قال كاتب إسرائيلي، إن "مرور عام كامل على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشجقي في القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول التركية، يعتبر مناسبة لاسترجاع الدور الإسرائيلي في الدفاع عن المملكة، وإبداء الحرص على استقرارها أكثر من أي شيء آخر".
وأضاف غيا أليستر الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية في تقريره المطول بموقع ويللا الإخباري بعنوان "القصة الكاملة لاغتيال خاشقجي"، ترجمته "عربي21" أنه "في الوقت الذي ظهر فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حالة تلقي ضربات وهجمات سياسية وإعلامية من مختلف أنحاء العالم، بما فيها داخل الولايات المتحدة، فقد ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو بصورة مفاجئة مدافعا عنه".
وأشار إلى أن "نتنياهو عبر عن انزعاجه من طريقة القتل المفزعة لخاشقجي، لكنه أكد ضرورة الحاجة للحفاظ على استقرار المملكة، وقد شكلت هذه الكلمات إشارة إلى حجم التحالف القائم بين البلدين، السعودية وإسرائيل، رغم عدم وجود علاقات رسمية بينهما، كما هو الحال مع غالبية الدول العربية، ولكن من خلف الكواليس يوجد للرياض وتل أبيب أعداء مشتركون".
وأكد أن "تصريحات نتنياهو حول خاشقجي لم تتوقف فور الكشف عن مقتله، بل عاود الحديث مجددا لدى زيارته بلغاريا في وقت لاحق، واعتبر أن مقتل خاشقجي جريمة مروعة، لكن ذلك لا يجب أن يجعلنا غافلين عما تقوم به إيران من أعمال معادية للعالم، خاصة في أوروبا، في تعقيبه على كشف الموساد لمحاولة المخابرات الإيرانية اغتيال معارضين لها في الدانمارك".
وكشف النقاب أنه "تحت ولاية ابن سلمان توسعت العلاقات السرية الإسرائيلية السعودية، رغم الجمود الكامل في المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم أن مبادرة السلام العربية التي أعلنتها السعودية في 2002 ربطت التطبيع بين العرب وإسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أن "ولي العهد السعودي من خلال صداقته الوثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصهره جيراد كوشنير الصديق الشخصي الحميم مع ابن سلمان، اكتفى بأن الدولة الفلسطينية في حال أقيمت، أن تكون عاصمتها في بلدة أبو ديس المجاورة للقدس، وفق ما اعتمدته صفقة القرن الأمريكية، التي لم تأت على ذكر عبارة حل الدولتين".
وأوضح أن "هذه الخطوط العامة مثلت السياسة الجديدة في المملكة، وطريقة التفكير التي يتبعها الجيل الجديد من حكامها، بعيدا عن الأسس المتعارف عليها في السياسة الخارجية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، مما شكل تغيرا جوهريا عليها".
وأكد أن "الجنرال أحمد العسيري الذي ورد اسمه في قضية مقتل خاشقجي، وتم إبعاده عقب الكشف عنها، كان أحد الشخصيات المفتاحية في العلاقة السعودية الإسرائيلية، ومن ضباط الاتصال الخاصين لابن سلمان في التواصل مع الإسرائيليين".
وكشف أن "العسيري التقى في 2018 مع رجال أعمال للبحث في استهداف الاقتصاد الإيراني، واغتيال مسؤولين إيرانيين، بمن فيهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني".
وختم بالقول بأن "من بين من التقى بهم العسيري رجل الأعمال الإسرائيلي جوال زامل، وهو يدير شركة كبيرة لمتابعة شبكات التواصل الاجتماعي، ويعمل فيها عدد من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، مما أشار إلى رغبة سعودية واضحة في التقارب مع الإسرائيليين".