تمر الأيام والساعات على الأسير سامر العربيد في سريره بمستشفى هداسا عين كارم بالقدس المحتلة، في انتظار ضغط خارجي يؤدي إلى علاجه بالشكل الذي تحتاجه حالته الصحية السيئة نتيجة التحقيق معه لدى جهاز الشاباك الإسرائيلي، أو انتظار الموت الذي قد يقضى عليه وسط التقصير الذي يخيم على موقف سلطة حركة فتح من المعاناة.
ولم يجرؤ أي قيادي في سلطة حركة فتح أو التنظيم نفسه على التصريح اتجاه معاناة الأسير سامر، ولم تتخذ السلطة أي إجراء أو خطوة في اتجاه الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، في سبيل ضمان العلاج الطارئ لحالته، وإنهاء حالة التضييق عليه في المستشفى وتكبيله، وعلاجه من قبل فريق طبي متخصص.
ولم تتجه السلطة كما توقع البعض إلى تدويل قضية الأسير العربيد الذي تعرض لكافة صنوف العذاب على يد المحققين الإسرائيليين في سبيل الحصول على اعتراف بقيادته لخلية تنفيذ عملية تفجير عبوة ناسفة بمجموعة من المستوطنين بمنطقة عين بوبين بالضفة الغربية المحتلة قبل شهر تقريبا.
ويضاف موقف السلطة من قضية الأسير سامر العربيد إلى مسلسل التقصير الحاصل من السلطة اتجاه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تنشغل فيه السلطة بمطاردة غزة وزيادة حصار أهلها بشتى الوسائل الممكنة، والالتهاء بقضايا أقل أهمية، وتركيز الضغط عليها.
وأرجع البعض تقصير السلطة بحق الأسير العربيد وغيره من الأسرى المعتقلين على قضايا تتعلق بالعمليات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، باعتبارها خارجة عن القانون، وتضطر بالمصلحة الوطنية، في ظل الإشارة إلى ان السلطة كانت قد اعتقلت العربيد في وقت سابق، مع مجموعة من رفاقه في الجبهة الشعبية.
ويشار إلى أن السلطة لا تزال تعتقل عشرات المقاومين من كافة الفصائل الفلسطينية في سجونها، بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي، واستخدام أسلحة غير مرخصة، عدا عن اعتقال منفذين عمليات أوقعت خسائر في صفوف الاحتلال منذ سنوات.
وتضاف قضية إهمال الأسرى وخصوصا المرضى منها، كجزء من تقصير السطلة بحق الأسرى على صعيد المادي، في ظل قطع رواتب مئات الأسرى والأسرى المحررين، خصوصا من سكان قطاع غزة، مع إهمال تضحياتهم والسنوات التي قضوها في السجون على ذمة القضية الفلسطينية.
وفي التعقيب على ذلك، قال أحد قيادات الأسرى في سجون الاحتلال إن حالة من السخط تسود في أوساط الأسرى من كافة التنظيمات في السجون الإسرائيلي في ظل حالة التقصير الواضحة بحق الأسير سامر العربيد وبقية الأسرى المرضى، والمضربين عن الطعام.
وأضاف القيادي في رسالة وصلت "الرسالة" ان الأسرى كانوا يأملون موقفا فلسطينيا رسميا قوي ردا على ما حصل بحق الأسير سامر الذي يتعرض للموت الحقيقي، حتى في المستشفى، لإنهاء ملفه بشكل كامل، بعد الحصول على اعترافات تحت التعذيب.
وأوضح أن الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام بحاجة إلى دعم وإسناد وطني من جميع الأطراف، وعلى رأسها السلطة بكل مكوناتها، مع الإشارة إلى اعتزاز الأسرى بموقف فصائل المقاومة من التطورات القائمة في السجون.
من جهته قال المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى علي المغربي إن موقف سلطة حركة فتح سيء للغاية ويصل إلى حد التواطىء في قضية الاسرى ككل وقضية الأسير سامر العربيد على وجه الخصوص.
وأضاف المغربي في اتصال هاتفي مع الرسالة أن ما حصل مع الأسير العربيد يعتبر جريمة مكتملة الأركان اشترك فيها المنظومة الأمنية والقضائية و الاعلامية لدى الاحتلال الإسرائيلي وذلك يستدعي تحركا عال المستوى من السلطة بكل ادواتها.
وبين ان الأسرى يتابعون كل تفاصيل الجهات المهتمة بقضاياهم والمقصرة كذلك، مشيرا إلى أنه تولدت لدى الأسرى قناعة مفادها ان السلطة جعلت قضيتهم هامشية ويجري التعامل معهم كفئة تحتاج لدعم اجتماعي ولعوائلهم على بند الشؤون الاجتماعية.
وأكد ان السلطة تعمل من خلال خطة متكاملة على كي وعي الناس اتجاه قضية الأسرى من خلال إلغاء وزارة الأسرى وتهميش الهيئة المختصة بهم وإلغاء نادي الأسير وإقالة المهتمين بملف الأسرى في منصات السلطة.
معاناة "العربيد" تؤكد تقصير السلطة في ملف الأسرى
الرسالة نت - محمود فودة