قائمة الموقع

بين تكليف نتنياهو ومبادرة ليبرمان.. (إسرائيل) أقرب إلى انتخابات ثالثة

2019-10-15T08:57:00+03:00
غزة- محمد عطا الله  

دفعت حالة الجمود السياسي في (إسرائيل) وتعثر تشكيل نتنياهو حكومته الخامسة ورفضه تشكيل حكومة وحدة، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" افيغدور ليبرمان إلى الإعلان عن مبادرته السياسية لدفع جهود تشكيل حكومة وحدة بين الأحزاب الإسرائيلية.

ودعا ليبرمان في مبادرته رئيس وزراء الاحتلال وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وزعيم تحالف أزرق أبيض الوسطي بيني غانتس إلى تقديم تنازلات من أجل جعل تشكيل حكومة وحدة وطنية ممكنا.

طبقا للمبادرة فإنه ينبغي على غانتس قبول أن يكون نتنياهو أول رئيس وزراء، على أن يصبح غانتس رئيسا للحكومة عندما لا يتمكن نتنياهو من مزاولة مهامه في حال إدانته بتهم الفساد.

ووفقا للمرحلة الثانية من المبادرة، فإن على نتنياهو أن يتخلى عن الأحزاب الدينية واليمينية المتشددة الموجودة في ائتلافه، وأن يذهب إلى حكومة تحظى بثقة 68 عضو كنيست وتضم الليكود وأزرق أبيض و(إسرائيل بيتنا)، ودعا ليبرمان الأحزاب الثلاثة إلى الاجتماع من أجل صياغة برنامج لسياسات الحكومة.

وقد فشلت لقاءات أخيرة بين الليكود وأزرق أبيض في التوصل إلى أرضية مشتركة لتشكيل حكومة وحدة، وكذلك جاءت الردود سلبية من الحزبين على مبادرة ليبرمان، إذ قال أزرق أبيض في بيان إن غانتس سيبادر إلى تشكيل حكومة وحدة حال تكليفه من قبل الرئيس الإسرائيلي، أما حزب الليكود فقال في بيان إن على ليبرمان استبعاد تشكيل حكومة يسار يقودها غانتس.

                                                         ذهاب لانتخابات

ويرجح الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة أن تذهب الأحزاب الإسرائيلية في ظل حالة التنافس والصراع غير المسبوق إلى إجراء انتخابات ثالثة وهو الخيار الذي يحاول نتنياهو الدفع به طمعا في الفوز وتشكيل حكومة يمينية برئاسته.

ويوضح جعارة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن نتنياهو رفض مبادرة ليبرمان لأنها ستجبره للتخلي عن حلفائه وإنهاء شراكته مع الأحزاب الحريدية وهو أمر لا يرغب به الأول لأنه خذلان لشركائه.

وبخلاف توقعات سابقة بأن يعيد نتنياهو، للرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، التكليف الممنوح إليه لتشكيل الحكومة، لا زال نتنياهو محتفظًا به.

ويعتقد جعارة أن عدم إعادة نتنياهو للتكيف يرجع إلى ربطه ذلك بوثيقة الشرف التي أصدرها حزب الليكود التي اعتبرت أن نتنياهو هو مرشحه الوحيد داخل الحزب، وإعادة التفويض يعني أنه لن يكلف مرة ثانية.

ويؤكد أن فشل نتنياهو يعني الذهاب إلى السجن وإنهاء حياته السياسية، مشددا على أن الحوارات الأخيرة التي تمت في مكتب وزارة العدل الإسرائيلي لم تقدم شيئا فيما يتعلق بالتهم المنسوبة لنتنياهو وهو ما يجعله متصلبا في موقفه ويرفض تشكيل حكومة وحدة ويدفع باتجاه الذهاب إلى انتخابات جديدة.

                                                        الاحتكام للانتخابات

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أن المعركة الأساسية بين مختلف الكتل والأحزاب تدور حول مسألة واحدة وهي أن كل طرف يحاول أن يرمي مسؤولية هذا الفشل واحتمال التوجه لانتخابات ثالثة على الطرف الأخر لا سيما وأن كلا منهم يتمسك بشروطه.

ويؤكد حبيب في حديثه لـ"الرسالة نت" أن المؤشرات كافة تدلل على أنه لا مناص من الذهاب لانتخابات جديدة في ظل فشل محاولات تشكيل حكومة وحدة ومحاولة كل حزب فرض شروطه على الآخر.

ويشير إلى أن الانتخابات من شأنها أن تكون وسيلة للناخب الإسرائيلي يحمل فيها المسؤولية للطرف الذي عطل الحياة السياسية عبر صندوق الاقتراع ويكون الحكم والفصل في اختيار من يمثله.

وفي السياق نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، ترجيحه أن تخوض (إسرائيل) غمار انتخابات تشريعية جديدة، في ظل مؤشرات على عجز كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومنافسه بني غانتس عن تشكيل ائتلاف حكومي جديد.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنّ الفجوة بين حزبي "الليكود" بقيادة نتنياهو، و"أبيض أزرق" كبيرة جداً، لدرجة أنه لن يكون بوسعهما قبول المقترحات التي تطرح لجسر الخلافات بينهما.

وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كلّف نتنياهو بتشكيل الحكومة، ولكن عدم وجود أغلبية 61 عضوا لصالحه يجعل مهمته صعبة للغاية. ولم يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد جولتي انتخابات في أبريل الماضي، ثم منتصف شهر سبتمبر الماضي، لم تكن نتائجها حاسمة لكتلته، ولا للكتلة التي يقودها غانتس.

اخبار ذات صلة