قالت محللة سياسية إسرائيلية إن "التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة الصادرة عن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن وجود حاجة أمنية ملحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية عاجلة ليست شعارات انتخابية فقط، بل قد يكون الأمر جديا مرتبطا بتقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن إمكانية قيام إيران قريبا بتوجيه ضربات ضد إسرائيل، مشابهة لما قاموا به ضد السعودية مؤخرا".
وأضافت دانا فايس، في تقرير لها على القناة 12 الإسرائيلية، ترجمته "عربي21"، أن "مثل هذا الحدث لو حصل فإنه سيخلط كل الأوراق، فقد دأب الإيرانيون مؤخرا على تنفيذ سلسلة ضربات في منطقة الخليج العربي، من بينها ناقلات نفط، وأسقطوا طائرة أمريكية من غير طيار، وهاجموا منشآت نفط سعودية، كل ذلك يحصل وسط ذهول المجتمع الدولي".
وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة، التي لم ترد على السلوك الإيراني، ظهر رئيسها دونالد ترامب يترجى عقد لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، كل ذلك دفع بالأوساط الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية لوضع تقدير موقف يشير إلى إمكانية أن توجه إيران ضرباتها القادمة باتجاه إسرائيل من خلال طائرات مسيرة من غير طيار".
بن كاسبيت، المحلل السياسي الإسرائيلي، كان أكثر تحديدا بتساؤله: "هل تهاجم إيران إسرائيل في الأسابيع المقبلة"؟
وأضاف في مقاله على موقع المونيتور، وترجمته "عربي21"، أن "طرح هذا السؤال ينبع من شعور إيران بانتهاك سيادتها المتكررة من إسرائيل، التي دأبت مؤخرا على مهاجمة قواعد عسكرية إيرانية في العراق وسوريا، ولعله السبب الذي دفع نتنياهو وريفلين للتلميح بإضافة مليارات الشواكل بسرعة لموازنة الجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "هذه المخاوف الإسرائيلية تزامنت مع إعلان إيران عن إحباط مخطط عربي إسرائيلي لاغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي بات يتصدر قائمة المطلوبين للمخابرات الإسرائيلية، لكن عدم رد إسرائيل على هذا الاتهام الإيراني لا ينفي وجود حالة من التوتر في منظومتها الأمنية؛ لأن خطابي نتنياهو وريفلين في الكنيست حمل تحذيرات جديدة".
وأكد أن "إسرائيل تعتقد أن سياسة "المعركة بين الحروب" التي تنتهجها ضد إيران في السنوات الأخيرة قد تتحول مواجهة عسكرية مكشوفة وجلية بينهما، لتشمل أجزاء واسعة من الشرق الأوسط، صحيح أن نتنياهو استخدم التخويف الدائم من التهديد الإيراني لخدمة مصالحه الحزبية، لكن تحذيره هذه المرة قد يكون جديا؛ لأن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة من القلق خشية التدهور لمواجهة إقليمية، لا سيما في الجبهة الإيرانية".
وأوضح أنه "في حال ثبوت أن إسرائيل تقف خلف محاولة اغتيال سليماني، فإن هذه المخاوف تبدو مفهومة ومنطقية؛ لأن حدثا كهذا كفيل بجر الطرفين لمواجهة علنية، ولو تبين لاحقا أن قصة الاغتيال خيالية، فإن ذلك لا ينفي الفرضية السائدة بأن الفاصل بين الواقع الحالي والحرب القادمة ليس سوى شعرة رفيعة".
وختم بالقول إن "الإيرانيين قرروا الرد على الهجمات الإسرائيلية ضد قواعدهم في الشرق الأوسط، ولن يكون ردهم استعراضيا ببعض قذائف الهاون عبر هضبة الجولان؛ لأن الإيرانيين أثبتوا أن لديهم قدرة على إيلام الطرف الآخر، واختراق المنظومة الجوية، والتسبب بأضرار كبيرة، مع أن الهجوم الإيراني المحتمل ضد إسرائيل قد ينفذ من داخل العراق، توجد فيه قواعد عسكرية إيرانية، وبنى تحتية صاروخية قادرة على المس بإسرائيل".