أدّت الضغوط المالية التي تجتاح قطاع النفط والغاز الصخريين (الصخر الزيتي) في الولايات المتحدة إلى تقلص حاد في النشاط.
وفي تقرير نشره موقع "أويل برايس"، قال الكاتب نيك كونينغهام إن نشاط النفط والغاز في تكساس وأجزاء من نيو مكسيكو انخفض في الربع الثالث من العام الحالي، حيث تشير القراءة السلبية إلى انكماش في حين تشير القراءة الإيجابية إلى توسّع.
ويشير الانخفاض إلى أن الحفارين خفضوا نشاط الحفر خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ارتفاع التكاليف
بحسب الكاتب يمثل التباطؤ في الحفر مشكلة كبرى بالنسبة لشركات خدمات حقول النفط، التي توفر المعدات والقوى العاملة وخدمات الحفر التي تحتاجها شركات النفط.
وأفاد بأن ارتفاع التكاليف يمثّل إشكالية بالنسبة للحفارات الصخرية، على الرغم من أنها تتزايد بمعدل أبطأ بكثير.
ووفق الكاتب، كشف استطلاع الرأي الذي أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس أن 42% من المديرين التنفيذيين من 142 شركة نفط وغاز قالوا إن انخفاض الأسعار مثّل أكبر عائق أمام النمو.
وأفاد 20% منهم بأن عدم حصولهم على رأس المال هو العائق الأكبر، بينما أشار 13% آخرون إلى أن العائق هو ضغط المستثمر لتوفير تدفّق نقدي حرّ.
في المقابل، صرّحت نسبة قليلة فقط من المديرين بأن عوائق البنية التحتية ونقص العمالة هي العائق الأكبر أمام النمو.
مثّلت التعليقات الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في استبيان بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس، لأن المديرين التنفيذيين الذين أخفوا هوّياتهم كانوا صريحين للغاية، كما يقول الكاتب.
وتناولت التعليقات المتشائمة تقلبات السوق والمخاوف من الحرب التجارية والمشاكل التشغيلية والشكاوى المتعلقة بالبيئة.
ومما جاء في هذه التعليقات:
- لقد جفت سوق رأس المال بالنسبة لشركات البترول الصغيرة.
- على ما يبدو لا أحد يملك الأموال من أجل مشاريع النفط والغاز، كما أن بورصة وول ستريت لا تقدّم أي مشاركة في قطاع النفط.
- تفشل عديد مشاريع الصخر الزيتي في تلبية توقعات الإنتاج.
- نشهد زيادة في تكاليف الإمدادات، ويعزو البائعون الزيادة إلى الرسوم الجمركية.
- ستصبح أكثر من 130 مليار دولار من "السندات عديمة القيمة" مستحقة السداد بعد عام 2020 على مدى عامين لأولئك الذين شاركوا في قطاع أعمال الحفر، مع انخفاض الآبار بنسبة 70% خلال السنة الأولى.
- يوشك إنتاج النفط في الولايات المتّحدة على الانخفاض بشكل كبير.
- انخفض عدد منصات الحفر بشكل كبير في العام الماضي.. وهذا يخلّف دهورا كبيرا.
- أتوقع أن تكون هناك عديد الشركات المفلسة التي تبحث عن المساعدة في الأشهر الستة المقبلة.
- فيما يتعلق بالضرائب المقترحة على الكربون، فهذا من شأنه أن يقتل صناعة النفط المحلية في الولايات المتحدة والتي جعلت هذا البلد في المرتبة الأولى في العالم ضمن قائمة الدول المنتجة للنفط.
ديون متراكمة
وأشار الكاتب إلى أن هذا الاستطلاع لا يضمّ سوى القليل من التعليقات المتفائلة، إن وجدت في بادئ الأمر
وتابع الكاتب "في الواقع، لا يعني هذا الوضع أن انهيار الصناعة بات قريبا"
وأردد الكاتب في هذا الصدد ما نشرته شركة "ريستاد إنرجي" الدولية لاستثمارات الطاقة التي قالت "باختصار، لا نعتقد أن حالات الإفلاس الأخيرة التي عصفت بعدد من المنخرطين في مجال الصخر الزيتي تشير إلى وجود وباء على مستوى الصناعة".
ومع ذلك، من الصعب تجاهل الشعور العميق باليأس الذي يعاني منه عديد المديرين التنفيذيين في قطاع الصخر الزيتي.
ريستاد إنرجي أشارت إلى أن أكبر 40 شركة من شركات الصخر الزيتي لديها 100 مليار دولار من الديون المستحقة على مدى السنوات السبع المقبلة.