قائمة الموقع

ما مصير رواتب الأسرى بعد استلام السلطة أموال المقاصة؟

2019-10-12T13:14:00+03:00
الرسالة نت - محمد عطا الله

كعادتها؛ سرعان ما تتراجع قيادة السلطة الفلسطينية عن مواقفها وتهديداتها التي تلوح بها في وجه الاحتلال الإسرائيلي مستجيبة للضغوط والابتزازات التي تفرضها عليها حكومة الاحتلال، وإن كان على حساب الثوابت والمحرمات الفلسطينية.

وتراجعت السلطة عن رفضها استلام عائدات الضرائب –أموال المقاصة- منقوصة والتي اتخذته قبل حوالي ثمانية أشهر بذريعة قرار الاحتلال خصم مخصصات رواتب الأسرى والشهداء والجرحى منها.

وعلى خلاف ما تعلنه السلطة، بأنها تصرف شهريا مخصصات الأسرى والشهداء كاملة، فإنها تواصل قطع رواتب الآلاف منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل السجون الإسرائيلية، فيما تواصل خصم 50% من رواتب الأسرى والمحررين بذريعة الانتماء لحركة حماس والجهاد الإسلامي، بينما تدعي كل شهر أنها تصرف لهم رواتب كاملة، ممارسة في ذلك الخداع والتضليل.

ويؤكد الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى على المغربي، أن السلطة مستمرة في قطع رواتب الأسرى والمحررين منذ أشهر، وتتعامل وفق سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي معهم، وهو نوع من الانتقائية التي تصدر بعيدا عن الانتماء الوطني.

ويوضح المغربي في حديثه لـ"الرسالة" أن أسرى حركة فتح داخل السجون وخارجها يجري صرف رواتبهم كاملة بينما يتم قطع رواتب أسرى حماس والجهاد في السجون وخارجها، إلى جانب قطع رواتب الأسرى المحررين والمبعدين في قطاع غزة.

ويستبعد المغربي أن تعيد السلطة صرف رواتب الأسرى المقطوعة منذ أشهر بعد استلامها أموال المقاصة منقوصة، مرجعا ذلك إلى أن أسباب قطع الرواتب سياسية ولم تأت بسبب أزمة مالية أو عامة.

ويبين أن قطع الرواتب يأتي ضمن سياسة التنسيق الأمني والاستجابة للأوامر الإسرائيلية وبناء على معلومات من الاحتلال، مشددا على أن الأمر يعتبر خيانة من الدرجة الأولى وضرب للقيم الوطنية المتفق عليها.

وأكد المغربي أن سياسة قطع الرواتب تأتي كحلقة مستمرة بعد حل نادي الأسير ووزارة شؤون الأسرى والمحررين، محذرا من أن يتم قطع رواتب الأسرى والمحررين كافة خلال الأيام المقبلة، في ظل استجابة السلطة لابتزازات الاحتلال.

وكشف أن الأسرى داخل السجون يجهزون لإعلان إضراب سياسي احتجاجا على مواصلة السلطة قطع رواتبهم وخصم 50% من رواتب باقي الأسرى والمحررين.

ويرى فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، أن السلطة تضعف أمام التعنت الإسرائيلي ولا تملك خيار المواجهة الذي أسقطته من مبادئها، وفتحت الباب أمام التفاوض والاستجداء.

ويوضح الخفش في حديثه لـ"الرسالة" أن السلطة أدخلت نفسها في مأزق وصعدت على الشجرة برفضها استلام أموال المقاصة منقوصة، ثم تراجعت واستلمتها، متسائلا:" لماذا جرى إدخال المواطنين في هذه الدوامة وبالنهاية تم استلام الأموال، كان يجب عليها أن تكون صارمة في القرار الذي اتخذته وتراجعت عنه".

ولا يتوقع أن تعيد السلطة رواتب الأسرى التي قطعتها، خاصة وأنها تتذرع بأن الأمر جاء لأسباب سياسية، مشددا على أن سياسة قطع الرواتب مرفوضة جملة وتفصيلا، داعيا في الوقت ذاته إلى إعادة الرواتب وتجنيب الأسرى من الخلافات السياسية.

وكان وكيل مساعد هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بسام المجدلاوي، طالب بصرف رواتب الأسرى المحررين في غزة أسوة بالمحررين من المحافظات الشمالية.

وقال المجدلاوي في تصريح صحفي:" الحكومة تقول إنها قررت صرف رواتب الأسرى والمحررين كاملة، علمًا بأن الأسرى المحررين من قطاع غزة، لا يتقاضون رواتب كاملة، وكذلك جزء من الأسرى داخل السجون".

وشدد على ضرورة صرف رواتب الأسرى والمحررين في قطاع غزة كاملة أسوة بأسرى الضفة المحتلة.

اخبار ذات صلة