فوجئ الأسترالي، إبرهارد فرانك (79 عاما) لمّا تسلم جواز سفره الجديد في بلده، بأن خانة مكان ولادته انكتب فيها إنه "غير محدّد"، فيما كان، في طلبه الجواز، قد كتب إن المكان يافا في فلسطين، كما يفعل كل مرّة.
ولمّا استوضحهم عن سبب ما فعلوه، أخبروه إن الحكومة الأسترالية لا تعترف بدولةٍ اسمها فلسطين. غضب الرجل، وأقام دعوى أمام لجنة لحقوق الإنسان في بلاده، ثم حاولت هذه التوسّط بينه وبين وزارة الشؤون الخارجية والتجارة (المعنيّة بأمر إصدار جوازات السفر)، فعرض أن يكتبوا: يافا، فلسطين تحت الانتداب البريطاني... ولكن الوزارة رفضت، فأحيلت القضية إلى المحكمة الفيدرالية التي قضت الأسبوع الماضي لصالحه، بأن ينكتب اسم فلسطين في خانة مكان ولادته في جواز سفره، كما أراد.
وقد علّل الرجل، وهو من أصل ألماني، ما قام به بقوله إن والدَه كان يُخبره إنه ولد في فلسطين، كما إن لديه شهادة ميلادٍ من حكومة عموم فلسطين تثبت ذلك.
وقد علق الكاتب الصحفي الذي ساق الحادثة معن البياري بأن الخبر يبعث على الغبطة، لأن اسم فلسطين انتصر على محاولة محوِه. ويستثير، في الوقت نفسه، شيئا من الأسى، لأن عملية محوٍ نشطةٍ تجري لهذا الاسم بين ظهرانينا، نحن العرب، في بلادنا، فثمّة إسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والضفة الغربية وقطاع غزة. لا يكاد اسم فلسطين، كما هو، يحضُر إلا في أناشيد للأطفال منسيّةٍ، وفي قصائد مهملة، وإنشائياتٍ عابرة.