كشفت مصادر سعودية مطّلعة، أن اللواء المتقاعد محمد سعيد الغامدي (أبو سعود)، خضع مؤخّرا لعملية استجواب مكثّفة، على مدى بضعة أيّام، من قِبل محقّقين كبار في جهاز رئاسة أمن الدولة، الذي يرأسه الفريق أول عبدالعزيز الهويريني، على خلفية مسؤولية الغامدي السابقة، عن ملف حركة حماس، في جهاز الاستخبارات العامة، الذي يرأسه اللواء خالد الحميداني.
وجاءت هذه الخطوة غير المسبوقة، في ضوء الأقوال التي أدلى بها القيادي في حركة حماس، الدكتور محمد الخضري، الموقوف حاليا في سجن (ذهبان) بمدينة جدة، منذ شهر أبريل الماضي، حيث أفاد الخضري أنه تولّى مسؤولية العلاقة والاتصال مع المملكة العربية السعودية، منذ مطلع التسعينيات، وفق تفاهمات أبرمتها قيادة حركة حماس، مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة تركي الفيصل حينذاك، وأنه كان يمارس هذه المهمة، إلى جانب عمله، في عيادة طبية خاصة في (الأنف والأذن والحنجرة)، وأنه طوال فترة مسؤوليته التي امتدت نحو خمسة عشر عاما، كان علاقته المباشرة مع اللواء الغامدي، وأن العلاقة كانت إيجابية، وأن تحرّكات حركة حماس ونشاطها، كان معلوما ومعروفا، لدى جهة الاتصال السعودية، وأنه بحكم موقعه، أشرف على عملية التواصل مع المسؤولين السعوديين، ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل، الذي كان يزور السعودية كل عام ، لأداء العُمرة، وأحيانا الحج، يرافقه عدد من قيادات حركة حماس، مشيرا إلى أن اللقاءات شملت طيلة فترة مسؤوليته: العاهل السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز (عندما كان أميرا لمنطقة الرياض)، ووزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل، إضافة إلى لقاءات أخرى، شملت كبار قيادات الأسرة الحاكمة الأمراء، كان أبرزهم : سلطان بن عبدالعزيز، نايف بن عبدالعزيز .
ويعدّ استجواب الغامدي مخالف للأعراف والأصول، باعتباره ينتمي لجهاز أمني آخر، وإذا اقتضى التحقيق معه، فإنه يستوجب أن يقوم بذلك، جهاز الاستخبارات العامة، الذي كان يعمل معه الغامدي، ولكن من المعروف أن جهاز رئاسة أمن الدولة، الذي تعود مرجعيته النظرية للملك سلمان، والعملية لولي العهد محمد بن سلمان، بات هو الجهاز الأقوى، والأكثر نفوذا، وتأثيرا، في السعودية، منذ تم تأسيسه، في يوليو عام 2017.