قال النائب في المجلس التشريعي عبد الرحمن زيدان إن الطرف الذي لم يحترم الحياة النيابية وحصانة النواب، ومن اعتدى عليهم أثناء دورتهم البرلمانية ومنعهم من أداء دورهم وخدمة جمهورهم الذي انتخبهم غير مؤهل لإدارة عملية انتخابات نزيهة".
وأضاف زيدان لـ "الرسالة نت": الطرف الذي يَحرص على التفرد ويتخذ القرارات دون علم فصائل المنظمة ويهمش حتى شركاءه في اللجنة التنفيذية، ومن دمر الحياة النيابية بطريقة غير دستورية ولم يحترم القانون الأساسي وقطع رواتب النواب من غير فصيله ويحاول إقصاء كل صاحب فكر وتوجه سياسي مخالف غير مؤهل لإدارة انتخابات حرة ونزيهة.
وحول أوضاع الضفة المحتلة بالتزامن مع دعوة السلطة لانتخابات جديدة أوضح أن البعض ما زال يُعاقب بسبب نشاطه أو تصويته في انتخابات 2006، مشيراً إلى أن المواطن العادي لن يقبل على انتخابات جديدة وهو يرى أوضاع الضفة منذ الانتخابات السابقة.
ولفت إلى أن أجواء الضبط الأمني والكبت أرهقت المواطنين وجعلتهم يتوقون للحرية، منوهاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتربص بمن يترشح ومن يعمل في الدعاية الانتخابية.
ويرى زيدان أن الدعوة للانتخابات تفتقر إلى الجدية في توفير الأجواء المناسبة، مؤكداً أنها تحتاج إلى توافق وطني وأن تركز على الشراكة الوطنية وإطلاق الحريات وليس إلغاء الآخر.
ونوه إلى أنه لا يمكن أن تكون انتخابات دون توافق وطني، وفي ظل سيطرة فتح على الحالة الأمنية في الضفة ومحاربة العمل التنظيمي والسياسي.
ووفق زيدان فإن أي طرف يريد أن يعود للشعب لا يكون بالخطابات بل بالممارسة، مؤكداً أن الشعب فقد الثقة في توجهات السلطة وسياساتها المتناقضة، فما زال التنسيق الأمني مقدسا رغم القرارات المتكررة بوقفه، وما زالت السلطة تصر على الارتباط باقتصاد الاحتلال وإعادة تفعيل اللجان الاقتصادية المشتركة رغم قرار الانفكاك وتشكيل لجنة عليا لذلك.
وأشار زيدان إلى أن هناك ثماني فصائل قدمت مبادرة لإنهاء الانقسام، إلا أن قادة عدة في فتح أطلقوا التصريحات المسفهة للمبادرة وبلغة تخلو من اللياقة أحيانا وتسيء إلى الفصائل التي قدمتها ولم يصدر موقف رسمي من الحركة حتى الآن.
وبالنسبة لحظر تنظيم حماس في الضفة المحتلة وكبت حرياتها وأنشطتها السياسية قال زيدان هناك إشكالية كبيرة، من الذي سيترشح في جو الاستهداف المزدوج؟ من الذي سيعمل في الدعاية الانتخابية لهؤلاء المرشحين؟ من سيترشح باسم حماس أو سيعمل في الحملات الانتخابية وهو معرض لاعتقال فوري من الاحتلال".
وأكمل زيدان أنه إذا كانت الدعوة في اتجاه الانتخابات صادقة وليست للاستهلاك فقط فعلى السلطة توفير البيئة المناسبة لها والسعي إلى التوافق الوطني.
ونبه زيدان إلى أن الصراع الداخلي في فتح سيكون جزءا من المشهد وسيسيطر على الحالة في الضفة الغربية، موضحا أن البعض يتوقع أن تشهد تلك الصراعات الداخلية تصاعدا في حال تمت الدعوة إلى الانتخابات.
ووجه زيدان تساؤلات عديدة منها: هل السلطة لديها توجه حقيقي بإجراء الانتخابات؟ وهل ستكون انتخابات تشريعية أم تشمل الرئاسية والمجلس الوطني؟ وهل فتح فعلاً ستقود الانتخابات بالرغم من خلافاتها الداخلية؟
واعتبر أن توفير الحريات من السلطة، إن صحت النية، لا تتم بمجرد إصدار قرار والإفراج عن معتقلين سياسيين، بل تتطلب الكثير من الوقت لإعادتها وممارستها على الواقع وإعطاء المواطن شعور الأمن والثقة والنزاهة فما عاد يثق بالأقوال.