طرح على مدار خمس سنوات من المفاوضات بين حماس و(إسرائيل) عدد من الأفكار والمبادرات، وحاولت (إسرائيل) استثمار البعد الإنساني لمصلحة الجندي المحتجز لدى حماس في غزة، في حين كان العالم يغض الطرف عن البعد الإنساني لعشرة آلاف فلسطيني معتقلين في سجون الاحتلال بعضهم أمضى ربع قرن من عمره خلف القضبان.
ولكن، مع مرور الوقت، أصرت حماس خلال مفاوضاتها على أن يشمل البعد الإنساني الأسرى الفلسطينيين، واستطاعت أن تفرض على العالم النظر إلى معاناتهم.
وفي هذا السياق، يشير غازي حمد إلى أنه جرت اتصالات مع والد الجندي الأسير جلعاد شاليط، ويقول: "أكدت لـنوعام" والد شاليت أن حماس تتعامل مع ابنه وفق الأعراف الإنسانية"، والدليل على ذلك إشارة الحياة التي قدمتها الحركة في عام 2006 ثم 2008 ولاحقا شريط الفيديو.
ويضيف حمد: "كان نوعام يشعر أن حكومته متعنتة وغير معنية بإنهاء صفقة تبادل، فاشتكى مرارا من ضعف جديتها أكان ذلك في عهد ايهود أولمرت أم بنيامين نتياهو، وبدا له من اتصالاتي معه أن حماس أكثر جدية في إنجاز صفقة يفرج بموجبها عن مئات الأسرى في سجون الاحتلال مقابل ابنه، ولكنه في بعض الأحيان كان يرى أن شروط حماس صعبة، لهذا كان للضغط الشعبي الذي قاده والدا شاليط لاحقا على حكومتهم دور في إتمام الصفقة".
وبناء على أن اللفتات الإنسانية أخذت حيزا من المفاوضات وكانت (مادة التشحيم) لعجلة الصفقة نجحت إحداها (أكتوبر 2009) في تحرير تسع عشرة أسيرة فلسطينية مقابل شريط مصور للجندي غلعاد شاليط، وعرفت آنذاك بصفقة "الشريط مقابل الأسيرات".
كما طرحت في أوقات أخرى بعض الاقتراحات خلال محادثات غازي-غرشون، ففي 2010 تضمن مقترح جريء إمكانية توفير زيارة إلى الجندي شاليت، وجرى نقاش الأمر ولكن في نهاية المطاف ألغي نتيجة وجود مخاطر جمة رغم أن الاقتراح تضمن إطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين.
(إسرائيل) طرحت في مناسبة أخرى تقديم دليل على حياة الجندي وقالت إنها مستعدة لتقديم مقابل، فيقول حمد: "عرضت على الجعبري أن نطرح على الجانب (الإسرائيلي) إطلاق سراح معتقلين من الـ48 مثل عائلة يونس التي أمضت أكثر من ثلاثين عاما إضافة إلى عدد من المرضى، وفي البداية كان موقف الجعبري إيجابيا لكنه عاد وقال إنه لا يريد الانشغال بموضوع "اللفتات" وإن (الإسرائيليين) يريدون أن يحرفوا بوصلة المفاوضات للحصول على إشارة الحياة ثم يتوقفون، لذلك أبلغني بالرفض 0...) كنت مقتنعا أن الثمن جيد لكن مواقف الجعبري كان لها ما يبررها أيضا".
آلية المفاوضات احتاجت مفاوضات
لم تكن مفاوضات (إسرائيل)-حماس سهلة ليس لأنها تدور حول عملية تبادل أسرى معقدة أو ضمن الخطوط الحمر والمحرمات (الإسرائيلية)، بل لأن حماس كان لديها محرمات في آلية التفاوض مع (إسرائيل)، لهذا رفضت التفاوض مباشرة (وجها لوجه) في كل المحطات رغم حاجتها إلى إنجاز صفقة، فاشترطت دائما أن تكون عبر وسطاء، وربما كانت قناة غازي- غرشون الأقرب والأسرع في تبادل الرسائل.
غرشون قال في إحدى رسائله لحمد: "سيكون العمل في هذا الملف صعبا جدا، وأنا وأنت سنعمل معا لكننا سنواجه عقبات كبيرة (...) هناك فرصة للخروج بأفكار من شأنها إنهاء بعض المشكلات التي واجهت هذه المفاوضات على مدى السنوات الخمسة الماضية".
حمد كان يتحرك من جانبه بحذر شديد لأنه يعرف أن حماس كانت ترفض أي طريقة من طرق التفاوض مع الاحتلال، ويقول: "كنت أؤمن أن هذه ليست مفاوضات سياسية بل تنحصر في إطلاق سراح أسير مقابل معتقلين فلسطينيين، لذلك كانت فرصة مهمة أن ننجز صفقة كبيرة كهذه"، ويضيف: "كانت اتصالاتي تنحصر مع غرشون ولم تكن هناك اتصالات مع جهات (إسرائيلية) رسمية".
وجاء اقتراح في رسالة موجهة من غرشون باسكين في تاريخ 28 سبتمبر 2010 إلى حجاي هداس السكرتير العسكري لرئيس الوزراء (الإسرائيلي) الذي تولى ملف شاليط خلفا لعوفر ديكل مفاده أن يتولى أمر التفاوض بتفويض من هداس:
"אם בגלל המדיניות האוסרת קיום מגע ישיר בין ממשלת ישראל לבין החמאס אינך יכול או אינך מוכן לפגוש את חמד במישרין، הוא מבקש לנהל את הדיאלוג באמצעותי כגורם לא רשמי. אני מוכן לקבל את המשימה הזו בכל רגע."
ويقول غرشون: "نظرا إلى الصعوبات القائمة التي تحول دون الاتصال المباشر بين الحكومة (الإسرائيلية) وحركة حماس التي ترفض التفاوض مباشرة، فإنني وغازي يمكننا أن ندير المفاوضات بطريقة غير رسمية، وأنا على استعداد لهذه المهمة في أي لحظة".
بعد تولي ديفيد ميدان الملف طرأ تطور لافت على نمط وأسلوب المفاوضات، وقد اعترف ميدان في مناسبات عديدة أنه جرب العديد من القنوات والوساطات وكلها كانت تستمر مدة ثم تنقضي لكنه وجد أن قناة غازي-جرشون الأكثر جدية ومتابعة خاصة بعد أن تم تبادل الرسائل "بسرعة قياسية"، وتأكد بالفعل أن الجعبري يتعامل مع هذه القناة وأنه يرسل ويستقبل عبرها الرسائل مع قيادة حماس بثقة كبيرة.
عرض "ميدان" التفاوض مباشرة مع الجعبري بالطريقة التي تختارها حماس، ومن بين المقترحات آلية مفاوضات وصلت عبر رسالة في تاريخ 19|7|2011 من الفريق (الإسرائيلي) بقيادة ميدان مررها حمد للجعبري وجاء فيها:
The negotiations can begin with the Hamas submission of its written demands. Those demands can be submitted from Hamad to Baskin who will bring official first response from Israel
. The negotiations can proceed by telephone/skype - at set times for hours with ability to receive immediate responses from Meidan and Jaabri.
"يمكننا البدء في مفاوضات مع حماس بعد تقديم مطالبها خطيا عبر حمد في حين يقدم باسكن ردود (إسرائيل) الرسمية عليها".
لقد رفض الجعبري المقترح (الإسرائيلي) القاضي بالتفاوض مباشرة مع ميدان في غرفة مغلقة بوسيلة مثل فيديو كونفرنس أو سكايب (وليس وجها لوجه) ويكون طرفها المباشر غازي حمد ومن خلفه الجعبري، وفي الطرف الآخر غرشون باسكين ومن خلفه ميدان.
يقول حمد: "فوجئت بأن ميدان لا يعارض أن يتفاوض مباشرة مع الجعبري وأنه طرح ذلك صراحة ودون غموض"، ويضيف: "ذهبت بالاقتراح إلى الجعبري فكان رده حازما بالرفض"، وقال:" لا نريد أن نتفاوض معهم.. بإمكانهم أن يبعثوا اقتراحاتهم إليك".
كان ميدان يريد أن يسارع الخطوات ويحرز تقدما لدرجة أنه كان متفائلا بأنه خلال ثلاثة أسابيع يمكن التوصل إلى صفقة نهائية أي في بداية شهر رمضان 2011، وفي أكثر مناسبة ذكر أنه يمكن الالتقاء في أكثر من مكان وعقد الصفقة بسرية تامة لكن الجعبري رفض ذلك من قبل.
ديفيد ميدان.. نقطة تحول
لا يمكن تجاهل تأثير أن ظهور ديفيد ميدان في الطرف (الإسرائيلي) للمفاوضات كان نقطة تحول، وهو ما يؤكده غرشون لحمد بعد تولي ميدان الملف، فيقول في إحدى رسائله: "ديفيد يختلف كثيرا عن سابقيه لأن لديه الجدية والجاهزية الكاملة لإتمام الصفقة كما لديه تفويض قوي من نتنياهو"، ويرد حمد في الرسالة نفسها: "سنرى ونحكم على مواقف ميدان عبر تجاوبه مع المقترحات المقدمة".
كما يقول حمد: "شعرت أن اتصالاتي بغرشون زادت بكثافة بعد تولي ميدان الملف، فدخلنا في عمق التفاصيل، ونقلت لـ(أبو محمد الجعبري) انطباعاتي التي فيها أن ميدان يختلف كثيرا عن هداس وديكل وأنه يمكن أن نحرز معه تقدما (...) الجعبري كان دوما يتمتع بثقة كبيرة، فقال لي: سنرى، ونحن على استعداد أن نتقدم بسرعة في الملف".
بدأ ميدان الحديث عن وضع أسس وقواعد ومرجعية للتفاوض، في حين تبادل حمد وباسكين الاقتراحات التي تم نقلها تباعا إلى كلا الطرفين ووضعت هذه الأسس حتى تشمل قواعد وآلية التفاوض ثم وضع سقف زمني لنهاية التفاوض.
ويقول حمد: "شعرت آنذاك أن ميدان كان مستعجلا للتوصل إلى صفقة وأنه كان لديه الاستعداد لذلك"، ويفسر هذا الفعل: "ميدان شعر أن الذين سبقوه أخفقوا ولم يحققوا أي إنجاز وأن ملف شاليت بات يشكل ضغطا كبيرا على حكومة (إسرائيل) إضافة إلى قناعته بأن حماس لن تتزحزح عن مطالبها".
الجعبري لم يرفض من جهته وضع هذه القواعد والآليات لكنه اشترط منع التطرق إلى مقترحات الوسيط الألماني أو اعتماد تفاهمات عام 2009.
الجعبري مفاوض عنيد
كانت قناة المفاوضات هي التي وقف خلفها في النهاية قائد القسام أحمد الجعبري المطلوب رقم واحد لدولة الاحتلال، وديفيد ميدان ضابط الموساد السابق على مدار 30 عاما ويشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة بورتلاند ترست التي يملكها المليونير اليهودي البريطاني السير رونالد كوهين، وهي معادلة تحتاج إلى تفكك قبل تفكيك قضية صفقة تبادل الأسرى المعقدة، فبينما كان غرشون يلتقي ميدان في أي مكان وقتما شاء دون قلق أو خوف وخلفهما دولة قوية بكل إمكاناتها، كان على غازي حمد أن ينقل الرسائل ويناقش المقترحات مع الجعبري في أجواء أمنية معقدة ومخاطر غير محدودة.
ويصف حمد ذلك قائلا: "كنت ألتقي (أبو محمد الجعبري) كل أسبوع تقريبا تارة في بيته وأخرى في مزرعة أو في منزل أحد أصدقائه، وفي أغلب الأوقات كان اللقاء بعد العاشرة ليلا وأحيانا كان يقترب من الفجر".
ولا يخفي حمد القلق الذي كان يشعر به عند الاقتراب من هذا الرجل المطلوب رقم واحد لدولة الاحتلال، ويضيف: "قلت له في مناسبات عديدة إنني شخصية معروفة ولا أريد أن أسبب لك ضررا فيجب أن تأخذ احتياطاتك كاملة"، أما رد الجعبري فكان: "لا تقلق"، ثم يطلب من حمد ألا يصطحب جهاز الجوال.
لم تكن علاقة حمد بالجعبري طارئة أو مرتبطة بمفاوضات الصفقة بل بدأت كما يقول الأول في عام 1996 عندما كانت حماس تتعرض لهجمات السلطة الفلسطينية آنذاك، فعملا معا لمتابعة شؤون التنظيم مع عدد من قيادات الحركة.
ويرسم حمد صورة للجعبري المفاوض العنيد والإنسان، فيقول: "كنت أرى خلال زيارتي لبيته كم كان طيبا وحنونا مع أولاده وأولاد إخوته الذين كانوا يزورونه في البيت".
ويضيف: "في بعض الأحيان كان يشعر بآلام حادة في ظهره فيستأذن بأدب جم أن يتمدد على السرير، وكنت أعرض عليه ما يصل من رسائل (الإسرائيليين) وما كتبته من اقتراحات وهو يسجل أو يشطب أو يعدل".
ويتابع حمد: "كثيرا ما يبدو الجعبري لينا مرنا لكنه في لحظة تجده صلبا كالصخر لا يتزحزح، وحينما كان (الإسرائيليون) يرسلون بعض الشروط غير المقبولة كان ينظر إلي ويقول: أبو عمر.. سيبك منهم.. خليهم يضربوا راسهم في الحيط، بل يذهب أبعد من ذلك ويقول بغضب: خلص سكر الملف ما في داعي نتفاوض معهم لكنني كنت أعود إليه بعد يوم أو يومين لأحمل له اقتراحا جديدا يبعث فيه الحيوية مرة أخرى لاستئناف التفاوض".
في الطرف الآخر، غرشون كان ينقل إلى حمد ما كان يقوله الإسرائيليون (الشاباك) الذين كانوا يعتقدون أن الجعبري لا يريد التوصل إلى صفقة وأنه يريد إبقاء شاليت بيده ورقة تعزز قوته في مواجهة (إسرائيل)، أو في داخل حركة حماس.
وكان حمد يرد عبر غرشون: "هذا كلام استخباري فارغ.. الجعبري قائد ولديه الإرادة للتوصل إلى صفقة لكنه أيضا يريد أن يتأكد أن لديكم نية صادقة"
وكانت القيادات (الإسرائيلية) ترى أن الجعبري يناور، وتنظر إليه على أنه متشدد وصلب ولا يمكن التوصل معه إلى صفقة، ولكن مع تبادل الرسائل وبروز تقدم في عجج من المواضيع الشائكة تأكدت أن الجعبري جاد في التوصل إلى صفقة، ولكن الأخير كان يرغب في إعادة دور الوسيط المصري ويعتقد أن الصفقة لن تتم إلا برعاية مصر.
ويقول حمد: "بعد أن دخلنا في تفاصيل كثيرة في ظل القضايا الحساسة مع الجانب (الإسرائيلي) بدا لي أن أبا محمد متردد في مواصلة الخوض في التفاصيل، فقلت له ذات مرة: هل تريد أن تنقل المفاوضات إلى القاهرة؟، فصمت برهة وقال: نعم".
وآنذاك اتصل حمد بمسؤول في المخابرات العامة المصرية ووضعه في صورة ما جرى خلال اتصالاته مع (الإسرائيليين)، ثم انتقل ملف التفاوض إلى القاهرة واستمر حتى إتمام الصفقة.
لماذا نجح "غازي-غرشون"؟
عند النظر إلى عدد القنوات والوساطات والجولات التفاوضية على مدار 5 سنوات لإخراج صفقة تبادل الأسرى إلى النور، تبدو قناة غازي-غرشون الأطول نفسا والأبعد عن أضواء الكاميرات والإعلام والتسريبات وسباق الوسطاء.
وقد وصف القيادي في حماس د. محمود الزهار الذي شارك في مفاوضات الصفقة خصوصا مع الوسيط الألماني مدى صعوبة وماراثونية جلسات التفاوض قائلا في تصريحات صحافية سابقة إن عدد جلسات التفاوض ربما وصل إلى 170، "وكانت كل جلسة تستمر ساعات طويلة جدا حتى إن بعض الأسماء احتاجت عدة جلسات".
وبينما كانت تدور المفاوضات بين هاتفين وشاشتي كمبيوتر ويتواصل حمد وباسكين في أي ساعة وعلى مدار اليوم والليل دون مواعيد مسبقة، بدا كأن الدبلوماسيين ورجال المخابرات من الوسطاء تحكمهم ضغوط سياسية وحسابات الربح والخسارة، وهو ما لم يواجه غرشون-حمد.
وكان غرشون قد نجح في الحصول على تفويض رسمي من دافيد ميدان يفيد بأنه وسيط للتفاوض وأنه مخول بمتابعة قناة التفاوض غير المباشرة، أما حمد فكان يتحرك ضمن النطاق الذي كانت تسمح به حركة حماس دون أن يحمل تفويضا رسميا، ويقول هنا: "أعتقد أنه كان لدى الحركة علم بما أفعله كما كنت أؤمن بأنهم يثقون بي".
في المقابل فإن غيرشون يقول: "نجحت حين أخفق الآخرون، واستطعت فتح قناة خلفية سرية مع حماس وجلبت شاليط من الأسر بعد خمس سنوات وأربعة أشهر في مقابل نحو 1000 أسير فلسطيني".
لقد فتحت عملية أسر شاليط في 2006 وصفقة تبادل الأسرى شهية عدد من الأطراف الإقليمية والدولية للعب دور الوسيط وتحقيق مكاسب سياسية بل حتى مكاسب شخصية لبعض الساسة ورجال المخابرات والمتقاعدين، فكان هناك دور بارز للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الألمانية (BND) جيرهارد كونراد الذي أخفق في النهاية رغم نجاحه في قضية صفقة تبادل) ريغف وغولدفاسر) بين (إسرائيل) وحزب الله في 2008، لأنه لم يقدم لحماس ما طلبته من ثمن، وقد رفض الجعبري الصيغة النهائية التي اعتقد كونراد أنها أفضل ما يكن أن تحصل عليه حماس.
ولا يمكن تجاهل جهود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية التي ظهرت من أفعال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، بل ينبغي تذكر دور مدير المخابرات المصرية الأسبق عمر سليمان الذي سيطر على وساطة الملف حتى خلع حسني مبارك في فبراير 2011.
وبقي الملف في حضن المخابرات المصرية بعد خلع مبارك، وأهم اللاعبين كان رئيس الجهاز مراد موافي، ثم الوكيل محمد إبراهيم الذي كانت له مساهمات كبيرة في إدارة التفاوض مع الجانب (الإسرائيلي)، ونادر الأعسر الذي لعب دورا بارزا في الوساطة خلال الشهور الأولى بعد أسر شاليط، وكذلك اللواء رأفت شحادة.
وكانت أنقرة قد عرضت في محطات سابقة لعب دور الوساطة لكن المصريين والإسرائيليين رفضوا إعطاءها هذه "الجائزة"، ولكن جميع الوساطات والقنوات وصلت إلى طريق مسدودة وانتهى دور الوسيط الألماني، ثم تجمدت المفاوضات، وسادت حالة من التشدد والتشاؤم حتى كانت الانطلاقة ونقطة التحول في مفاوضات غازي-غرشون (تموز 2011).