كشف الجنرال الإسرائيلي ماتان فيلنائي، أحد أبرز الساسة والعسكريين الإسرائيليين، في تقرير نشرته صحيفة معاريف، "في كتاب له عما أسماها "حرب الجنرالات مع وزير الحرب الأسبق إسحاق مردخاي، والعلاقات المعقدة مع سلفه الجنرال أمنون ليفين شاحاك، متناولا أهم المهام العسكرية التي قام بها في عدد من الحروب 1967، 1973، وبعض المهام الخاصة نفذها داخل مصر، خاصة في منطقة نجع حمادي".
ويكشف فيلنائي عن تفاصيل لا تصدق حول الساحة اللبنانية قائلا، وهو يبتسم، إنه "خلال حقبة حرب لبنان الأولى 1982، كان العقيد ميشيل عون، قائد اللواء 8 المسيحي اللبناني، وكان ملاحقا من الدروز، حيث تم استهداف سيارته، حينها لم يكن وقت للعب، في اللحظة الأخيرة أنقذته من هناك، وبما أنه لم يكن متسع في سيارتي، فقد اضطررت لدفعه تحت مقعدي، وبدا مطويا بين ساقي، اليوم هو رئيس لبنان".
يقول فيلنائي، وهو السفير الإسرائيلي السابق في الصين، أنني "كلفت بملاحقة ياسر عرفات، وتلقينا أمرا باستهدافه خلال معركة الكرامة في آذار/ مارس 1968، وهي المواجهة التي شكلت نموذجا تقليديا لعدم استخلاص الدروس والعبر، لكن لم يعلم أحد بدقة أين يوجد عرفات، في حين أن الرواية المتداولة تقول بأننا في وحدة المظليين، حين اقتربنا من مكانه بالطائرات، فقد استقل دراجة نارية، وهرب من المكان".
يذكر فيلنائي كيف أن "عرفات حين وصل قطاع غزة في تموز/ يوليو 1994، أحضر معه سرا في سيارته الخاصة زياد العمارين أحد أخطر المطلوبين لإسرائيل، بل يعتبر المطلوب رقم 1 لها، وبسبب ذلك قرر رابين التريث قليلا في تطبيق بعض بنود أوسلو، لأنه اتضح له أن عرفات يناور".
ويضيف: "شاركت في عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين على متن الطائرة في العاصمة الأفريقية عنتيبي في 1976، حيث طلب منا شمعون بيريس وزير الحرب آنذاك، الذي لم يكن لديه اطلاع كاف في العلوم العسكرية، الاستعداد لذلك، فيما أبدى اسحق رابين العسكري المخضرم الذي ترأس الحكومة شكوكا كبيرة في نجاح العملية".
في فترة لاحقة، "تولى فيلنائي في العام 1989 قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة في ذروة انتفاضة الحجارة، ونضوج اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، حينها رافقت وحدة المستعربين "شمشون"، وارتديت جلابية عربية، والمسدس تحتها، ووضعت لحية مُلصقة، وتجولت في مخيم رفح جنوب القطاع، لأني كنت دائما مرافقا لجنودي في عملياتهم الخاصة على الميدان".
على الصعيد السياسي والحكومي، فقد "حصل فيلنائي على عدد من المواقع الوزارية من قبل إيهود باراك وأريئيل شارون وإيهود أولمرت، أهم هذه المواقع وزارة الجبهة الداخلية بعد حرب لبنان الثانية 2006، التي ظهرت مستهدفة خلال الحرب، وأتوقع أنه في الحرب القادمة ستشكل لجنة تحقيق جديدة لمعرفة أسباب عدم تعلمنا من الماضي، لأن الجبهة الداخلية ستتلقى ضربات قاسية وصعبة".
ويضيف أن "ما حصل مع البالونات الحارقة التي تطلقها حماس في الجبهة الجنوبية تشكل نموذجا مصغرا على عدم استعداد الجبهة الداخلية لأي مواجهة عسكرية".
عربي21