نفضت معاصر الزيتون الغبار عن ماكيناتها، وبدأت عجلاتها بالدوران مستقبلةً الكميات الكبيرة من الزيتون الذي طرحته الأشجار هذا الموسم.
ويتفاءل المزارعون وأصحاب المعاصر خيرا بالموسم الحالي، في وقت بانت فيه الكميات المبشرة التي لم تشهدها فلسطين منذ سنوات طويلة.
ووفقا للإحصائيات الرسمية في قطاع غزة، يبلغ عدد معاصر الزيتون 28 معصرة، تُصنف حسب نمط عملها إلى 2 حجر قديم، 6 نصف أتوماتيك، و20 أوتوماتيك، وتوزع جغرافيًّا: 2 شمال غزة، و8 في غزة، و9 في الوسطى، و7 في خان يونس، و2 في رفح.
دعوة لتأخير العصر
بدوره، نصح مدير معصرة أبو عودة، نصر أبو عودة، المزارعين والمواطنين لضرورة تأخير قطف الزيتون وعصره لأيام إضافية لعدم نضوجه بالكامل.
وقال أبو عودة: "في حال لم تكن ثمرة الزيتون ناضجة وذات وزن معين، فإنها تفقد الكثير من الزيت الذي كانت ستكتسبه في حال بقيت على الشجر وتلقت كميات إضافية من الأمطار".
وأوضح أن الكميات الواردة للعصر هذه الأيام كبيرة وهو ما يبشر بموسم زيت كبير وكميات تفوق التوقعات.
وأكد أن أسعار الزيت جيدة وليست مرتفعة وتتحدد قيمتها بناء على الطلب والعرض، متوقعا أن تنخفض قليلا خلال الأيام المقبلة مع كثرة الكميات في الأسواق.
وبين أن الموسم الحالي هو الأوفر منذ 15 عاما، من ناحية كثافة الثمر على الشجر وكميات الزيت المنوي استخراجها.
وعادة ما تفتتح معاصر الزيتون بداية أكتوبر من كل عام، في وقت تنتج فيه فلسطين ما معدله 20 ألف طن سنويا من الزيتون، وتشير التقديرات إلى أن كميات الإنتاج للموسم الجاري كبيرة، وأرجع مختصون السبب إلى عوامل فسيولوجية في ثمرة الزيتون.
من جهته، وصف فياض فياض رئيس مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني الموسم الحالي بـ "الغريب ولم نشهده من قبل"، بسبب تأخر نضجه.
وقال فياض إن ثمرة الزيتون لم تنضج بعد، ناصحا المزارعين بتأخير القطف لأن الزيتون يخسر الكثير من الزيت في الجفت في حال لم يكتمل نضجه.
وأوضح أن نسبة الزيت في الزيتون للموسم الحالي تقدر بـ 15%، في حين أنه من المفترض أن تكون 20% وفق الإنتاج العام، وهي كمية قليلة ولذلك الزيتون بحاجة لتأخير القطف.
بدء القطف والعصر
وأعلنت وزارة الزراعة، بدء موسم قطف الزيتون وتشغيل المعاصر بدءا من يوم الاثنين الماضي، من خلال عرس وطني كبير يعكس مدي عمق وتجذر الزيتون في قلوب كل الفلسطينيين على أرض مخيمات العودة شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة المهندس أدهم البسيوني إن هدف وزارة الزراعة بتأخير موعد القطف لتحقيق كمية إنتاج أفضل وجودة أعلى من الزيت بناءً على دراسات علمية مؤكدة وتجارب سابقة.
وأضاف في حديث أمام جموع الصحفيين: "المساحات المزرعة بالزيتون والمنتجة في قطاع غزة تقدر بحوالي 32 ألف دونم واجمالي المساحة حوالي 39 ألف دونم".
وأشار إلى أن الدور الرئيسي للوزارة بالتعاون مع المؤسسات العاملة في القطاع الزراعي ساهم في تشجيع زراعة الزيتون وإعادة قطاع الزيتون إلى حيويته وإنتاجه رغم اعتداءات الاحتلال المتكررة خلال الحروب السابقة.
ولفت إلى أن التوقعات الإنتاجية لهذا العام تقدر بحوالي 300 ألف طن تقريبا منها 6000 طن للتخليل و24 ألف طن لإنتاج الزيت بمعدل ‘نتاج للزيت 4 آلاف طن تقريبا وهو ما يغطي نسبة كبيرة من احتياجات قطاع غزة من الزيت والزيتون، وتعتبر هذه النسبة جيدة مقارنة بالسنوات السابقة.
وذكر البسيوني أن وزارة الزراعة أجرت خلال الفترة الماضية جولات مكثفة على المزارعين وأصحاب المعاصر لتقديم الخدمات والإرشادات الفنية اللازمة والتي تضمن الحفاظ على المنتج المحلي الفلسطيني كما ونوعا، داعيا المزارعين وأصحاب المعاصر الي اتباع الارشادات الفنية الصادرة عن الوزارة بخصوص آليات القطف والنقل والعصر للحصول على اعلى إنتاج وأفضل جودة زيت.