قال ضباط إسرائيليون كبار في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" إن "السياسيين الإسرائيليين الذين دأبوا في الآونة الأخيرة على إطلاق التسريبات حول النجاحات الأمنية في المنطقة والعالم التي تنفذها إسرئيل وأجهزتها الأمنية تساهم في انخفاض القدرات الاستخبارية، مقابل أن يحققوا بعض الإنجازات الذاتية والحزبية".
وأضاف هؤلاء في لقاء موسع مع صحيفة "معاريف"، وهم ممن أسسوا وخدموا في وحدة 8200 ذائعة الصيت الخاصة بجمع المعلومات الأمنية الحساسة أن "من إنجازات الوحدة المشهورة التقاطنا للمكالمة التاريخية بين الملك حسين الأردني والرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1967، وهو إنجاز تكنولوجي كبير، لكن كشفنا له أصاب مصادر معلوماتنا بالضرر".
عوز روزنبيرغ، الذي أجرى اللقاءات مع الجنرالات قال إن "العاملين في الوحدة ليس لديهم وقت للحديث والمباهاة، بالعكس، فإن الحامض النووي لهذه الوحدة DNA هو عدم الحديث، هذا ما تعود عليه رجال الاستخبارات طوال عملهم خلال سبعين عاما، الاستثناء الوحيد في الحديث العلني لأفراد الوحدة هو الخطاب الذي أرسلوه في أيلول/ سبتمبر 2014 حين وقع 43 من ضباطها على كتاب يرفضون فيه استخدام المعلومات التي يجمعونها ضد الفلسطينيين، وتعميق السلطة العسكرية الإسرائيلية في المناطق المحتلة".
وأضاف أن "8200 هي الوحدة الأهم والأكبر في الجيش الإسرائيلي، ومعظم عملها يتركز في التنصت والتقاط المعلومات، وتحليلها في فترة لاحقة، لكن السنوات الأخيرة باتت تفرض عليها تحديا حديدا يتمثل في التوسع في تبادل المعلومات لدى الأعداء من خلال زيادة قنوات الاتصال، وشبكات التواصل، وثورة المعرفة".
وأشار إلى أنه "قبل أسابيع كشف رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" الجنرال تامير هايمان أن الجهاز يجمع كل يوم 8 ملايين معلومة، قد يكون ذلك عبر الأقمار الصناعية والانترنيت والاتصال الشخصي، ومصادرنا لدى العدو، وتشمل منع إطلاق صواريخ أو طائرة مسيرة أو منع فلسطيني من تنفيذ عملية، وكذلك العدو يكشف لديه كميات كبيرة من المعلومات".
الجنرالات المذكورون أبدوا خلال اللقاء قلقهم من توجه "الكثير من خريجي الوحدة 8200 الذين يعملون اليوم في مجال الهايتك وشركات القطاع الخاص بعد تحررهم من الخدمة العسكرية، لأن التبعات لهذه الظاهرة ليست دائما إيجابية، لأن بعضهم يستغلون مصادرهم الأمنية والتجسسية التي حصلوا عليها في عمل "أمان" لصالح مصالح تجارية لزبائنها في العمل الخاص".
وأوضحوا أن "هذا تسبب بضرر كبير لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، والعثور على فروقات بين المسموح والمحظور في المعلومات الأمنية، لقد بات هذا مسألة إشكالية، وأتحدث بالذات عن قدرات التنصت المتقدمة والسايبر".
تكشف المقابلة أن "الوحدة 8200 انتقلت للعمل في الأراضي الفلسطينية بعد 1993، لأن هذه المناطق خضعت لجهاز الأمن العام –الشاباك، لكن اتفاق أوسلو غير الأوضاع القائمة، لأننا عملنا سابقا أمام جيوش نظامية: في الجبهة الشرقية، مصر، روسيا، وفجأة اندلعت في الأراضي الفلسطينية الانتفاضة الأولى، مما تطلب منا العمل فيها بالتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية، حيث بدأت العمليات التفجيرية داخل إسرائيل".
عربي21