الرسالة نت - رامي خريس
بعد غياب وصمت نطق الطيب عبد الرحيم أو كتب هذه المرة ليدافع عن جريمة محمود عباس بسحب تقرير غولدستون أو تأجيل مناقشته في مجلس حقوق الإنسان في جنيف .
عبد الرحيم الذي اختبأ منذ بداية " الفضيحة " خاف من مواجهة وسائل الإعلام وجمهورها وجههاً لوجه ، وبدلاً من الظهور على شاشة التلفزيون أو الحديث عبر أثير الإذاعة ، أو لقاء الصحفيين آثر كتابة مقال مليء بالكذب وبالاستخفاف بالقراء كما يقول بعض المراقبين وإرساله إلى وسائل الإعلام -التي تقوم بدور البوق للسلطة- لتنشره بطريقتها.
ويبدو أنه لجأ لتلك الطريقة للظهور أمام رئيس السلطة منتهي الولاية وكأنه لا يزال يدافع عنه ، وعن سقطاته وتبريرها ، فهذه وظيفته كأمين عام الرئاسة ومع ذلك لم ترق شجاعته ليجاري المستشار نمر حماد الذي تعرض لـ "الشرشحة" من وسائل الإعلام .
ومع ذلك فالطيب لا يزال أكثر شجاعة من "شلة" عباس الآخرين أو قد يكون أقلهم " حياءً" ، فأمين سر المنظمة ياسر عبد ربه لم يستطع أن يذهب بعيداً في الدفاع عن عباس وفعلته ، بل اعترف بما وصفه بخطأ قيادة السلطة في قرارها سحب التقرير من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
ولكن قد يكون هناك دافعاً آخر للطيب في كتابة مقاله هذا ,وذلك بسبب اشتراكه المباشر في الجريمة ، ليس جريمة سحب التقرير فقط وإنما جريمة المشاركة في الحرب على غزة ، فمصادر إعلامية إسرائيلية قالت إن لدى حكومة الاحتلال تسجيلات لمكالمة هاتفية تمت بين مدير مكتب رئاسة الأركان الإسرائيلية دوف فايسغلاس والأمين العام لرئاسة السلطة، إبان حرب الفرقان قال فيها :" إن الظروف مواتية ومهيأة لدخول الجيش الإسرائيلي لمخيمي جباليا والشاطئ، مؤكدا أن سقوط المخيمين سينهي حكم حركة "حماس" في قطاع غزة، وسيدفعها لرفع الراية البيضاء ".
وحسب تسجيل المكالمة فإن فايسغلاس قال لعبد الرحيم إن هذا سيتسبب في سقوط آلاف المدنيين، فرد عليه عبد الرحيم بأن "جميعهم انتخبوا حماس، وهم الذين اختاروا مصيرهم وليس نحن".
وبعيداً عن دوافع الطيب فإنه مقاله ضم الكثير من الكذب الصريح والتضليل ، يكتشفه القارئ بمجرد ولوجه للقراءة في التفاصيل التي احتواها ، ولكن ما يدعو للسخرية هو ادعائه بأن أحد أسباب تأجيل مناقشة التقرير هو تحفظات رئيسه عباس أن لا تتم مساواة حماس بالإسرائيليين في التقرير بصفتهم متهمين بجرائم حرب.
يبدو هذا الكذب لن ينطلي على أحد ومن الواضح أن هذا الأمر يعرفه الطيب جيداً ولكنه سيحاول فقط إرضاء عباس فالتقرير لا يتحدث عن حركة حماس بل عن "المجموعات الفلسطينية المسلحة" بمن فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، بحسب الذين اطلعوا على التقرير وتفحصوه ، ويمكن الرد على الاتهامات التي كيلت للمقاومة الفلسطينية واثبات بطلانها المطلق.