غزة– أحمد الكومي-الرسالة نت
في بداية عهدها صالت وجالت وأبدعت في مقارعة الاحتلال، أعدمت العملاء وعلقتهم على أعمدة الكهرباء، حملت البندقية وتزنرت بالرصاص، لكن ما لبث أن تبدلت الاسطوانة ، فأضحت تصول وتجول لمقارعة المجاهدين، وأصبحت العمالة في عُرف الفتحاويين " وجهة نظر " لا بد من احترامها، والتنسيق الأمني أقصر الطرق لإقامة الدولة الفلسطينية.
انتقالة مفاجئة اتخذتها حركة فتح دفعت بها لإتباع نهج سياسي جديد قائم على مبدأ التفاوض مع الاحتلال الصهيوني ظناً منها أنه الطريق الأمثل والوحيد لتحقيق السلام وتحرير الأوطان.
محللون سياسيون أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ " الرسالة نت" على أن القيادة الحالية لفتح بزعامة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس هي قيادة فاشلة ولن تعود بحركة فتح إلى مربع المقاومة مرة أخري.
انحطاط فتحاوي
الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية قال : قيادة فتح الحالية ليست القيادة الأساسية والحقيقة، حيث كانت تستغل التنظيم لاستنزاف الشعب الفلسطيني وطنياً وأخلاقياً ودينياً، مشيراً إلى أن الانحطاط والهزيمة هو الأسلوب الذي كان يميز فتح للضغط على الشعب الفلسطيني ليقبل بالطروحات الإسرائيلية على حساب ثوابته الوطنية.
وأضاف:" هناك الكثير من محترمي فتح، ولكن تم تسريبهم حسب آليات المال والسلطان والتهديد، فلحقوا بأسيادهم الأمريكان سعياً خلف المال والجاه".
وتساءل قاسم عن عدد العمليات الفدائية التي نفذتها فتح من عام 1967م وحتى الآن، مؤكداً أن المفارقة كبيرة بين حركة فتح ونظيرتها حماس في قطاع غزة، قائلاً: حماس انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتأسست في غزة بالأخص لتغطية الفراغ الذي كان يشغله الإخوان بفلسطين، لافتاً إلى أن "الإخوان" هم أصحاب عقيدة وحركة إصلاحية وليست جهادية، مؤكداً أن قيادة حركة حماس هي قيادة إسلامية وإصلاحية وجهادية في الوقت ذاته.
وشدد قاسم على فتح ليست مؤمنة على قيادة الشعب الفلسطيني ، مبيناً أن توجهها للمفاوضات المباشرة مع الاحتلال ومعارضتها للإجماع الوطني الفلسطيني الرافض للمفاوضات أكبر دليل على مدى التواطؤ والتنسيق المشترك الذي وصلت إليه الحركة.
خلعت ثوب الوطنية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شماله: المقاومة والسياسة خطان متلازمان، فالسياسة تأتي مكملة للعمل النضالي بكافة أشكاله، مضيفا:" فتح خلعت ثياب الوطنية والشرف ولبست ثوب الخزي والعار بانصياعها لأوامر الراعي الأمريكي والإسرائيلي".
وأضاف: فتح تخلت عن المقاومة عندما علقت أغصان الزيتون على الدبابات الإسرائيلية، واتخذت طريق السلام وحيداً لتحرير فلسطين.
وتابع: المفاوضات هي الخيار الوحيد لفتح في ظل ما تمر به من عقبات متفاوتة بين الحين والآخر متمثلة برفض صهيوني لوقف تجميد الاستيطان وتهويد المدن الفلسطينية وإخلاء أهلها منها.
وأكد أبو شماله أن نجاح حماس في ثباتها على المقاومة ورفضها الاعتراف "بإسرائيل" هو مركز الصراع القائم في قضيتنا الفلسطينية، وأنه لا أمل لفتح بأن تعود لنهج المقاومة والكفاح المسلح.
ويجمع المراقبون للشأن الفلسطيني أن فتح تربعت مجدداً بالطرق الالتفافية على كرسي الحكم بالضفة الغربية المحتلة بعد خسارتها له في غزة، وأذاقت أبناء الشعب الفلسطيني البأساء والضراء وحكمتهم حكما بوليسيا.