كانت الشابة هبة اللبدي -24 عاما- قد جهزت نفسها جيدا وأحزمت حقيبتها، لتذهب برفقة والدتها وخالتها من عمان إلى بلدة يعبد بمحافظة جنين لتشارك ابنة خالها حفل زفافها، طيلة الطريق وكعادة الفتيات بقيت متحمسة وتتفقد أمتعتها لاسيما فستانها الذي سترتديه.
لم تمض ساعات طويلة و "هبه" تقلب في خيالها شكل حفل الزفاف، حتى نغص الاحتلال الإسرائيلي كعادته حين احتجزها وعائلتها بعد وصولهم معبر الكرامة في العشرين من أغسطس، حيث تم تفتيش حقائبهم بشكل دقيق والهواتف الخلوية عزلت مخابرات الاحتلال أفراد العائلة عن بعضها.
وأخضعت المخابرات الإسرائيلية عائلة "اللبدي" للتحقيق عدة ساعات حتى أخلي سبيل العائلة، فيما احتجزت المخابرات "هبة" وأبلغت عائلتها باعتقالها من دون إبداء الأسباب ونقلتها إلى جهة مجهولة.
ومنذ اعتقالها منع الاحتلال زيارتها، فلم يتمكن أحد من زيارتها سوى السفير الأردني لدى "إسرائيل".
وحتى للحظة لم توجه تهمة للشابة، فبعد التحقيق معها مدة 32 يوما نقلها الاحتلال إلى معتقل الدامون، وبعد 9 أيام أُصدر أمر اعتقال إداري بحقها لمدة 6 أشهر، الأمر الذي دفعها لإعلان اضرابها في ذات اليوم، لينقلها الاحتلال عقب ذلك إلى عزل سجن الجلمة.
اللبدي التي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية قالت لمحامي مؤسسة الضمير إنها تعرضت لتحقيق متواصل من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة 2 فجرا أول 16 يوم من اعتقالها وقضت ما يقارب الشهر من مركز تحقيق "بتاح تكفا" تعرضت خلاله إلى تعذيب جسدي ونفسي.
كما وتعرضت للتنكيل والمضايقات من السجانين لتفك إضرابها، فيقومون بتفتيشها كل ساعتين وفي ساعات متأخرة من الليل، كما وضعوها في زنزانة قذرة يوجد فيها كاميرات، ومكان الاستحمام مكشوف لذلك لم تستحم منذ أن تم نقلها إلى الجلمة.
وقبل أيام قليلة تمكن محامي هيئة شؤون الأسرى من زيارتها بعد انتهاء التحقيق معها في زنازين سجن بيتح تكفا، وأكد تعرض "اللبدي" لتحقيق صعبٍ وقاس على مدار أيام، كالسب والشتم والصراخ والتهديد بالانتقام منها وعائلتها، كما تم التحقيق معها لأيام من ساعات المساء حتى صباح اليوم التالي بشكل متواصل لإرهاقها وإجبارها على الإدلاء باعترافات.
وأخبرت "هبه" المحامي أنها وضعت أثناء احتجازها للتحقيق في غرف ضيقة معدومة التهوية وعالية الرطوبة، وفيها حشرات وصراصير، وعصبوا عينيها ويديها باستمرار، وقدموا أطعمة سيئة جدا من حيث الكم والنوع.
وذكرت للمحامي أنها تعرضت للتعذيب النفسي خلال فترة التحقيق بشكل همجي، وكذلك تعمدوا إرهاقها خلال نقلها بسيارة البوسطة أكثر من 6 ساعات في كل مرة وتعمدوا تشغيل المكيف على أعلى درجات الحرارة رغم الطقس الحار في الخارج كنوع من التعذيب.
وبحسب ما جاء في بيان لهيئة شؤون الأسرى فإن زنزانة هبة تقع بالقرب غرف سجناء جنائيين إسرائيليين يصرخون ويشتمون طوال الوقت.
وحذرت الهيئة من الإجراءات التعسفية التنكيلية التي تمارس بحق الأسيرة اللبدي وغيرها من الأسرى المضربين عن الطعام، والتي قد تودي بحياتهم، مناشدة المجتمع الدولي بضرورة التدخل بأسرع وقت لإنهاء معاناة المضربين، ووضع دولة الاحتلال تحت طائلة المحاسبة والمسؤولية.
"اللبدي" ..أردنية مضربة عن الطعام في سجون الاحتلال
الرسالة نت – مها شهوان