي لاعب خدمات المغازي, معالم "الساحرة المستديرة" على الإطلاق منذ 2014, بسبب ثقل وزنه, ولم يكن ليفكر بالرجوع إليها على الإطلاق, لولا شعوره بتحسن كبير في قدمه اليسرى, التي خضعت لـ3 عمليات جراحية.
وفي 2018, بدأ بريق الأمل يلمع في ذهن وادي للرجوع لممارسة رياضته المفضلة, بعدما أنقص 25 كجم من وزنه, قبل أن يمارس بعض التمارين الفردية على الملاعب الخماسية.
وكان أول ما فعله وادي بعد نيته الرجوع للملاعب, هو الحصول على الاستغناء من ناديه الأم اتحاد الشجاعية, قبل أن ينضم في شتاء 2019 لصفوف بيت لاهيا, لكن سوء الحظ عاوده, عقب إصابته على مستوى الفخذ والظهر, وهو ما أخّر عودته الحقيقية.
استعادة النجومية المفقودة
ومع انطلاق الموسم الكروي الجديد 2019-2020, قرر وادي الانضمام لصفوف خدمات المغازي, في رحلة جديدة نحو مسلسل رجوعه القوي للملاعب.
وبالفعل كان لاعب خط الوسط, على قدر المسؤولية, بعدما أظهر إمكانياته التي كان يمتاز بها سابقا, مع فريقه الجديد, خلال المباريات الخمسة الأولى له في الدوري.
وكسب وادي رهان مدربه في خدمات المغازي تامر أبو ظاهر, إذ تخلص تماما من لعنة الإصابات, واستعاد جزءا كبيرا من بريقه المفقود, وبات من المتوقع أن يعود لمستواه الحقيقي, حال واصل تقديم عروضه القوية في دوري الأولى.